الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
همزية صفوان
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص:353-355
2024-12-03
55
همزية صفوان بن إدريس المشهورة بين أدباء المغرب ولنذكرها إفادة للغرض وهي:
جاد الربى من بانه الجرعاء نوءان من دمعي وغيم سماء
فالدمع يقضي عندها حق الهوى والغيم حق البانة الغناء
خلت الصدور من القلوب كما خلت تلك المقاصر من مها وظباء
ولقد أقول لصاحبي وإنما ذخر الصديق لآكد الأشياء
ياصاحبي ولا أقل إذا أنا ناديت من أن تصغيا لندائي
253
عوجا نجاري الغيث في سقي الحمى حتى يرى كيف انسكاب الماء
ونسن في سقي المنازل سنة نمضي بها حكما على الظرفاء
يا منزلا نشطت إليه عبرتي حتى تبسم المدامع أصدق الأنواء
يا ليت شعري والزمان تنقل والدهر ناسخ شدة برخاء
هل نلتقي في روضة موشية خفاقة الأغصان والأفياء
وننا فيها من تألفنا ولو ما فيه سخنة أعين الرقباء
في حيث أتلعت الغصون سوالفا قد قلدت بلآلىء الأنداء
وبدت ثغور الياسمين فقبلت عني عذار الآسة الميساء
والورد في شط الخليج كأنه رمد ألم بمقلة زرقاء
وكأن غض الزهر في خضر الربى زهر النجوم تلوح بالخضراء
وكأنما جاء النسيم مبشرا للروض يخبره بطول بقاء
فكساه خلعة طيبه ورمى له بدراهم الأزهار رمي سخاء
وكأنما احتقر الصنيع فبادرت للعذر عنه نغمة الورقاء
والغصن يرقص في حلى أوراقه كالخود في موشية خضراء
وافر ثغر الأقحوان بما رأى طربا وقهقه منه جري المساء
أفديه من أنس تصرم فانقضى فكأنه قد كان في الإغفاء
لم يبق منه غير ذكرى أو منى وكلاهما سبب لطول عناء
أو رقعة من صاحب هي تحفة إن الرقاع لتحفة النبهاء
كبطاقة الوشقي إذ حيا بها إن الكتاب تحية الخلطاء
ماكنت أدري قبل فض ختامها أن البطائق أكؤس الصبهاء
حتى ثنيت معاطفي طربا بها وجررت أذيالي من الخيلاء
فجعلت ذاك الطرس كأس مدامة وجعلت مهديه من الندماء
وعجبت من خل يعاطي خله كأسا وراء البحر والبيداء
254
ورأيت رونق خطها في حسنها كالوشي نمق معصم الحسناء
فوحقها من تسع آيات لقد جاءت بتأييدي على أعدائي
فكأني موسى بها وكأنها تفسير ما في سورة الإسراء
لو جاء فكر ابن الحسين بمثلها صحت نبوته لدى الشعراء
ولقد رأيت وقد تأوبني الكرى في حيث شابت لمة الظلماء
أن السماء أتى إلى رسولها بهدية ضاءت بها أرجائي
بالفرقدين وبالثريا أدرجا في الطي من كافورة بيضاء
فكفى بذاك الطرس من كافورة وبنظم شعرك من نجوم سماء
قسما بها وبنظمها وبنثرها لقد انتحتني ملء عين رجائي
وعلمت أنك أنت في إبداعها لفظا وخطا معجز النبلاء
وعلمت أنك أنت في إبداعها لفظا وخطا معجز النبلاء
لا ما تعاطت بابل من سحرها لا ما ادعاه الوشي من صنعاء
ولقد رميت لها القياد وإنها لقضية أعيت على البلغساء
وطلبت من فكري الجواب فعقني وكبا بكف الذهن زند ذكائي
فلذا تركت عروضها ورويها وهجرت فيها سنة الأدباء
وبعثتها ألفية همزية خدعا لفكر جامع إيبائي
علمت بقدرك في المعارف فانبرت من خجلة تمشي على استحياء
انتهت القصيدة ومن خط ناظمها صفوان نقلتها