إن الله تعالى أقرأ رسوله اللفظ والمعنى ، وكذلك رسول الله أقرأ عليا اللفظ والمعنى وأثبته في مصحفه وكذلك قرأ الصحابة اللفظ والمعنى وأثبتوه في مصاحفهم. وذكرنا في تعريف القرآن ( المنزل على النبي لفظاً ومعنى واسلوباً ).
اما الاقراء الالهي: أي من الله تعالى الى رسوله : كما ورد عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (عليه السلام)‏ فِي قَوْلِهِ : { الرَّحْمنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ‏ } [الرحمن : 1 ـ 2 ] قَالَ: اللّـَهُ عَلَّمَ مُحَمَّداً الْقُرْآنَ، قُلْتُ‏ {خَلَقَ الْإِنْسانَ‏} [الرحمن : 3] قَالَ ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين (عليه السلام) قُلْتُ :‏ {عَلَّمَهُ الْبَيانَ‏}[الرحمن : 4]  قَالَ : {عَلَّمَهُ تِبْيَانَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْه}.
وقوله تعالى : { إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ‏} [القيامة : 17 ] قَالَ : عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ جَمْعُ الْقُرْآنِ وَقُرْآنُهُ‏ { فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ‏ } [القيامة : 18] قَالَ اتَّبِعُوا إِذَا مَا قَرَءُوهُ‏ { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ‏} [القيامة : 19]  أَيْ تَفْسِيرَهُ‏  والبيان هو التفسير. فنلاحظ من خلال الآيتين ان الله جل وعلا يعلم نبيه القرآن وتفسيره.
واما ثانيا : فان الرسول بلغ القرآن الى الإمام علي (عليه السلام) والى الصحابة كما استلمه من الله تعالى  اي بلفظه وبمعناه .
اما الإمام علي (عليه السلام) فانه كان يملي عليه القرآن وتفسيره وتاويله وعامه وخاصه ومحكمه ومتشابهه. كما مرَّ، ويثبت ذلك في مصحفه.
وأما الصحابة فانه كان يملي عليهم عشر آيات عشر آيات ما ينتهي الى العشر الآخر حتى يعلمهم القراءة والعلم والعمل بها , حتى شهد السجستاني في كتابه (المصاحف )، ان مصاحف الصحابة فيها زيادات تفسيرية من الرسول (صل الله عليه واله وسلم). 
وهو منهج قرآني نبوي حصيف يركز على اللفظ والمعنى بل وتطبيق هذه المعاني على ارض الواقع مما يجعلها امة واعية بقرآنها، الا ان منهج (حسبنا كتاب الله) حول القرآن الى ظاهرة صوتية فقط واغفل جانب العلم والتطبيق.