الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ترجمة ابن باق
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص:263
2024-12-04
54
وقال لسان الدين في ترجمة أبي عبد الله ابن باق من التاج ما
صورته: مدير أكؤس البيان المعتق ولعوب بأطراف الكلام المشقق انتحل
لأول أمره الهزل من أصنافه فأبرز در معانيه من أصدافه وجنى ثمرة الإبداع
لحين قطافه ثم تجاوزه الى المغرب وتخطاه فأدار كأسه المرع وعاطاه
فأصبح لفنيه جامعا وفي فلكيه شهابا لا معا وله ذكاء يطير شرره وإدراك
تتبلج غرره وذهن يكشف الغوامض ويسبق البارق الوامض وعلى ذلاقة
لسانه وانفساح أمد إحسانه فشديد الصبابة بشعره مغل لسعره انتهى
والمذكور هو محمد بن إبراهيم بن علي باق الأموي مرسي الأصل
غرناطي النشأة مالقي الاستيطان
وقال في عائد الصلة كان رحمه الله تعالى كاتبا أديبا لو ذعيا يجيد
263
الخط ويرسل النادرة ويقدم على العمل ويشارك في الفريضة وبذ السباق في
الأدب الهزلي المستعمل بالأندلس غبر زمانا من عمره ومحارفا للفاقة يعالج بالأدب الكدية ثم استقام له الميسم وأمكنه البخت من امتطاء غاربه فأنثبت
الحظوة فيه أناملها بين كاتب وشاهد وحاسب ومدير تجر فـأثرى ونما ماله
وعظمت حاله عهد عندما شارف الرحيل بجملة تناهز الألف من العين
لتصرف في وجوه من البر فتوهم أنها كانت زكاة أمسك بها انتهى
وقال أيضا: أخبرني الكاتب أبو عبد الله ابن سلمة أنه خاطبه بشعر أجابه عنه بقوله في رويه
أحرز الخصل من بني سلمه كاتب تخدم الظبى قلمه
يحمل الطرس من أنامله أثر الحسن كلما رقمه
وتمد البيان فكرته مرسلا حيث يمت ديمه
خصني متحفا بخمس إذا بسم الروض فقن مبتسمه
قلت أهدى زهر الربى خضلا فإذا كل زهرة كلمه
أقسم الحسن لا يفارقها فأبر انتقاؤها قسمه
خط أسطارها ونقها فأتت كالعقود منتظمه
كاسيا من حلاه لي حللا رسمها من بديع ما رسمه
طالبا عند عاطش نهلا ولديه الغيوث منسجمه
يبتغي الشعر من أخي بله أخرس العي والقصور فمه
أيها الفاضل الذي حفظت ألسن المدح والثنا شيمه
لا كتلف أخاك مقرحا نشر عار لديه قد كتمه
وابق في عزه وفي دعة ضافي العيش واردا شبمه
ما ثنى الغصن عطفه طربا وشدا الطير فوقه نغمه
ورأيت على هامش هذه القصيدة بخط أبي الحسن علي بن لسان الدين ما صورته:
264
نعم ما خاطب به شيخنا وبركة أهل الأندلس وصدر صدورهم أبا عبد الله ابن
سلمة ومن لفظه سمعتها بالقاهرة وإنها لمن النظم العالي المتسق نسق الدر في
العقود رحمه الله تعالى قاله ابن المؤلف انتهى
وقرأ ابن باق المذكور على الأستاذ أبي جعفر ابن الزبير والخطيب أبي عثمان
ابن عيسى وتوفي بمالقة في اليوم الثامن والعشرين لمحرم فاتح عام اثنين وخمسين وسبعمائة وأوصى بعد أن يحفر قبره بين شيخيه الخطيبين أبي عبد الله الطنجالي وأبي عثمان ابن عيسى أن يدفن به أن يكتب على قبره هذه الأبيات :
ترحم على قبر ابن وحيه فمن حق ميت الحي تسليم حيه
وقل آمن الرحمن روعة خائف لتفريطه في الواجبات وغيه
قد اختار هذا القبر في الأرض راجيا من الله تخفيفا بقدر وليه
فقد يشفع الجار الكريم لجاره ويشمل بالمعروف أهل نديه
وإني بفضل الله أوثق واثق وحسبي وإن أذنت حب نبيه