المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



وسوسة الشيطان للإنسان  
  
2173   06:57 مساءً   التاريخ: 30-4-2017
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص135-137
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2016 6394
التاريخ: 2024-09-09 258
التاريخ: 13-1-2016 2586
التاريخ: 30-10-2021 2624

الإنسان أعدَّه الله سبحانه لخلافة الأرض كي يقيم حكم الله فيها ولا يحكم الا بما انزل الله تبارك وتعالى. ولا بد له ان يسلك طريق التكامل الذي يختصر بالتواصل مع الكمال المطلق لله وذلك بطاعته وبلوغ مرضاته. ويواجه الإنسان في طريق تكامله عدوين رئيسيين :

1ـ الشيطان الرجيم الذي يوسوس له.

2ـ النفس المائلة إلى الشهوات (النفس الامّارة بالسوء). والشيطان لا يوجد له تسلط على الإنسان إلى درجة القهر والغلبة وعدم امكان صرفه، وعلى الإنسان ان يعرف طريق الخلاص من هذا العدو الرجيم وقد ارشدنا اليه قانون الله تعالى كما ارشدنا لتزكية النفس وتطهيرها.

والشيطان لا طريق له الينا الا بالوسوسة المتناسبة مع النفس الامّارة بالسوء والمائلة إلى الشهوات.

والوسوسة الشيطانية عبارة عن الإغواء والإغراء والتزيين للنفس والالهاء، وذلك بالتأثير على النية والخيال والارادة والعواطف والأحاسيس الداخلية حتى يمنعه من التقرب إلى الله تعالى وينسيه الآخرة ويوم الحساب فيخلد إلى الشهوات والحياة الدنيا وعندها تصدر من الإنسان حالة التمرّد على الله تبارك وتعالى.

ان هذه الوسوسة تبقى دائما تحت السيطرة وقابلة للزوال بمعونة التعقّل ووصايا الشرع والتوكل على الله سبحانه.

إن السيطرة على الوسوسة الشيطانية من أسهل ما يكون؛ لان سلطان الشيطان يتحقق عندما نطيعه ونتولاه ونسمع لوسوسته، ونتخلص من سلطانه بمجرد الإيمان والتوكل على الله تبارك وتعالى والاستعاذة به كما قال تعالى:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: 98 - 100].

وفي المقام يبين العلامة الطباطبائي كيفية الوسوسة بقوله : (ان ميدان عمله (الشيطان) هو الادراك الشيطاني، ووسيلة عمله العواطف والاحساسات الداخلية، فهو الذي يلقي هذه الأوهام الكاذبة والافكار الباطلة في النفس الإنسانية، كما يدل عليه قوله :{الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}[الناس: 4، 5](1).

والإمام زين العابدين في دعائه يبين لنا الوسوسة الشيطانية ويعلمنا كيف نتخلص منها بالاستعانة بالله السميع العليم :

 (...إلهي اشكو اليك عدوّاً يضلني وشيطاناً يغويني قد ملأ بالوسواس صدري، واحاطت هواجسه بقلبي يعاضد لي الهوى ويزين لي حب الدنيا ويحول بيني وبين الطاعة والزُّلفى، إلهي اليك اشكو قلبا قاسيا، مع الوسواس متقلبا وبالرين والطبع متلبسا، وعيناً عن البكاء من خوفك جامدة والى ما يسرّها طامحة...)(2).

_______________

1ـ الميزان في تفسير القرآن، ج8 ص40 وراجع (الخطوط العامة لبنية الفرد الاجتماعية)، ص72.

2ـ الصحيفة السجادية، مناجاة الشاكرين، ص235.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.