عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم): "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيّئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة" (1).
إشارة:
تطرح هنا عناوين متعددة لكل منها أثره الخاص:
أ- "الاستنان"؛ يعني اتباع سنة أهل بيت العصمة والطهارة وهو نموذج للفضيلة التي تطلب في زيارة أمين الله: "مُستَنة بسُنَن أوليائك" وهي محور الطلب كذلك في سائر الأدعية.
ب- "الاجتهاد"؛ بمعنى الدراسة والتحقيق في النصوص النقلية وفي ثنايا البراهين العقلية والتبويب النهائي وتقديم فكر مستحدث ورأي جديد.
ج- جعل السنة والابتكار والخلق والتجديد في الأسلوب والسلوك الاجتماعي وأمثال ذلك مما قد صُوبت خطوطه العلمية العامة، ولا يكون تعيين مصداقه الجزئي بقصد الورود؛ نظير سنة جعل الدعم الشعبي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بعنوان يوم القدس العالمي، وإعلان "أسبوع الوحدة"، و"أسبوع الولاية"، و"اليوم العالمي لدعم المستضعفين"، و"أسبوع الدفاع المقدس"، و... الخ.
د- "جعل البدعة" التي تسمّى بالسنّة السيئة. هذا السلوك المشؤوم هو - كالسلوك الميمون الذي يقابله - غير العنوانين الأول والثاني وله حكمه الخاص الذي يُعلم من خلال التقابل مع جعل السنة الحسنة. بالطبع هناك مصداق آخر للبدعة مما هو خارج عن إطار البحث الحالي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجمع البيان، ج۱-۲، ص ۲۰۹؛ وتفسير نور الثقلين، ج۱، ص۷۳.