احتفاءً وتكريماً وتخليداً للعلماء الأعلام والشخصيات الدينية والعلمية في مدينة الكاظمية المقدسة الذين زينوا بتراجمهم ومسيرتهم المشرقة المعطاء صفحات التاريخ، وبرعاية مباركة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، أقام مركز الكاظمية لإحياء التراث في العتبة المقدسة، وبالتعاون مع إدارة الحسينية الحيدرية ندوة علمية بعنوان: (الجهود العلمية والجهادية الرائدة للمجاهد السيد مهدي الحيدري "طاب ثراه" المتوفى 1336هـ)، وتحت شعار: (عُلماؤنا قدوتنا)، لمناسبة الذكرى السنوية لـ(110) لرحيله، بحضور ممثل المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حُسين آل ياسين "دامت توفيقاته" وكوكبة من الشخصيات الدينية والعلمية والاجتماعية والبحثية إلى جانب رواد المجالس الثقافية.
استهلت الندوة بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم عطّر بها مسامع الحاضرين القارئ محمد راهي السريع، أعقبتها سلسلة من المحاور البحثية حيث قدّم الباحث المهندس عبد الكريم الدباغ في محورها الأول دروس من سيرة السيد مهدي الحيدري، بيّن فيه أثره البارز في المجالات الاجتماعية، والعلمية، والجهادية، مع تسليط الضوء على قيمتها الراسخة للأجيال.
في المحور الثاني استعرض الباحث السيد علي جلال الدين الحيدري، عن السيرة العلمية للسيد مهدي الحيدري، ونتاجاته ومؤلفاته وكتبه المتنوعة في الفقه والأصول والرجال وغيرها، مع بيان أهمية ذلك الإرث الذي يعدّ رافد مهماً في الدراسات الحوزوية.
أما المحور الثالث فقد تناول الباحث فضيلة الشيخ عماد الكاظمي، الحركة الجهادية للسيد مهدي الحيدري، مبيناً مواقفه العظيمة في ساحات الجهاد ضد الاحتلال الإنكليزي، وأثرها العميق في تعزيز مكانة المرجعية الدينية ودورها الريادي.
وشهدت الجلسة تفاعلاً كبيراً من الحضور، حيث أثرت المداخلات النقاش، وحرص الباحثون على تقديم إجابات شاملة أضافت مزيداً من العمق والتوضيح.
كما تخللت فعاليات الندوة افتتاح معرض وثائقي ضم مجموعة ثمينة من المخطوطات والمؤلفات المطبوعة، إلى جانب وثائق وصور نادرة، افتتحه الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، واختتمت الفعاليات بزيارة مقبرة الأسرة الحيدرية التي تحتضن قبر السيد مهدي الحيدري "قدس سره"، في لمسة وفاء تليق بمكانته.
وتؤكد الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، من خلال هذا الملتقى المبارك، أهمية إحياء ذكرى رموز مدينة الكاظمية الأعلام الذين أسهموا في صياغة معالم التراث الديني والعلمي والثقافي، وكان الإمام الثائر السيد مهدي الحيدري "طاب ثراه" أنموذجاً يُحتذى به بما قدّمه من مآثر خالدة ينبغي أن تستلهم منها الأجيال القادمة القيم النبيلة، والعمل المخلص من أجل رفعة الإسلام والمجتمع، ومواجهة التحديات وصناعة المستقبل.