تتعدى فكرة إذاعة الكفيل التابعة للعتبة العباسية المقدسة بكونها محطة إذاعية، لتكون منصة ثقافية واجتماعية تقدم للمجتمع محتوى متنوعًا وغنيًّا، وتولي للمرأة المسلمة اهتمامًا خاصًّا عبر برامج وفقرات متنوعة تطرح موضوعات تربوية وعلمية تسمو بالمستوى الفكري والاجتماعي للمرأة. صبت اهتمامها على العديد من الموضوعات الدينية والثقافية والعلمية التي تسهم في بناء المجتمع، والحفاظ على بنيته السليمة، واعتماد النظم الإسلامية في بناء شخصية الإنسان عمومًا، والمرأة والطفل والأسرة خصوصًا، وقدّمت برامج مباشرة ومسجلة يومية وأسبوعية تُعنى بطرح المحاور ذات الصلة الوثيقة بحياة المرأة ودورها في المجتمع، وما يعترضها من معوقات تسبب تأخير تقدمها وتطورها ومعالجة ذلك كله.
نشأتها وتطورها إذاعة الكفيل بدأت بثّ برامجها بشكل تجريبي يوم 27 ذي الحجة 1429هـ، (25 / 12 / 2008م) وتوسع نطاق بثها ليصل أثيرها إلى عدد من محافظات العراق فيما بعد، لتشمل خدماتها أكبر قدر ممكن من أفراد المجتمع. بثها الأرضي على مدى 24 ساعة وصل إلى عدد من المحافظات وفق التردد 95.3، أمّا البث الفضائي فيصل عبر القمر نايل سات على التردد (10727 MHZ) وبمعدل ترميز27500، استقطاب أفقي(H)، معدل التصحيح (3l4 FEc). وتشتمل الإذاعة على وحدات متعددة منسقة تكمل إحداهما الأخرى، ليظهر العمل الإذاعي بحلة راقية ومميزة، وهذه الوحدات هي: الإدارة، والإدارة التنفيذية، والإخراج، والإعداد والتقديم، والتسجيل والمونتاج، والتنسيق والإعلام، والبث والصيانة، وتتضمن أستوديو متكاملاً ومجهزًا بأحدث الأجهزة الراديوية والصوتية تجده في الإذاعة لتغطية بعض النشاطات الدينية والاجتماعية، وكادرًا نسويًّا متخصّصًا في هذا المجال لديه إمكانية الحوار والإعداد والتقديم.
المرأة في صميم أهدافها ولطالما كانت المرأة محور اهتمام المجتمعات، لذا سعت العتبة المقدسة إلى إيجاد منابر تعبر عبرها عن آرائها وتطلعاتها، وفي هذا السياق، برزت إذاعة الكفيل كصوت مسموع للمرأة المسلمة، إذ قُدّمت باقة متنوعة من البرامج التي تناولت شؤون المرأة والأسرة عن طريق برامجها المباشرة والمسجلة. الهدف من إنشاء إذاعة الكفيل هو لرفد الأثير العراقي خصوصًا والإسلامي عمومًا بصوت ينقل هموم المرأة والأسرة المسلمة، ويحاول معالجتها وفق الرؤى الشرعية التي لم تترك موردًا إلا ولها فيه حكم، وللمساعدة في تربية الأطفال وفق منهج سليم وصحي نفسيًّا وجسديًّا. وتعتمد منهجية الإذاعة على النظم الإسلامية في بناء شخصية الإنسان عمومًا، والمرأة والطفل والأسرة خصوصًا، وصيرورة الإنسان فردًا ناجحًا بنفسه، مفيدًا لمجتمعه، وهو في كل ذلك مطيعٌ لربه، ومما تنفرد به إذاعة الكفيل عن غيرها من الإذاعات في العراق والعالم، هو أن كادرها الفني والإداري من النساء فقط، ولا توجد إذاعة جميع أفرادها من النسوة فقط. وتقول مسؤولة الإذاعة السيدة نور محمد العلي، في تصريح لها، إنّ "إذاعة الكفيل تنظم جلسات بحثية ضمن التخصّصات الدينية والنفسية والأسرية، وتحت عدد من العناوين، منها الجانب النفسي والعوامل المؤثرة في المجتمع، فالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير في المجتمع، خصوصًا شريحة النساء، وعوامل التصدي لهذا الموضوع، والمنهج النمائي والوقائي والعلاجي لهذه الظاهرة، إذ إنّ المرأة تحتاج لثقافة متنوعة في كلامها وحركتها وتصرفاتها، فهناك حدودٌ شرعية عليها معرفتها كي لا تتجاوزها، بالإضافة إلى محاضرات توعوية عن القداسة ومراعاة حرمة الأماكن المقدسة، بإطارٍ ديني ملتزم ووفق رؤى تبين ضوابط الأدب. وتضيف، أنّ "الإذاعة كانت وما تزال أنموذجًا للمسار الإعلامي الهادف، متميزةً بملاكها النسوي المتكامل، الذي قدّم مئات البرامج التربوية والدينية والثقافية".
ثراء معرفي يقدم للمستمعين تعمل الإذاعة عبر مسيرتها الإعلامية على تقديم برامج مباشرة ومسجلة يومية وأسبوعية وموجز، تُعنى بطرح المحاور المميزة ذات الصلة الوثيقة بحياة المرأة ودورها في المجتمع، وموضوعات اجتماعية وتربوية وعلمية تسمو بالمستوى الفكري والاجتماعي للمرأة، وما يعترضها من معوقات تسبب تأخير تقدمها وتطورها ومعالجة ذلك كله. وتغطي الإذاعة أيضًا المناسبات الدينية كالأعياد والأفراح الخاصة بأهل البيت (عليهم السلام)، كما تنقل المهرجانات التي يحضرها ملاك الإذاعة، مثل مهرجان روح النبوة النسوي العالمي، بالإضافة إلى تغطيتها للاحتفاليات والندوات التي تُقام بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيسها، وتطبع البرامج المسجلة وتحولها إلى كرّاس، ليسهل على المتلقي الاستفادة منها أكثر، إذ أُخرج طباعيًّا ما يقارب خمسة وثلاثون برنامجًا مسجّلًا. ومن أجل تعميم الفائدة ارتأت الإذاعة بملاكها الى إيصال برامجها التي أخذت أصداءً واسعة داخل مدينة كربلاء المقدّسة وخارجها إلى هواة القراءة؛ من أجل أن تعمّ الفائدة وجعلها في متناول يد الذين لم يسعفهم الوقت لسماعها، عن طريق طباعتها وإصدارها على شكل كتبٍ يتمّ إعدادها وتصميمها وإخراجها.
خططها المستقبلية تتضمن الخطط المستقبلية لإذاعة الكفيل تنظيم عدد من الملتقيات الخاصة بالإعلاميات من داخل العراق وخارجه، وأخرى خاصة بالمستمعات من مختلف المحافظات العراقية، فضلًا عن تطوير قدرات ملاكات الإذاعة عبر إقامة مجموعة من الدورات الإعلامية ودورات اللغة العربية. السيدة حنان حسين مسؤولة وحدة الإعداد في الإذاعة قالت، إنّ "خطط الإذاعة المستقبلية تشمل أيضًا إعداد مجموعة من البرامج الهادفة التسجيلية والمباشرة بما يغطي احتياج الإذاعة لمدة سنة كاملة، بالإضافة إلى مناقشة إصدار مجلة خاصة بالإذاعة". البرامج التسجيلية سيكون لها مساحة أوسع ضمن الخطة المعدة، كونها تخضع إلى عمليات الإعداد، والتقويم، والتسجيل، والمونتاج، ومن ثمّ النشر على عكس برامج البث المباشر التي لا تحتاج إلى كل هذه العمليات، إذ إنّ الأمر فيها يقتصرعلى الإعداد، والتقديم، والبث، والتواصل مع المستمعين، وفقًا لمسؤولة وحدة الإعداد.