قطع الأواصر مع الإخوة في الدين
  قال تعالى : {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27].

المؤمنون إخوة فيما بينهم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [الحجرات: 10] ، والذي لا يقيم حرمة لأخيه المسلم، يصنف عمله هذا على آنه قطع ل {مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} [البقرة: 27].
يقول الإمام الصادق عليه السلام من صاحب شخصاً عشرين سنة، فإن حرمة هذه الصحبة والصداقة تصل إلى حد القرابة والرحامة: «صحبة عشرين سنة قرابة» ، وبناء عليه، فإن آثار الرحامة والقرابة تترتب على مثل هذه الصحبة، فلا يحق لاحد أن يؤذي من صاحبه لعشرين سنة أو يقطع علاقته معه.
كما أن الارتباط بالجيران حتى شعاع أربعين بيتاً يوجب حق الجوار، وقد أوجب الباري جل وعلا حقوق الجيران، والذي لا يراعي هذه الحقوق يكون مشمولاً في حدوده بوصف {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} [البقرة: 27]. بالطبع فإن شعاع الأربعين بيتاً لا تنحصر بالمجاورة الأفقية والحدود الأربعة، بل تتعداها إلى المجاورة العمودية لساكني الأبراج السكنية أيضاً؛ بمعنى أن الاتجاهين العلوي والسفلي يضافان إلى الاتجاهات الأربعة المعروفة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1.قرب الإسناد، ص24؛ وبحار الأنوار، ج71، ص157.