1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

ترجمة أبي عبد الله ابن هانئ السبتي

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج6، ص: 245-252

2024-12-03

187

 

وقال لسان الدين في (الإكليل) في ترجمة أبي عبد الله محمد بن هانئ اللخمي السبتي، وأصله من إشبيلية، ما صورته: علم تشير إليه الأكف . ويعمل " إلى لقائه الحافر والخف، رفع للعربية ببلده رابة لا تتأخر ، ومرج منها لحة تزخر ، فانفسح مجال درسه ، وأثمرت أنواع غرسه ، فركض ما شاء وسمع و مرح ، ودون وشرح ، إلى شمائل يملك الظرف زمامها ، ودعابة راشت الحلاوة سهامها ، ولما أخذ المسلمون في منازلة الجبل وحصاره ، وأصابوا الكفر منه بجارحة إبصاره ، ورموا بالشكل فيه نازح أمصاره ، كان ممن انتدب وتطوع ، أ النداء فأمطع ، فلازمه إلى أن نفد لأهله القوت ، وبلغ من فسحة الأجل الموقوت ، فأقام الصلاة بمحرابه ، وحياه وقد غير محياه طول اغترابه ، وبادره الطاغية قبل أن يستقر نصل الإسلام في قرابه ، أو يعلق أصل الدين في ترابه ، وانتدب إلى الحصار ربه وتدرّع ، ودعاه أجله فلبى وأسرع ، ولما هدر عليه الفنيق ، وركع إلى قبلة المنجنيق ، أصيب بحجر دوم عليه كالجارح المحلق ، وانقض إليه انقضاض البارق المتألق ، فاقتنصه واختطفه ، وعمد إلى زهره فاقتطفه ، فمضى

إلى الله تعالى طوع نيته ، وصحبته غرابة المنازع حتى في أمنيته ؛ انتهى . وقد جود ترجمته في ( الإحاطة » وقال : إنّه ألف كتباً منها شرح تسهيل الفوائد » لابن مالك ، مبدع تنافس الناس فيه ، وكتاب « الغرة الطالعة في شعراء المائة السابعة » ، وكتاب ( إنشاد الضوال وإرشاد السؤال » في لحن العامة ، وهو مفيد ، وكتاب ( قوت المقيم » " ودون ترسيل أبي المطرف ابن عميرة وضمه في سفرين ، وله جزء في الفرائض ، وحدثني شيخنا الشريف القاضي أبو القاسم قال : خاطبت ابن هاني بقصيدة من نظمي أولها :

هات الحديث عن الركب الذي شخصا فأجابني بقصيدة على روبها ، أولها :

لولا مشيب بفودي للفؤاد عصى             أنضيتُ في مهمه التشبيب لي قلصا 

واستوقفت  عبراتي وهي جارية        وكفاه  توهم  ربعا  للحبيب قصا

مسائلا عن لياليه  التي انتهزت             أيدي  الأماني  بها ما شئته فرصا

وكنت جاريت  فيه  من جرى طلقا          من الإجادة لم يجمح ولا نكصا

أصاب  شاكلة المرمي حين رمى               من الشوارد  ما لو لاه  ما اقتنصا

ومن أعد مكان  النبل نبل حجى                   لم يرض  إلا  بأبكار  النهى قنصا

ثم  انثنى ثانيا عطف النسيب الى                   مدح به قد  غلا  ماكان قد رخصا

فظلت  أرفل فيها  لبسة شرفت                       ذاتا ومنتسبا  أعزز بها  قمصا

يقول  فيها  وقد   خولت  منحتها                     وجرع  الكاشح  المغرى بها غصصا

هذي عقائل وافت منك ذا شرف                     لولا  أياديه  بيع  الحمد  مرتحضا

فقلت هلا  عكست القول منك له                      ولم  يكن  قابلا  في مدحه الرخصا

وقلت ذي بكر فكر من أخي شرف                   يردي  ويرضي بها الحسد والخلصا

لها حلى  حسنيات  على حلل                            حسنية  تستي  من حل  أو شخصا

خولتها  وقد  اعتزت ملابسها                            بالبخت ينقاد  للإنسان ما عوصا

خذها  أبا  قاسم  مني نتيجة ذي                          ود  إذا  شئت  ودا  للورى  خلصا

جاءت  تجاوب  عما قد بعثت به                        إن كنت  تأخذ  من در النحور  حصى

وهي طويلة ومما  ينسب  إليه :

ما للنوى  مدت  لغير  ضرورة                ولقبل  ما عهدي  بها  مقصورة

إن  الخليل  وإن دعته  ضرورة                 لم  يرض ذاك  فكيف  دون  ضرورة

وقال مضمنا للثاني :

لا تلمني  عاذلي  حين ترى                 وجه  من أهوى  فلومي  مستحيل

 

 

 

                                                          247

لو رأى  وجه  حبيبي عاذلي                لتفارقنا  على  وجه  جميل

وأجاب  الشريف   المذكور عن قصيدة مهموزة  بقوله :

يا  أوحد  الأدباء  أو يا أوحد  الفضلاء        أو  يسا  أوحد  الشرفاء

من ذا  تراه  أحق  منك  إذا  التوت          طرق  الحجاج بأن يجيب ندائي

أدب  أرق  من الهواء  وإن تشا              فمن  الهوا  والماء  والصبهاء

وألذ من ظلم  الحبيب وظلمه                     بالظاء مفتوحا  وضم  الظاء

ما  السحر  إلا  ما تصوغ بنانه                    ولسانه  من حليه  الإنشاء

وهي  طويلة  يقول فيها  بعد  جملة  أبيات:

لله  نفثة سحر  ما قد  شدت  لي  من نفث  سحرك  في مشاد ثناء

عارضت صفوانا  بها  فأريت  ما       يستعظم  الراوي  لها  والرائي

لو راء لؤلؤك المنظم لم يفز               من نظم  لؤلؤ   بغير  عناه

بوأتي منها  أجل مبوإ                       فلأخمصي  مستوطئ  الجوزاء

وسما  بها  اسمي  سائرا  فأنا  بما            أسديت  ذو  الأسماء  في الأسماء

وأشدت  ذكري في البلاد  فلي  بها              طول الثناء  وإن  أطلت  ثوائي

ولقومي الفخر   المشيد  بنيه                      يا حسن  تشييد  وحسن  بناء

فليهن هانيهم يد  بيضاء  ما                        إن   مثلها  لك من يد  بيضاء

حليت أبياتا له لخمية                                تجلى  على  مضرية غراء

فليشمخوا أنفا  بما  أوليتهم                            يا محرز  الآلاء  بالإيلاء       

ووصلها بنثر نصه: هذا  بني  - وصل  الله  سبحانه  لك  ولي  بك  علو  المقدار

 

                                                         248

وأجرى وفق إرادتك وإرادتي لك جاريات الأقدار - ما سنح به الذهن الكليل ، واللسان الفليل ، في مراجعة قصيدتك الغراء ، الجالبة السراء ، الآخذة بمجامع القلوب ، الموفية بجوامع المطلوب ، الحسنة المتهيع والأسلوب ، المتحلية بالحلى السنية ، العريقة المنتسب في العلا الحسنية ، الجالية لصد القلوب ران عليها الكسل . وخانها المسعدان السؤل والأمل ، فمتى حامت المعاني حولها ، ولو أقامت حولها شکت ويلها وعولها ، وحرمت من فريضة الفضيلة عولها ، وعهدي بها والزمان

زمان ، وأحكامها الماضية أماني مقضية وأمان ، تتوارد ألافها ، ويجمع إجماعها وخلافها ، ويساعدها من الألفاظ كل سهل ممتنع ، مفترق مجتمع ، ، مستأنس غريب ، بعيد الغور قريب ، فاضح الحلى ، واضح العلا ، وضاح الغرة والجبين، رافع عمود الصبح المبين ، أيد من الفصاحة بأياد ، فلم يحفل بصاحبي طيىء وإياد ، وكسي ' نصاعة البلاغة ، فلم يعبأ بهمام وابن المراغة ، شفاء المحزون ، وعلم سر المخزون ، ما بين منثوره والموزون ، والآن لا ملهج ولا مبهج ، ولا مرشد ولا منهج ، عكست القضايا فلم تنتج ، فتبلد القلب الذكي ، ولم يرشح القلم الزكي ، وعم الإفحام رغم الإحجام ، وتمكن الإكداء والإجبال ، وكورت الشمس وسيرت الجبال ، وعلت سآمة ، وغلبت ندامة ، وارتفعت ملامة ، وقامت لنوعي الأدب قيامة ، حتى إذا ورد ذلك المهرق ، وفرع غصنه المورق ، وتغنى به الحمام الأورق ، وأحاط بعداد عداته الخصص والشرق ، وأمن من ذلك الغصب والسرق ، وأقبل الأمن وذهب لإقباله الفرق ، نفخ في صور أهل المنظوم والمنثور ، وبعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ، وتراءت للأدب صور، وعمرت للبلاغة كور، وهمت لليراعة درر ، ونظمت البراعة درر ، وعندها تبين أنك واحد حلبة البيان ، والسابق في ذلك الميدان يوم الرهان ، فكان لك القدم ، وأقر لك مع التأخر السابق الأقدم ، فوحق نصاعة ألفاظ أجدتها حين أوردتها، وأسلتها

                                                249

 

حين أرسلتها، وأزنتها حين وزنتها ، وبراعة معان سلكتها حين ملكتها ، وأرويتها

حين رويتها أو رؤيتها ! ، وأصلتها حين فصلتها أو وصلتها ، ونظام جعلته يجسد

البيان قلباً ، ولمعصمه قلباً ، وهصرت حدائقه غلباً، وارتكبت رويه صعباً " ، ونثار أتبعته له خديماً ، وصيرته لمدير كأسه نديماً ، ولحفظه ذمامه المدامي أو مدامه الذمامي مديماً ، لقد فتنتني حين أتتني ، وسبتني حين اطبتني ، فذهبت خفتها بوقاري ، ولم يرعها بعد شيب عذاري ، بل دعت للتصابي فقلت مرحبا ، وحللت لفتنتها الحبا ، ولم أحفل بشيب ، وألفيت مارد تصابي نصيب ، وإن كنا فرسي رهان ، وسابقي حلبة ميدان ، غير أن الجلدة بيضاء ، والمرجو الإغضاء بل الإرضاء . بني كيف رأيت للبيان هذا الطوع ، والخروج فيه من نوع إلى نوع ؟ أين صفوان بن إدريس ، ومحل دعواه بين رحلة وتعريس ؟ كم بين ثغاء بقر الفلاة وبين الليث ذي الفريس ؟ كما أني أعلم قطعاً وأقطع علماً ، وأحكم مضاء وأمضي حكماً ، أنه لو نظر إلى قصيدتك الرائقة ، وفريدتك الحالية الفائقة ، المعارضة بها قصيدته ، المنتسخة بها فريدته ، لذهب عرضاً وطولا ، ثم اعتقد لك اليد الطولى ، وأقر فارتفع النزاع ، وذهبت له تلك العلاقات والأطماع ، ونسي كلمته اللؤلؤية ، ورجع عن دعواه الأدبية ، واستغفر ربه من تلك الألية . بني وهذا من ذلك الجري في تلك المسالك ، والتبسط في تلك المآخذ والمتارك ، أينزع غيري هذا المنزع ؟ أم المرء بنفسه وابنه مولع ؟ حيا الله الأدب وبنيه ، وأعاد علينا من أيامه وسينيه ، ما أعلى منازعه ، وأكبى منازعه : وأجل مآخذه ، وأجهل تاركه وأعلم آخذه ، وأرق طباعه ، وأحق أشياعه وأتباعه ، وأبعد طريقه ، وأسعد فريقه ، وأقوم نهجه ، وأوثق نسجه ، وأسمح ألفاظه ، وأفصح عكاظه ، وأصدق معانيه وألفاظه ، وأحمد نظامه ونثاره ،

                                                       250

وأغنى شعاره و دثاره ، فعائبه مطرود ، وعاتبه مصفود ، وجاهله محصود ، وعالمه محسود ، غير أن الإحسان فيه قليل ، ولطريق الإصابة فيه علم ودليل ، من ظفر بهما وصل ، وعلى الغاية القصوى منه حصل ، ومن نكب عن الطريق ، لم يعد من ذلك الفريق ، فليهنك أيها الابن الذكي ، البر الزكي ، الحبيب الحفي ، الصفي الوفي ، أنك حامل رايته ، وواصل غايته ، ليس أولوه وآخروه لذلك بمنكرين ، ولا تجد أكثر هم شاكرين ، ولولا أن يطول الكتاب ، وينحرف الشعراء والكتاب ، لفاضت ينابيع هذا الفضل فيضاً ، وخرجت إلى نوع آخر

من البلاغة أيضاً ، قرت عيون أودائك ، وملئت غيظاً صدور أعدائك الآمال ، ووقيت عين الكمال ، وحفظ منصبك العالي ، بفضل

ورقيت درج ربك الكبير المتعالي ، والسلام الأتم الأنم الأكمل الأعم ، يخصك به من طال في مدحه إرقالك وإغذاذك ، وراد روض حمدك وابلك وطلك ورذاذك ، وغدت مصالح سعيه في سعي مصالحك ، وسينفعك بحول الله وقوته وفضله ومنته . معاذك ،  و سمت نفسك بتلميذه فسمت نفسه بأنه أستاذك ، ابن هانئ ، ورحمة الله تعالى وبركاته ) .

وكانت وفاته شهادة في أواخر ذي القعدة عام ثلاثة وثلاثين وسبعمائة ، ورثاه

شيخنا أبو القاسم الحسني بقصيدة أثبتت في اسمه منها :

سقى الله بالخضراء أشلاء سؤدد تضمنهن الترب صوب الغمائم

ورثاه شيخنا أبو بكر ابن شبرين فقال :

قد كان ما قال البريد    فاصبر فحزنك لا يفيد

 أودى ابن هاني الرضى    فاعتادني للتكل عيد بحر العلوم وصدرها       وعميدها إذ لا عميد                                    251

قد كان زيناً للوجو د             ففيه قد فُجع الوجود

 العلم والتحقيق والت وفيق         والحسب التليد

تندى خلائقه فقل                         فيها هي الروض المجود

 مغض عن الإخوان لا                 جهم اللقاء ولا كنود

أودى شهيداً باذلاً                         مجهوده نعيم الشهيد

لم أنه حين المعا رف                        باسمه فينا تشيد

 وله صبوب في طلا ب                      العلم يتلوه صعود

 الله وقت كان ين ظمنا                         كما نظم الفريد

أيام تغدو أو نروح                              وسعينا السعي الحميد

وإذا المشيخة جنم                                 هضبات حلم لا تميد

ومرادنــــــا جـم النبـــات                       وعيشنا خضر برود

 لهفي على الإخوان والا أتراب                       كلهم فقيد

لو جئت أوطاني لأن كرني                      التهائم والنُّجود

ولراع نفسي شيب من                           غادرته وهو الوليد

ولطفتُ ما بين اللحود                          وقد تكاثرت اللحود

 سرعان ما عات الحما                           ونحن أيقاظ هجود

  كم رمت إعمال المسير                       فقيدت  عزمي  قيود

والآن أخلفت الوعود                            ، وأخلقت تلك البرود

 ما للفتى ما يبتغي                                فالله يفعل ما يريد

أعلى القديم الملك يا                        ويلاه يعترض العبيد ؟

يا بين قد طال المدى                          أبرق" وأرعد يا يزيد

 

                                                  252

ولكل  شيء  غاية          ولربما  لان  الحديد

إيه أبا  عبد الإله            ودوننا  مرمى بعيد

أين  الرسائل  منك  تأتينا  كما   نسق  العقود

أنعم  مساء  لا تخطيط    البشائر  والسعود

أقدم  على دار الرضى       حيث الإقامة  والخلود

والق الأحبة  حيث دار          الملك  والقصر  المشيد

حتى  الشهادة  لم تفتك            فنجمك  النجم  السعيد

لا تبعدن وعدا  لو أن             البدء  في الدنيا  يعود

فلئن  بليت  فإن ذكرك            في الدنا غض جديد

تالله  لا تنساك                     أزيدية  العلا ما  اخضر عود

وإذا  تسمومح  في الحقوق          فحقك  الحق  الأكيد

جادت  صداك غمامة               يرمي   بها  ذاك  الصعيد

وتعهدتك  من المهيمن                 رحمه أبدا  وجود

وقوله  أول هذه الرسالة  عارضت  صفوان  بها إلى   آخره   يعني  بذلك   همزية

صفوان  بن إدريس  المشهورة بين  أدباء المغرب   ولنذكرها  إفادة  للغرض وهي :

جاد الربى من بانه  الجرعاء           نوءان  من دمعي  وغيم  سماء

فالدمع  يقضي  عندها  حق  الهوى        والغيم حق البانة  الغناء

خلت الصدور  من القلوب  كما خلت      تلك  المقاصر  من مها  وظباء

ولقد  أقول   لصاحبي  وإنما                ذخر   الصديق  لآكد  الأشياء

ياصاحبي  ولا أقل   إذا   أنا                ناديت  من أن  تصغيا لندائي

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي