المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تعقير الفلفل
2024-12-03
التوزيع الجغرافي لمعدل الضغط الجوي السنوي Annual Pressure Distribution
2024-12-03
توزيع الضغط الجوي في شهر كانون الثانيThe Pressure Distribution in January
2024-12-03
صفات جودة ثمار الفلفل
2024-12-03
الرياح العامة General Wind
2024-12-03
تناقص الحرارة الذاتي Laps Rate
2024-12-03

مراحل تطور المدينة العربية - المرحلة الأولى
1-10-2020
معنى كلمة مطر‌
28-12-2015
النسخ في آية الرفث في ليالي شهر رمضان
2023-05-21
زراعة السمسم
27-2-2017
مصادرة المنهج العقلي
9-5-2017
تذنيبان حول إستصحاب الكلي
1-8-2016


الرازي المؤرخ  
  
6596   04:23 مساءً   التاريخ: 22-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص832-841
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-12-2015 2394
التاريخ: 27-09-2015 7448
التاريخ: 9-04-2015 5231
التاريخ: 11-3-2016 3064

 

هو أبو بكر أحمد بن محمّد بن موسى (1) الرازيّ، ولد في عاشر ذي الحجّة من سنة 274(26/4/٨٨٨ م) . و قد سمع أبو بكر الرازي هذا من أحمد بن خالد (2) و قاسم بن أصبغ و غيرهما. و كانت وفاته في ثاني عشر رجب من سنة 344(١/١١/ 955 م) .

كان أبو بكر أحمد بن محمّد بن موسى الرازيّ واسع الحفظ للأخبار فعرف باسم «المؤرّخ» و «بالتاريخيّ» لكثرة اشتغاله بالتاريخ. و كان أيضا متميزا بالجغرافية أديبا و شاعرا و لغويّا و نحويّا؛ و مؤلّفا مكثرا، له: أخبار ملوك الأندلس و كتّابهم و خططهم (الوافي بالوفيات ٨:١٣١) -كتاب أنساب مشاهير أهل الأندلس (خمسة أجزاء) ، و يسمّى الاستيعاب (الحلّة السيراء 1:245) -كتاب صفة قرطبة و خططها و منازل العظماء بها-كتاب كبار الموالي الأندلسيّين أو أعيان الموالي-أخبار عمر بن حفصون-أخبار مروان بن عبد الرحمن الجلّيقي-أخبار بني قسي و التُجيبيّين و بني الطويل و الثغر (و لعله كتاب الموالي) هذه الكتب لم تصل إلينا، و لكنّ المؤرخين المتأخّرين نقلوا منها في كتبهم نتفا كثيرة.

مختارات من آثاره:

- قال أحمد بن محمّد بن موسى الرازيّ في نسب عبيد اللّه الملقّب بالمهديّ أوّل ملوك الشيعة في المغرب (الحلّة السيراء ١:١٩٠) :

و اختلف الناس في نسب عبيد اللّه. فقال قوم: هو عبيد اللّه بن محمّد بن اسماعيل بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب[عليهم السلام]. قال: و أخبرني الثقة عن أبي القاسم أحمد بن اسماعيل الرّسيّ الحسني أنّه قال: باللّه الذي لا إله إلاّ هو، ما عبيد اللّه منّا. و لا أقول هذا لما فعل، فقد فعل من لا يشكّ في نسبه أكثر من فعله و أشنع (3).

- و قال في وصف الأندلس (نفح الطيب ١:١٢٩-١٣١) :

بلد الأندلس هو آخر الإقليم الرابع (4) إلى المغرب. و هو عند الحكماء بلد كريم البقعة طيّب التربة خصب الجناب منبجس بالأنهار الغزار و العيون العذاب (5)، قليل الهوام (6) ذوات السموم، معتدل الهواء و الجوّ (7) و النسيم، ربيعه و خريفه و مشتاه و مصيفه على قدر من الاعتدال. . . تتصل فواكهه أكثر الأزمنة و تدوم متلاحقة غير مفقودة. أمّا الساحل منه و نواحيه فيبادره بباكوره (8). و أمّا الثغر (9) و جهاته و الجبال المخصوصة منه ببرد الهواء فيتأخّر بالكثير من ثمره. فمادّة الخيرات بالبلد متمادية في كلّ أوان. و له خواصّ في كرم النبات يوافق في بعضها أرض الهند. . . منها أن المحلب- المقدّم في الأفاويه و المفضّل في أنواع الأشنان (10) -لا ينبت بشيء من الأرض إلا بالهند و الأندلس. و للأندلس المدن الحصينة و المعاقل المنيعة و القلاع الحريزة و المصانع الجليلة (11)، و لها البرّ و البحر و السهل و الوعر. . . و الأندلس اندلسان في اختلاف هبوب رياحها و جريان أنهارها: أندلس غربيّ و أندلس شرقيّ. فالغربيّ منها ما جرت أوديته إلى البحر المحيط الغربي (12)، و يمطر بالرياح الغربية. و مبتدأ هذا الحوز (13) من ناحية المشرق مع المفازة الخارجة من الجوف إلى بلد شنتمريّة (14) طالعا إلى حوز اغريطة المجاورة لطليطلة (15) مائلا إلى الغرب و مجاورا للبحر المتوسط الموازي لقرطاجة الخلفاء التي من بلد لورقة (16) ، (ثم) الحوز الشرقي المعروف بالأندلس الأقصى (17) و تجري أوديته إلى الشرق، و هو من حدّ جبال البشكنس، هابطا مع وادي إبره إلى بلد شنت مرية (18) . و من جوف هذا البحر و غربه المحيط. و في القبلة (19) منه البحر الغربي الذي منه يجري البحر المتوسط الخارج إلى بلاد الشام، و هو البحر المسمّى ببحر تيران (20) ، و معناه الذي يشقّ دائرة الأرض، و يسمّى البحر الكبير.

- و قال أحمد بن محمّد بن موسى الرازيّ (المقتبس ٨٩) :

كان الأمير عبد الرحمن (بن الحكم) (21) مقدّم الطبقة في البلاغة مطبوعا على الكتابة مقتدرا على ما حاول من سنيّ المنثور و المنظوم مؤثرا لمن يحسنهما مقرّبا بوسيلتهما (22). و كان له التوقيع الوجيز (23) و القريض المستحسن.

- و قال أيضا (المقتبس ١٢٩-١٣٠) :

كان لخلافة الأمير محمّد بن عبد الرحمن غضارة (24) و لأيامه زهرة و لسلطانه جلالة سرت إلى المشرق من قبل من تجاوز الأندلس من أهل العدوة (25) ، فأضحى لديهم طيّب الخبر جميل الأثر اعتقد له من أجله كثير من ملوك أهل العدوة الولاية (26) ، و ألقوا إليه بالمودّة و أبدوا إليه المحبّة و اعتمدوه بالمشاركة فيما يحدث اللّه إليهم من محنة (27) . فبلوا منه صحّة عقد (28) و نحيزة صغوا بها إليه فداموا له على المواصلة. و كان أكلفهم بما لديه من أملاك (29) أهل العدوة بنو مدرار ملوك سجلماسة و بنو أفلح بن عبد الوهّاب الرستميّ أمراء تاهرت (30) و غيرهم.

______________________

١) راجع تتمّة نسبه في ترجمة أبيه محمد بن موسى الرازي (ت ٢٧٣ ه‍) .

٢) في «تاريخ العلماء و الرواة للعلم في الأندلس» لابن الفرضي ثلاثة أسماؤهم أحمد بن خالد: أبو عمر أحمد بن خالد بن الجبّاب القرطبي الفقيه المحدّث (1:42) ، ثم أبو القاسم أحمد بن خالد بن يزيد الأسدي من أهل بجّانة و يعرف بابن أبي هاشم، كان محدّثا، و قد توفّي في سادس شوّال من سنة 368 (1:59) ، ثمّ أبو عمر أحمد بن خالد بن عبد اللّه الجذاميّ المحدّث المتوفّى في 26 من ذي القعدة من سنة ٣٧٨(1:68-6٩) .

3) لا أتهمه بذلك لأفعاله الشنيعة، فقد فعل غيره (ممّن كانوا أشرف نسبا) أفعالا أشنع من أفعاله.

4) الإقليم الرابع: المعتدل (يقع الإقليم الأوّل على خطّ الاستواء، و يقع الإقليم السابع عند القطب الشماليّ) .

5) منبجس: متفجّر، سائل. الغزير: الكثير. العذاب (بكسر العين) : جمع عذب (حلو) .

6) الهوامّ: (الحشرات الصغيرة) .

7) الجوّ: المنخفض في الأرض (و هنا: حال الهواء من البرد و الحرّ) .

8) يبادر بباكوره: يعطي أشياء من ثمره باكرا.

9) الثغر: المكان الذي يخشى منه مجيء العدوّ (و هنا: شماليّ الأندلس المصاقب لأمراء النصارى) .

10) المحلب: نوع من الطيب المستخرج من النبات (يؤكل) . الأفاويه: أنواع الفلفل. الأشنان (بفتح الهمزة أو كسرها) : أنواع من النبات يستخدم ورقه في الغسل و التنظيف (كالصابون) .

11) المصنع (هنا) : البناء العظيم (و في الأصل: الحوض تجمع فيه المياه) .

12) الوادي (في المغرب) : النهر. المحيط الغربي (الاطلنطيكي) .

13) الحوز: جانب من الأرض ذو حدود معيّنة.

14) المفازة: الصحراء. شنتمريّة: بلدة في أقصى الجنوب الغربي من الأندلس (البرتغال اليوم، و أسمها فارو) .

15) طليطلة جنوب مدريد.

16) قرطاجنّة الحلفاء (أو الخلفاء) مرفأ في الجانب الجنوبي الشرقي من الأندلس. لورقة بلدة داخلية غرب قرطاجنة.

17) الأندلس الأقصى الجانب الشمالي الشرقي.

18) جبال البشكنس: في الشمال عند اتصال اسبانية بفرنسة. نهر إبرة يصبّ عند طرطوشة (على الشاطئ الشمالي الشرقي) . شنتمريّة الشرق: بلدة إلى الشرق الشمالي من مدريد.

19) الجوف: الجنوب. (وسط اسبانية) . المحيط (الاطلنطيكي) . القبلة (الجنوب الشرقي) : اتجاه المصلّى في الأندلس نحو مكّة.

20) يبدو أن الإشارة هنا إلى البحر الأبيض المتوسّط (و لفظه في الأجنبية مديترّانيوم) .

21) عبد الرحمن بن الحكم رابع الأمراء المتوارثين في الأندلس (206-٢٣٨ ه‍) .

22) يقرّب إليه البارعين فيهما.

23) التوقيع: جملة يدوّنها الخليفة أو الوالي أو القاضي في أسفل القصة (الطلب، المعروض المقدم اليه) و تكون حكما بتنفيذ الطلب أو رفضه.

24) محمّد بن عبد الرحمن خامس أمراء الأندلس (٢٣٨-٢٧٣ ه‍) . غضارة: السعة (بفتح السين) و النعمة.

25) العدوة (بضمّ العين أو كسرها) : الجانب. (هنا) الشاطئ الشمالي من قارة إفريقية. من تجاوز (في رحلته: أسفاره) الأندلس.

26) اعتقد له الولاية: أقرّ له بالطاعة و بحقّه في الحكم.

27) و اعتمدوه بالمشاركة. . . سألوه رأيه و عونه على التغلّب على ما ينزل بهم من الأحداث (اعتداء الأعداء عليهم) .

28) العقد: العهد، يضمره الإنسان في نفسه.

29) أكلفهم: أشدهم تعلّقا به و حباله. النحيزة: الطبيعة. صغا: مال إلى. . . الأملاك (الملوك) .

30) راجع، فوق، ص 6١.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.