المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


آداب الجوارح


  

2766       01:18 مساءً       التاريخ: 22-6-2017              المصدر: عبد الله الهاشمي.

أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-6-2017 3141
التاريخ: 22-6-2017 1212
التاريخ: 22-6-2017 1529
التاريخ: 17-2-2021 4473
التاريخ: 22-6-2017 1306
عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) : ليس لك ان تقعد مع من شئت لأن الله تبارك وتعالى يقول : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [الأنعام : 68] .
وليس لك ان تتكلم بما شئت لأن الله تعالى قال : { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ }[الاسراء : 36] ولأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : "رحم الله عبداً قال خيراً فغنم ، أو صمت فسلم" ، وليس لك أن تسمع ما شئت لن الله تعالى يقول : {انَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الاسراء : 36](1).
نصيحة : لا تعصي الله بأعضائك : اعلم ان للدين شطرين : أحدهما ترك المناهي والآخر فعل الطاعات ، وترك المناهي هي أشد ، فإن الطاعة يقدر عليها كل واحد منا ، اما ترك الشهوات فلا يقدر عليها إلا الصديقون ، ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : "المهاجر من هجر السوء" (2)
" والمجاهد من جاهد نفسه في الله" (3).
وأعلم انك إنما تعصي الله بجوارحك وهي نعمة من الله تعالى عليك وامانة لديك فاستعانتك بنعمة الله على معصيته غاية الكفران ، وخيانتك في أمانة أودعكها الله غاية الطغيان ، وأعضاؤك فانظر كيف ترعاها ، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
واعلم أن جميع اعضائك تشهد عليك في عرصات القيامة بلسان فصيح ذلق يفضحك به على ملأ من الخلق , قال الله تعالى : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } . [النور : 24].
وقال سبحانه : { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [يس : 65] , فاحفظ جميع بدنك وخصوصاً أعضاؤك السبعة فإن جهنم لها سبعة أبواب لكل باب منعم جزء مقسوم ، ولا يتعين لتلك الأبواب إلا من عصى الله بهذا الاعضاء وهي العين ، والأذن ، واللسان ، والبطن ، والفرج ، واليد  والرجل  اما العين فإنها خلقت لك لتهتدي بها في الظلمات ، وتتعين بها في الحاجات  وتنظر بها إلى عجائب ملكوت الأرض والسموات ، وتعتبر بها من الآيات ، فاحفظها عن ثلاث ، أن تنظر بها إلى محرم ، أو إلى صورة مليحة بشهوة نفس ، أو تنظر إلى مسلم بعين الاحتقار ، أو تطلع بها إلى عيب مسلم.
وأما الآذن ، فاحفظها أن تصغي إلى البدعة أو الغيبة أو الفحش ، أو الخوض في الباطل أو ذكر مساوئ الناس ، فإنما خلقت لك لتسمع بها كلام الله تعالى وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحكمة أوليائه ، وتتوصل باستفادة العلم بها إلى الملك القديم والنعيم الدائم ، فإذا صغيت بها إلى شيء من المكاره صار ما كان لك عليك  وانقلب ما كان سبب فوزك سبب هلاكك وهذا غاية الخسران ، ولا تظن ان الإثم يختص به القائل دون المستمع ففي الخبر ان "المستمع شريك القائل" (4).
وأن "المستمع احد المغتابين"(5).
وأما اللسان فإنما خلق لك لتكثر به ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن ، وترشد به خلق الله إلى طريقه  وتظهر به ما في ضميرك من حاجات دينك ودنياك ، فإذا استعملته في غير ما خلق له فقد كفرت نعمة الله فيه.
واما البطن فاحفظه عن تناول الحرام والشبهة واحرص على طلب الحلال فإذا وجدته فاحرص على ان تقصر على ما دون الشبع فإن الشبع يقسي القلب ، ويفسد الذهب  ويبطل الحفظ ، ويثقل الاعضاء عن العبادة والعلم ، ويؤوي الشهوات ، وينصر جنود الشياطين ، والتشبع من الحلال مبدأ كل شر فكيف من الحرام.
وأما الفرج فاحفظه عن كل ما حرم الله ، وكن كما قال الله تعالى : {والذين هم لفروجهم حافظون} [المؤمنون : 5].
واما اليدان فاحفظهما عن أن تضرب بهما مسلماً ، او تناول بهما مالاً حراماً ، او تؤذي بهما احداً من الخلق ، أو تخون بهما في امانة أو وديعة ، او تكتب بهما ما لا يجوز النطق به ، فإن القلم احد اللسانين ، فأحفظ القلم عما يجب حفظ اللسان منه.
واما الرجلان فاحفظهما عن أن تمشي بهما إلى حرام ، أو تسعى بهما إلى باب الظالم من غير ضرورة ، واستعملهما لقضاء حاجة مؤمن ، او لخلاص مسلم أو غير ذلك من المقاصد الشرعية الصحيحة.
ألم اكن رقيباً عليك : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ليقفن أحدكم بين يدي الله فيقول له : ألم أوتك مالاً ؟ , فيقول : بلى ، ألم أرسل إليك رسولاً فيقول : بلى ثم ينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار فليتق احدكم النار ولو بشق تمرة فإذا لم تجد فبكلمة طيبة ، ثم يقول : يا بن آدم ما غرك بي  يا بن آدم ما عملت فيما علمت ، يا بن آدم ماذا أجبت الرسل ، يا بن آدم ألم اكن رقيباً عليك على عينيك وانت تنظر بهما الى ما لا يحل لك ألم أكن رقيباً على أذنيك وهكذا يعد سائر الأعضاء (6) .
_______________________
عطل الشرائع : ج2 , ص605 , ح80.  كنز العمال : ج16 , ص656 , ح45361. كنز العمال : ج4 , ص430 , ح11266. شرح نهج البلاغة : ج17 , ص37. البحار : ج72 , ص225. مجموعة ورام : ج1 , ص297.  
 


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)