- عن ابن عبّاس في قوله: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43] أنها نزلت في رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) [خاصة] وهما أول من صلى وركع (1).
إشارة: أ: على الرغم من أن إطلاق {الرَّاكِعِينَ} شامل لكل الراكعين في الصلاة من البداية إلى النهاية، بيد أن الشخص الكامل هو الراكع الأول.
ب: الراكع الأول هو المسلم الأول، أي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 163].
ج: لما كان الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو بمثابة نفس النبي وأنه لم يسبق أمير المؤمنين (عليه السلام) بالصلاة إلا النبي : "لم يسبقني إلا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بالصلاة"(3)، فإن علي بن أبي طالب (عليه السلام) يُعد أيضاً أول الراكعين. والنتيجة، فإنه من كان خضوعه في الصلاة أشد من الآخرين وحضور قلبه في الركوع أقوى منهم، كانت معيته لأهل البيت (عليهم السلام) أشد وأسبق من الآخرين.
د: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) جامع لكل الأحكام؛ لأنه زكّى أثناء الصلاة وهو راكع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير فرات الكوفي، ص59؛ وبحار الأنوار، ج35، ص347.
(2) سورة الأنعام، الآية 163.
(3) نهج البلاغة، الخطبة 131، المقطع 4.