الزواج سنة من السنن التي أوصى بها الرسول (صلى الله عليه وسلم) وحث عليها الشباب في كثير من الأحاديث والروايات منها (تناكحوا تناسلوا تكثروا فاني مباه بكم الأمم يوم القيامة).
كثير من الشباب البالغين المستحقين للزواج يتمنوا ان يكملوا النصف الاخر من الدين بالزواج والارتباط بالفتاة التي يتمنى ان يجتمع بها تحت سقف واحد ومعها يكون الاسرة التي لطالما كان يحلم بها.
الزواج يحصن الشباب من الوقوع بالحرام حيث أوصى الرسول بعدم ترك الزواج والامتناع عنه حيث قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) (شراركم عزابكم والعزاب اخوان الشياطين).
حتى ان الرسول (صلى الله عليه وسلم) شبه تارك الزواج من المذنبين حيث قال لرجل اسمه عكاف (الك زوجة)؟ قال لا يا رسول الله، قال الك جارية؟ قال لا يا رسول الله، قال أفانت موسر؟ قال نعم، قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) (تزوج والا فانت من المذنبين).
كل هذه الأحاديث للرسول حثت الشباب على الزواج وعدم تركه، الا اننا ما نشاهده اليوم هو عزوف الكثير من الشباب والامتناع عن الزواج، وهذا الامتناع والعزوف ليس مخالفة لأقوال الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعدم الاخذ بأحاديثه وتوصياته.. كلا.. لان الرسول كلامه ثابت وبالدليل لأنه ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى () إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ ، وانما هذا الامتناع والعزوف هو سبب غلاء مهور الزواج وتكاليفه التي تثقل كاهل الشباب ...
نعم الزوجة لها حقوق على الزوج وابسط حقوقها هو (المهر) الا اننا اليوم ما نشاهده عند بعض العوائل هو طلب مهر عالي لبناتهم وهذا باعتقادهم ان طلب هكذا مهر من باب تأمين لمستقبلها وضمان لها، هذا المهر العالي أصبح سبب رئيسي لامتناع الشباب عن الزواج...حيث ان اغلب الشباب اليوم يكدون في أعمالهم التي تكاد لا تسد حاجات الاسرة كاملة، حيث انهم لا يستطيعون دفع ما يطلب منهم من مهر عالي للتزويج..
ما نشاهده اليوم ان هذه الاسر والعوائل قد خالفوا قول الرسول فيما يخص المتقدم للزواج حيث قال (اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه) ، ولم يقل من اتاكم من يملك الجاه والمال فزوجوه ، وكان ابنتهم هي سلعة ومقدارها من يدفع مهر اعلى يتم قبوله وتزويجه منها، ونسوا ان مهر الزواج هو شيء رمزي يقدم للزوجة احتراما وتقديرا لها وليس لشرائها لأنها هي ليست سلعة تقيم بثمن ، ومتى ما قبلت الاسر بالمهر العالي دون الاخلاق والدين حينها ستصبح ابنتهم عند الزوج كالعبد المشترى من سوق النخاسة ، حينها سيتم معاملتها معاملة غير جيدة وسيعيرها بمهرها الذي اخذها به من أهلها.
لذا على الاهل ان يركزوا ويتأملوا بأقوال وأحاديث الرسول واهل بيته عليهم السلام فيما تخص المتقدمين لهم للزواج من بناتهم وان يرضوا بالذين يكونون كفؤا لبناتهم بالأخلاق والدين والعشرة ... وان لا يرضوا بهم لمجرد ما يمتلكون من مناصب واموال لأنها قد تكون سبب في جعل حياة بناتهم جحيما أكثر من جعلها حياة سعادة وحياة هانئة تعمها المحبة والوئام والعشرة الطيبة بينهما.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الرسل محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين.







د.فاضل حسن شريف
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN