المقصود من قتل الانبياء
- عن أبي عبد الله (عليه السلام) وتلا هذه الآية: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [البقرة: 61] قال: "والله ما قتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم بأسيافهم ولكنّهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها فقتلوا فصار قتلاً واعتداء ومعصية" (1).
إشارة: أ: كما مر ذكره في ثنايا التفسير فإن القتل يكون تــارة تسبيباً وأخرى بالمباشرة، وإن للقتل التسبيبي أثراً مهماً أحياناً.
ب: إن شهادة أنبياء الله (عليهم السلام) تكون أحياناً بواسطة سيف المهاجم السافك للدماء، وأحياناً أخرى بالدسيسة والتآمر والتحريض، وإفشاء السر، والتبييت والمسامرة واجتماعات الليل المريبة بناءً على ذلك فإن كلا القسمين مندرجان في الآية وإن حصره في خصوص القسم الثاني، أي القتل بواسطة إفشاء الأسرار، هو إما لأهميته وإما لشمول جماعة ممن شاركوا في القتل التسبيبي وإن لم تكن لهم يد في القتل بالمباشرة.
___________________
1. الكافي، ج 2، ص 371؛ ونور الثقلين، ج 1، ص 84 ؛ وبحار الأنوار، ج 72، ص 86 .