المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة
تساؤلات محورية عن التفكيـر الابتـكاري الإبداعـي و العلاقة بين التفكير الابتكـاري وجـودة الخدمـة العامـة أهميـة وأهـداف التفكيـر الابتـكاري الإبداعـي فـي تـطويـر جـودة الخدمـة العامـة مجالات تأثير التفكير الابتكاري الإبداعي ودوره في تطوير جودة الخدمة العامة مشكلات التقييم بالأسعار الجارية (تحديد المشكلة وطرق معالجة المشكلة) مبيد ميلياتوكسين Meliatoxin (مبيدات حشرية كيموحيوية غير تجارية) مبيد فولكينسين Volkensin (مبيدات حشرية كيموحيوية غير تجارية) مـشـكلات التـقيـيم بسعـر تكـلفـة عـوامـل الإنـتاج مبيد الاسيتوجينين Acetogenin (مبيدات حشرية كيموحيوية غير تجارية) تمييز المشتركات وتعيين المبهمات في جملة من الأسماء والكنى والألقاب/ جعفر بن محمد بن مسرور. تمييز المشتركات وتعيين المبهمات في جملة من الأسماء والكنى والألقاب/ بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين. مفهوم الشركة في القانون الخاص مفهوم الشركات في القانون العام مدة العضوية في مجلس إدارة الشركة العامة لمحة تأريخية عن نشأة الشركات العامة ضمن القطاع العام في العراق عزل أعضاء مجلس إدارة الشركة العامة
Untitled Document
أبحث في الأخبار


مكاسب التجارة مع الله


  

610       01:55 صباحاً       التاريخ: 2023-09-26              المصدر: الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
مكاسب التجارة مع الله
إن القرآن الكريم، شأنه شأن الكتب السماوية السالفة، يدعو الناس للاتجار مع الله، ويوضح بإسهاب ما تدره هذه التجارة من مكاسب شتى؛ تبدأ من الغلبة على العدو في سوح الجهاد الأصغر، وتنتهي بلقاء الله، بالإضافة إلى فضائل جمة في حلقاتها الوسطية نذكر منها كنموذج: غفران الذنوب، والنجاة من العذاب الإلهي الأليم، ونيل الخلود في الجنان.
وبالرغم من أن كافة المزايا المذكورة هي من مغانم اتجار الإنسان مع الله، فإن هناك تبايناً كبيراً بينها؛ إذ أن من أبسط ثمار الاتجار مع الله هو النصر على الأعداء، ولما كانت هذه الثمرة غير قابلة للقياس مع المعطيات الأخرى، نرى أن القرآن الكريم، وبعد بيانه للتجارة المعنوية، لا يبين حقيقة هذه الثمرة إلاً من خلال تغيير السياق وفى آية مستقلة وذلك عندما يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } [الصف: 10 - 13].
من المكاسب الأخرى للتجارة الإلهية هي غفران الذنوب: «يغفر لكم ذنوبكم، ومن ثم دخول الجنة: {وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الصف: 12]. أما السر في أن الكلام عن غفران الذنوب، في مقام بيان ثمار التجارة مع الله، يأتي قبل الكلام عن دخول الجنة، فهو أن الجنة هي «دار السلام"، وأنه ما لم يصب الانسان السلامة التامة فإنه لن يحظى بوصال دار السلام.
فالله سبحانه وتعالى يقوم في البدء بغفران معاصي المذنبين والعاصين، ويغسل عنهم الأدران، ومن ثم يدخلهم في جنة عدن (1).
ومع ان الله جل شانه يبشر المؤمنين بالنصر على الاعداء، وغفران الذنوب، ودخول جنة عدن، والسكنى في مساكن طيبة، إلاً أن أياً من هذه الأمور ليس هو الثمرة النهائية لهذه التجارة الوافرة الربح، وإن الثمرة الأفضل والاسمى للاتجار مع الله هي بلوغ «جنة اللقاء"، وملاقاة الله جل وعلا.
وتوضيح ذلك: في تراثنا الديني تعرف الجنة أحياناً على أنها هي الهدف والغاية لسير الإنسان وسفره نحو الله؛ كما جاء على لسان أمير مؤمنين (عليه السلام): (الا حر يدع هذه اللماظة لأهلها؟ إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة، فلا تبيعوها إلا بها»(2)؛ فالذين يبيعون أنفسهم بمظاهر الدنيا الخداعة هم - في الحقيقة - عبيد باعوا أنفسهم بـ«لماظة»؛ واللماظة هي جزيئات الطعام العالقة بين الأسنان؛ ذلك لأن متاع الدنيا - من جهة كونه دنيوياً -لم يصل من نشأة الغيب إلى عالم الشهادة طازجا، بل إنه بقايا لذات الأقدمين التي خلفوها تذكاراً للأجيال اللاحقة، وإن الإنسان الذي قيمته توازي الجنة لا ينبغي أن يبيع نفسه بأقل من الجنة، كاللماظة، وإلا لصار في عداد أهل الخسران. وهنا، ليس المقصود في هذا الكلام الرفيع لأمير المؤمنين (عليه السلام)، أن لا يحرق الإنسان نفسه بنار جهنم؛ لأن الذين لا يحترقون بنار جهنم كثيرون؛ كالأطفال، والمجانين، والكفار المستضعفين الذين لم تتوفر لديهم فرص البحث والتحقيق، بل المراد هو أن لا يقنع المرء بأقل من الجنة أبداً.
واحيان اخرى تطرح مسالة نيل الجنة في المعارف الدينية كهدف متوسط لسلوك الإنسان؛ وعلة ذلك هي أن الجنة ثمن يكون في مقابل بدن الإنسان. لذا فإن قيمة روح الإنسان هي أعلى من الجنة: «أما إن أبدانكم ليس لها ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها بغيرها»(3) ؛ فإن قيمة بدن الإنسان، في ظل تربية الروح، لا تقل عن الجنة، ولا ينبغي للبشر أن يبيعوا أنفسهم بأقل من ذلك. أما قيمة روح الإنسان فهي أعلى من الجنة، ولابد لها أن تشق طريقها نحو لقاء الله جل وعلا.
هذان التعبيران يقبلان الجمع من باب الإطلاق والتقييد؛ لان كلام أمير المؤمنين (عليه السلام)في التعبير الأول، في أن ثمن الإنسان الجنة، جاء مطلقاً ومجملا، أما في التعبير الثاني، الذي هو من كلام الإمام الكاظم (عليه السلام)، فقد قيد إطلاق الأول ليقول: إن ما قيمته توازي قيمة الجنة، إنما هو بدن الإنسان، أما روحه فثمنها أغلى من الجنة.
يقول النبي (صلى الله عليه واله وسلم)لعلي  (عليه السلام): «الجنة تشتاق إليك، وإلى عمار، وسلمان، وأبي ذر والمقداد»(4) . هذا الحديث النبوي يؤيد هذه الحقيقة أيضاً؛ وذلك لأنه إذا كانت الجنة مشتاقة للقاء أولياء الله، فإن أرواحهم هي أسمى من لقاء الجنة، ولابد لها من بلوغ لقاء الله خالق الجنة: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر: 55]. بالطبع إن لقاء مظاهر الفيض الخاص والرحمة الخاصة في القيامة يعد بحد ذاته لقاء لله، إلا أن عنوان «لقاء الله» من دون قرينة يكون ناظرا إلى مشاهدة الجمال الإلهي بما يتناسب مع وجود السالك الصالح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. العدن هو «القرار»، وقد وصفت الجنة بالعدن لكونها المقر الأبدي للمؤمنين. كما أن المعدن» سمي بهذا الاسم لكونه مقراً لمواد معينة.
2. نهج البلاغة، الحكمة 456.
3.الكافي،ج1، ص19.
4. عيون أخبار الرضا، ج2،ص 72؛ وبحار الأنوار، ج.4، ص27.
 


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)