المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16642 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أسماء من جمعوا القرآن على عهد النبيّ (صلى الله عليه واله)  
  
37722   06:14 مساءاً   التاريخ: 18-11-2014
المؤلف : جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : حقائق هامة حول القران الكريم
الجزء والصفحة : ص75-104.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / جمع وتدوين القرآن /

وإليك بعض النصوص ، التي صرحت بأسماء أشخاص ، جمعوا القرآن في عهده صلّى الله عليه وآله وسلّم.

هذا.. ولسوف نضع رقماً لنشير إلى عدد هؤلاء ، الذين ترد أسماؤهم جديداً ، خلال النصوص المختلفة ،  فنقول :

عن قتادة ، قال : سألت أنس بن مالك : من جمع القرآن على عهد النبيّ ؟

قال :  أربعة ، كلهم من الأنصار :

1ـ أبي بن كعب

2ـ ومعاذ بن جبل

3ـ وزيد بن ثابت

4ـ وأبو زيد.

ونحن ورثناه (1).

قال في حاشية السندي : (أي لم يجمعه غيرهم في علمي ، أو من الأوس ، وإلا فقد كان ممن يجمعه كثير من الصحابة ، كما هو معلوم) (2).

وعلق القرطبي على حديث أنس هذا بقوله : (إنما أريد بهذا الحديث الأنصار. وقد جمع القرآن على عهد رسول الله جماعة ، منهم :

5ـ عثمان بن عفان ، و

6ـ علي ، و

7ـ عبد الله بن مسعود ، و

8ـ عبد الله بن عمرو بن العاص ، و

9ـ سالم مولى أبي حذيفة.. رضي الله عنهم) زاد ابن الأثير ، هنا قوله : (أخرجه الثلاثة) (3).

وقد ذكر أبو عمر نفس ما تقدم ، في ترجمة قيس بن السكن ، بزعم : أنه هو نفسه أبو زيد. وهو ما قاله غيره أيضاً (4).

ولكن قال آخرون : إن أبا زيد هو (سعد بن عمير ، وقيل : ثابت ، وقيل : قيس بن السكن) (5). وذكره المرزباني وغيره باسم ثابت ، وذكر : أنه أحد الستة ، الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) (6).

ولكننا بالنسبة لحديث جمع زيد للقرآن في عهد رسول الله ، نجد ابن عبد البر يذكر ما يفيد تشكيك البعض في ذلك ؛ فهو يقول :

(.. وقد عارضه قوم بحديث ابن شهاب ، عن عبيد بن السباق ، عن زيد بن ثابت : إن أبا بكر أمره ، في حين مقتل القراء في اليمامة بجمع القرآن.

قال : فجعلت أجمع القرآن من العسب ، والرقاع ، وصدور الرجال ، حتى وجدت آخر آية من التوبة مع رجل يقال له : خزيمة ، أو أبو خزيمة.

قالوا : فلو كان زيد قد جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) ؛ لأملاه من صدره ، وما احتاج إلى ما ذكر..) (7) انتهى.

ونزيد نحن هنا : أن محمد بن كعب القرظي ، لم يذكر زيد بن ثابت في عداد من جمع القرآن في عهده (صلى الله عليه واله) ، كما سيأتي..

ولكن يمكن المناقشة في كلام ابن عبد البر ، بأنه قد يكون إنما فعل ذلك ، من أجل أن يشعر الناس بالتحري والاطمينان ، وعدم الاستبداد بالرأي في مجالات كهذه ، كما ذكروه.

كما أن محمد بن كعب القرظي ، قد أهمل ذكر غير زيد أيضاً فهو لم يذكر ابن مسعود ، ولا علياً عليه السلام مثلاً.

ولكن هذه المناقشة لا تكفي لإزالة التساؤل المطروح ؛ لأنها لا تعدوا عن أن تكون مجرد احتمال موهون وضعيف..

إذ لعل محمد بن كعب إنما أراد ذكر من اطلع عليهم ـ ممن جمعوا القرآن من الأنصار ، هذا بالإضافة إلى : أن ابن مسعود ، قد سجل اعتراضاً قوياً على تكليفهم زيداً بكتابة القرآن وأهليته لذلك. وحجته في ذلك : أنه هو نفسه قد أخذ من فيّ النبيّ (صلى الله عليه واله) سبعين سورة ، وإن زيداً ليلعب مع الصبيان في الكتاب (8) فيبقى ما ذكره ابن عبد البر على قوته.

ومهما يكن من أمرٍ ، فإن رواية أنس ، ليست هي الوحيدة في هذا المجال ؛ إذ أن هناك رواية عن ابن سيرين يرد فيها نفس هذا السؤال.. فهي قد ذكرت من تقدمت أسماؤهم ، واختلفوا في رجلين من ثلاثة :

10ـ أبو الدرداء ، وعثمان ، وقيل : عثمان ، و

11ـ تميم الداري (9)

وفي رواية أخرى عن الشعبي :  أنهم ستة ؛ فأضاف إليهم : أبا الدرداء ، و

12ـ سعيد بن عبيد (10)

وفي رواية أخرى ، عن محمد بن كعب القرظي ؛ أنهم خمسة : معاذ ، وأبي ، وأبو الدرداء ، و

13ـ عبادة بن ثابت. و

14ـ أبو أيوب الأنصاري (11).

ولعل عبادة بن ثابت ، مصحّف عن عبادة بن صامت ، كما هو نص رواية العيني ، وإلا فإننا لم نجد لعبادة بن ثابت ترجمة فيما بأيدينا من كتب تراجم الصحابة.

وزاد ابن النديم على من ذكرهم الشعبي ، وأنس : علياً أمير المؤمنين عليه السلام ، و

15ـ عبيد بن معاوية (12)

وعن علي بن رباح ، قال : (جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب ، وأبي بن كعب) (13).

ونص على جمع أبي بن كعب للقرآن في عهده ابن حبان أيضاً (14).

وروي عن علي عليه السلام ، أنه قال : (ما كتبنا عن رسول الله (صلى الله عليه واله) إلا القرآن ، وما في هذه الصحيفة) (15).

كما أن ابن حبيب ، قد سمّى الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) ،  وهم : أبو الدرداء ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد ، ثابت بن زيد ، , وأبي ، ومعاذ. وأضاف إليهم :

سعد بن عبيد (16)

ولعله غير سعيد السابق ذكره (17).

وقال ابن سعد : (يروي الكوفيون : أنه فيمن جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله)) (18).

وقالوا : إن ممن جمعه أيضاً :

16ـ قيس بن أبي صعصعة ، وعمر بن زيد الأنصاري ، البدري (19).

وممن جمعه أيضاً على عهده ـ حسب نص ابن الأثير وغيره ـ.

17ـ (قيس بن السكن ، و

18ـ أم ورقة بنت نوفل ، وقيل : بنت عبد الله بن الحارث ، ذكر ابن سعد : أنها جمعت القرآن) (20).

هذا.. وقد جاء النص على جمع قيس بن السكن للقرآن ، في كتب التراجم ، وغيرها (21).

وكذا الحال بالنسبة لأم ورقة أيضاً (22).

وقالوا أيضاً : إن

19ـ مجمع بن حارثة ، قد جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) ، باستثناء سورتين أو ثلاثة ، وحسب تعبير البعض : بقي عليه سورة ، أو سورتان ، حين قبض النبيّ (صلى الله عليه واله) (23).

وعن الداني ، عن ابن إسحاق : أن

20ـ أبا موسى الأشعري ، و

21ـ مجمع بن جارية ، قد جمعا القرآن أيضاً (24).

ولعل الصحيح هو : مجمع بن حارثة ، وهو المتقدم.

22ـ وعن عبد الله بن عمرو ، قال : جمعت القرآن ؛فقرأت به كل ليلة ، فبلغ النبيّ ؛ فقال : اقرأه في شهر.. (25) الحديث..

وقال العيني : الخلفاء الأربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله ، ذكره أبو عمرو ، وعثمان بن سعيد الداني (26).

فيضاف إلى من تقدم :

23ـ أبو بكر بن أبي قحافة ، و

24ـ عمر بن الخطاب

وعن عثمان بن عفان قوله : (لقد جمعت القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله)) (27). وقال السيوطي عنه ؛ إنه : (أحد الصحابة الذين جمعوا القرآن. بل قال ابن عباد : لم يجمع القرآن من الخلفاء إلا هو والمأمون) (28).

ولعلّ مراد ابن عباد بالجمع : الحفظ عن ظهر قلب.

لكن يرد عليه : أنّ عليّاً (ع) كان يحفظه أيضاً كذلك ، فضلاً عن غيره.

تتميم :

  ونذكر هنا بعض النصوص ، التي تؤيد الجمع في زمنه (صلى الله عليه واله) وإن لم تصل إلى درجة الدلالة القاطعة ؛ فنقول :

إن ثمة نصوصاً أخرى ، تعدّد القراء من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه واله) ، أو إن راويها قد ذكر : أنه قرأ القرآن في عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) ، وذلك ، مثل :

ما رواه سعيد بن جبير ، عن :

1ـ ابن عباس ، قال : (توفي رسول الله (صلى الله عليه واله) ، وقد قرأت القرآن ، وأنا ابن عشر سنين) (29).

2ـ وقال العيني ، وغيره : (ذكر أبو عبيد القراء من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه واله) ، فعدّ من المهاجرين :

الأربعة (يقصد : الخلفاء الأربعة)

وطلحة ،

وسعداً

وابن مسعود ،

وحذيفة ،

وسالماً ،

وأبا هريرة ،

وعبد الله بن السائب ،

والعبادلة (أي ابن مسعود ، وابن عمر ، وابن عمرو بن العاص وابن عباس).

ومن النساء :

عائشة ،

وحفصة ،

وأم سلمة.

وذكر ابن أبي داود : من المهاجرين أيضاً :

تميم بن أوس الداري ،

وعقبة بن عامر ،

ومن الأنصار :

معاذاً ، الذي يكنى : أبا حليمة ،

وفضالة بن عبيد ،

ومسلمة بن مخلد) (30) وذكر الزرقاني أسماء آخرين فليراجع.

وقال الشبلنجي الشافعي : (وأما من جمع القرآن حفظاً على عهده (صلى الله عليه واله) ؛

فأبي بن كعب ،

ومعاذ بن جبل ،

وأبو زيد الأنصاري ،

وأبو الدرداء ،

وزيد بن ثابت ،

وعثمان بن عفان ،

وتميم الداري ،

وعبادة بن الصامت ،

وأبو أيوب الأنصاري) (31).

وقال السيوطي عن أبي بكر : أحد الصحابة الذين حفظوا القرآن كله (32) أي في عهد رسول الله (صلى الله عليه واله).

ونحن في نهاية هذا الفصل ، نسجّل الأمور التالية :

الأمر الأول : دعوى أنّ الجمع معناه الحفظ :

إننا نلاحظ : أن الأسماء التي ذكرها الشبلنجي ، هي نفس الأسماء التي ذكرها أنس ، والشعبي ، وغيرهما ، وقالوا : إنهم ممن جمع القرآن..

لكن الشبلنجي زاد على هؤلاء كلمة واحدة ، وهي كلمة : (حفظاً) وذلك اجتهاداً منه في تفسير المراد من : (جمعهم القرآن) ؛ وذلك ليدل على أن المراد بالجمع هو ؛ والجمع في الصدور ، وليس كتابته ، في عهده صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهذه الدعوى قد ذهب إليها آخرون أيضاً (33).

ولكنها دعوى لا تصح ، وهي لا تعدو عن أن تكون اجتهاداً منهم ، في تفسير

النص التاريخي ، ولا تستند إلى أي دليل ، أو شاهد تاريخي يذكر..

بل إن الشواهد المتقدمة ، كلها تدل على خلاف ذلك ؛ فقد اتضح :  أن المصاحف كانت موجودة في زمن النبيّ (صلى الله عليه واله) بكثرة ، وما أكثر ما حثّ صلّى الله عليه وآله وسلّم على قراءة القرآن نظراً ، وبيّن ما لذلك من فضل وثواب عند الله سبحانه.

ويعترف الجميع : بأنه قد كان لدى عدد من كبار الصحابة مصاحف تخصهم ، كمصحف علي عليه السلام ، وأبي ، وابن مسعود ، وغيرهم.

قال الرافعي : (اتفقوا : على أن من كتب القرآن ؛ فأكمله ، وكان قرآنه أصلاً للقرآنات المتأخرة : علي بن أبي طالب ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن مسعود) (34).

ولا بد وأن يريد : أن هذه المصاحف قد كانت مجموعة ، قبل جمع زيد للمصحف ، في زمن الخليفة ، بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم...

أضف إلى ذلك : أن قرّاء القرآن ، وحفاظه ، في عهد الرسول (صلى الله عليه واله) ، كانوا كثيرين جداً ، من الأنصار ، ومن غيرهم ، وقد تقدم الكثير مما يدل على ذلك ، فلا معنى لتخصيص هؤلاء بالذكر ، ويكفي أن نذكر : أنهم يروون : أن الذين قتلوا من القرّاء يوم بئر معونة ، كانوا سبعين رجلاً ، وقتل مثلهم في اليمامة أيضاً (35).

بل قيل : إن الذين قتلوا في اليمامة ، كانوا قريب خمس مئة من القراء (36).

وقيل : أربع مئة (371).

و(عن الزهري : كان مجلس عمر مغتصاً من القراء ، شباباً وكهولاً ؛ فربما استشارهم إلخ) (38).

فدعوى : أنّ المقصود هو الحفظ في الصدور ، لا يمكن المساعدة عليها بوجه. 

الأمر الثاني : حصر القرّاء بعدد محدود لا يصح :

وأما بالنسبة لما ذكره العيني ، وغيره ، من حصر من قرأ القرآن بهذا العدد المحدود ؛ والذي لم يرتضه أيضاً العسقلاني ؛ حيث اعتبر : أن عدداً منهم لم يجمع القرآن في عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) ، ولعلهم جمعوه أو أتموا جمعه بعده (39) أما بالنسبة لهذا ـ فهو لا يصح ، لا بالنسبة لكلام العيني ، ولا بالنسبة لكلام العسقلاني. وأولى منه بعدم الصحّة ، ما قاله الفيض الكاشاني ؛ وإليك نص عبارته :

(.. مات رسول الله ، عن عشرين ألفاً من الصحابة ، لم يحفظ القرآن منهم إلا ستة ، اختلف منهم في اثنين. وكان أكثرهم يحفظ السورة والسورتين. وكان الذي يحفظ البقرة والأنعام من علمائهم) (40).

ولعله رحمه الله ، لم يطلع إلا على رواية الشعبي المتقدمة ، والظاهرة في حصر جامعي القرآن في ستة نفر..

لكن ما قدمناه ، يوضح : أن الحفاظ والقراء ، كانوا أكثر من ذلك بأضعاف كثيرة. وقد قتل منهم العشرات ، أو المئات في واقعة اليمامة ، وقلنا : إن المصاحف كانت منتشرة لدى الصحابة على نطاق واسع. وكان صلّى الله عليه وآله وسلّم يحثهم باستمرار على قراءة القرآن نظراً ، وعلى ختمه ، وحفظه بما لا مزيد عليه..

فالحصر بمن ذكرهم العيني ، أو بعدد أقل من ذلك ، كما يقوله العسقلاني ، والكاشاني ، غير معقول ، ولا مقبول.. سواءً أريد بذلك ، مَنْ ختم القرآن ، أو مَنْ حفظه ، أو مَنْ كتبه..

لاسيما.. وأن العيني ، والكاشاني ، قد أهملا ذكر أسماء كثيرين ، من دون مبرر ، ولا شاهد ظاهر..

الأمر الثالث : التبجّح والسياسة :

إننا نلاحظ :  أن الذين ذكرت أسماؤهم في رواية أنس ، قد كانوا كلهم من الأنصار.. مع أن من المهاجرين ، كأمير المؤمنين ، وابن مسعود ، من لا يرتاب أحد في جمعه القرآن!!

ولعل أنساً أراد التبجّح بذلك ، وإظهار فضل قومه ، وامتيازهم على غيرهم ، ثم تبعه غيره على ذلك..

ولكن الحقيقة هي :  أن الأمر لم يكن مقتصراً على إرادة التبجّح والافتخار. بل إن ذلك كان يغذيه ، وينميه اتجاه سياسي معين ، له مصلحة كبيرة ، في عدم ذكر حتى أسماء هؤلاء أيضاً..

ولعل أنساً قد ندّ عن هذه السياسة ـ ونرجح أن يكون ذلك عن غير قصد ـ فذكر بعض الأسماء ، ثم تبعه آخرون ، غفلة منهم عن حقيقة الحال ، وعن واقع النوايا ، والاتجاهات ، التي كانت تتحرك في هذا الاتجاه أو ذاك..

نقول هذا.. لأننا نكاد نقطع : بأنه قد كان ثمة تعمد واضح ، في إرادة نسبة ، وتكريس فضيلة جمع القرآن ، لصالح الهيئة الحاكمة ، بدعوى تصديها لجمعه بعد الرسول من العسب ، واللخاف ، وصدور الرجال ، بشاهدين ، أو بشاهدٍ واحدٍ ، إذا كان ذا شهادتين.. حسبما رووه في العديد من المصادر..

وتكريس هذه الفضيلة لها ، لا يتناسب ـ بالتأكيد ـ مع الكلام عن شيوع المصاحف ، في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله ، ولا مع شيوع القراءة في المصاحف نظراً. ولا مع ثبوت جمع القرآن في عهده صلّى الله عليه وآله وسلّم كذلك..

مع أن ما حصل في عهد الخلفاء ، بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ـ لو صح ـ ونحن نشك في صحته ، بسبب ما روي عن الإمام الحسن عليه السلام ، من الكلام المشعر بأن ذلك من مزاعم معاوية ؛ وبسبب ما في الرواية المثبتة لذلك ، من الاختلاف والتناقض. مع ما سيأتي عن الزركشي ، من أن هناك من يقول : إن جمع أبي بن كعب ، وزيد للقرآن (أي بمبادرة من الخلفاء) ، ليس بمحفوظ (41) ولغير ذلك من أمور.

نعم ـ إن ما حصل في عهد الخلفاء ـ لو صحت روايته ـ ، فإنما هو لا يعدو عن أن يكون الخليفة قد جمع مصحفاً لنفسه ، لا للأمة كما سنرى. وسيأتي مزيد توضيح لذلك في الفصل التالي إن شاء الله تعالى..

الأمر الرابع : إطلاق لفظ الكتاب على القرآن :

وأخيراً.. فقد استدل السيد الإمام شرف الدين رحمه الله تعالى على جمع القرآن ، في زمانه صلّى الله عليه وآله وسلّم : بأنه قد أطلق عليه لفظ (الكتاب) منذئذٍ. والألفاظ قبل الكتابة لا يقال لها : كتاب. وإنما تسمى بذلك بعد الكتابة (42).

ولكننا لا نستطيع أن نوافق هذا الإمام البحاثة ، على هذا الاستنتاج ؛ فقد يقال : إن إطلاق هذه الكلمة ، كلمة (كتاب) على القرآن ، قد ورد في آيات كثيرة كانت تنزل تدريجاً ، وهذا الإطلاق يصح بالنسبة لله تعالى ، الذي يريد لما ينزله : أن يصبح كتاباً ، ولو بعد تمامية نزوله.

فلا يبعد : أن يكون سبحانه قد استعمل هذه الكلمة في كتابه على هذا الأساس. ثم جرت استعمالات الناس لها ، على مقتضى هذا التعليم التلقائي العفوي ، الذي تلقّوه ، وإن لم يكونوا قد كتبوه بعد ، أو كانوا مشغولين في كتابته ، ولو في بداياتها ، قبل تمامية نزوله..

وحاول البعض : أن يستدل لذلك ، ببعض الآيات ، والأدلة الأخرى ، ولكننا لم نر فيها ما يكفي لإثبات ذلك ، وإن كان ربما يرجحه ، ولأجل ذلك فقد اكتفينا بما قدمناه..

والله هو الموفق..

وهو الهادي..
__________________________

(1) صحيح البخاري ج2ص201وج3ص147 وفيه رواية أخرى عن ثمامة ، عن أنس ، وطبقات ابن سعد ج2 قسم2 ص113و112 ، وقال :  إنهم خمسة. وتفسير الخازن ج1 ص7 ولباب التأويل للنيسابوري ، بهامش جامع البيان ج1 ص24 ومناهل العرفان ج1 ص236 والجامع لأحاكم القرآن ج1 ص56و57 ، والبحار ج89 ص77 عن : البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وجامع الأصول.  والبرهان للزركشي ج1 ص241 والإتقان ج1 ص70و71 عن : ابن جرير ، والبخاري ، وعمدة القارئ ج20 ص26 عن مسلم. وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص448 و137 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج4 (الذيل) ص28 عن مسلم أيضاً. وتاريخ القرآن ص47 ، وفتح الباري ج9 ص49 وراجع : كنز العمال ج2 ص390 ، والبيان للخوئي ص269 ، وراجع ص270 وعن : بحوث حول علوم القرآن ص215. وبحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص130. وأسد الغابة ج4 ص216 ، والإستيعاب بهامش الإصابة ج3 ص224 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص666 وتذكرة الحفاظ ج1 ص31 وراجع ص25 والبداية والنهاية ج7 ص340 عن الصحيحين وراجع ص346. وسير أعلام النبلاء ج2 ص431. عن المحبر.

(2) راجع : حاشية السندي على صحيح البخاري : هامش ج3 ص147.

(3) الإستيعاب بهامش الإصابة ج3 ص224 وأسد الغابة ج4 ص216.

(4) راجع : الإصابة ج3 ص250 والإستيعاب بهامشه ج3 ص224 وأسد الغابة ج4 ص216.

(5) أسد الغابة ج4 ص216 والإصابة ج4 ص78 وج2 ص30 والإستعاب بهامشه ج4 ص78.

(6) نور القبس ص 104و105 وراجع : المحبر ص 386 وفتح الباري ج9 ص49 والإتقان ج1 ص72 عن المحبر وعن أبي أحمد العسكري ، وعمدة القاري ج20 ص27 عن المحبر أيضاً.

(7) الإستيعاب ، بهامش الإصابة ج1 ص552.

(8) مصادر ذلك كثيرة فراجع على سبيل المثال : فتح الباري ج9 ص44.

(9) طبقات ابن سعد ج2 قسم 2ص113 والبرهان للزركشي ج1 ص241 والنص له ، والإتقان ج1 ص72 عن البيهقي ، وتاريخ القرآن ص47.

(10) طبقات ابن سعد ج2 قسم ص112و113و114 والبرهان للزركشي ج1 ص241 والإتقان ج1 ص72 عن البيهقي ، وابن أبي داود ، وفتح الباري ج9 ص48 ونور القبس ص245 وراجع ص105 ، وكنز العمال ج2 ص365 وص374 عن ابن سعد ، ويعقوب بن سفيان ، والطبراني والحاكم والإيضاح لابن شاذان ص222 والبيان ص269 عن منتخب كنز العمال ج2 ص214 عن الطبراني ، وابن عساكر ، وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص448. وتاريخ القرآن ص47 وعن بحوث حول علوم القرآن ص214 والإصابة ج2 ص50 ومجمع الزوائد ج9 ص312.

(11) طبقات ابن سعد ج2 قسم2 ص113و114 وفتح الباري ج9 ص48 والإتقان ج1 ص72 عن ابن أبي داود ، وتاريخ القرآن ص47 وكنز العمال ج2 ص365 و374 ومناهل العرفان ج1 ص237 وعمدة القاري ج20 ص27 عن :   ابن عساكر ، لكن فيه : عبادة بن الصامت ، بدل : عبادة بن ثابت وحياة الصحابة ج3 ص221 عن بعض من تقدم ، وعن التاريخ الصغير ص22 مختصراً.

(12) الفهرست ص30 وتاريخ القرآن للزنجاني ص46 وتاريخ القرآن للأبياري ص95.

(13) تاريخ القرآن للزنجاني ص47 عن مناقب الخوارزمي. وراجع : أعيان الشيعة ج1 ص87 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج4 (الذيل) ص28.

(14) مشاهير علماء الأمصار ص12.

(15) تاريخ واسط ص102 وكنز العمال ج17 ص105 عن مصادر كثيرة وتذكرة الحفاظ ج1 ص12.

(16) المحبر ص386 والإتقان ج1 ص72 عنه وعن أبي أحمد العسكري ، وكذا في فتح الباري ج1 ص49. وعمدة القاري ج20 ص27 عن المحبر.

(17) راجع في جمع سعد بن عبيد للقرآن : عمدة القاري ج20 ص27 والإستعياب ، بهامش الإصابة ج2 ص41 والإصابة ج2 ص31 وص50 وأسد الغابة ج2 ص313 و314 وفيه تحقيق مطول حول اتحاده أو تعدده مع سعيد بن عبيد فراجع.

(18) طبقات ابن سعد (ط صادر) ج3 ص458.

(19) عمدة القاري ج20 ص27 عن أبي عبيد في حديث مطول ، والإتقان ج1 ص72 عن ابن حجر ، وابن أبي داود. وتاريخ الخلفاء ص147.

(20) عمدة القاري ج20 ص27 وراجع : الإتقان ج1 ص72 ، وتاريخ القرآن للأبياري ص108 وحلية الأولياء ج2 ص.

(21) راجع : الإصابة ج3 ص250 والإستيعاب بهامشها ج2 ص224 وأسد الغابة ج4 ص216.وطبقات ابن سعد ط صادر ج3 ص513.

(22) راجع بالإضافة إلى ما تقدم : طبقات ابن سعد ج8ص335 والتراتيب الإدارية ج1 ص47 وتاريخ القرآن للزنجاني ص41 ، والبيان للخوئي ص273. وصرح بأنها قرأت القرآن في :  أسد الغابة ج5 ص626 وفي الإصابة ج4 ص505.

(23) طبقات ابن سعد ج2 قسم 2 ص113 وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص448 والتراتيب الإدارية ج1 ص46 وكنز العمال ج2 ص374 عن ابن سعد ، ويعقوب بن سفيان ، والطبراني ، والحاكم ومجمع الزوائد ج9 ص312.

(24) عمدة القاري ج20 ص27 ، وذكر أبا موسى ، في : الإتقان ج1 ص72 عن الداني.

(25) الإتقان ج1 ص72 عن النسائي ، بسند صحيح ، ومناهل العرفان ج1 ص237 عن النسائي بسند صحيح أيضاً ، وفتح الباري ج9 ص47 ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج4 (الذيل) ص29 عن النسائي ، وابن ماجة ، والمصنف لعبد الرزاق ج3 ص355 وعمدة القاري ج20 ص27 ، عن أبي عمر وكنز العمال ج2 ص208/209 عن ابن عساكر ، وعن مسند أبي يعلى ومباحث في علوم القرآن ص120 والبيان للخوئي ص269 ، وبحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص130 وتفسير الميزان ج12 ص121.

(26) عمدة القاري ج20 ص27.

(27) تاريخ الخلفاء ص162.

(28) تاريخ الخلفاء ص148.

(29) عمدة القاري ج20 ص27.

(30) عمدة القاري ج20 ص27 ومناهل العرفان ج1 ص235 للزرقاني ، والإتقان ج1 ص72.

(31) نور الأبصار ص48 ، وقال : أورده العلامة الدميري في حياة الحيوان.

(32) راجع : تاريخ الخلفاء ص44.

(33) فراجع أيضاً : فتح الباري ج 7 ص96 والبرهان للزركشي ج1 ص235 ، وراجع : فواتح الرحموت ، بهامش المستصفى ج2 ص12 وراجع : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص157 و131 والبيان للخوئي ص269 بصيغة : ولعل قائلاً يقول.. وراجع : ما قاله ابن حجر حول جمع علي عليه السلام للقرآن ، فإنه ادعى : أن المراد – بجمع علي (ع) : له : أنه حفظه في صدره.. راجع : تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص317.

(34) بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص115 و124 عن :  إعجاز القرآن للرافعي ص35 وراجع ص36 منه. وكذا في :  مباحث في علوم القرآن ، للقطان ص124 ، لكنه زاد : معاذ بن جبل.

(35) راجع : فتح الباري ج9 ص48 و43 والبرهان للزركشي ج1 ص242 ومناهل العرفان ج1 ص238 و235 و242 ، والإتقان ج1 ص7و71. وراجع : تاريخ القرآن للأبياري ص108 والبيان للخوئي ص260 و273.

(36) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج4 (الذيل) ص9 ومناهل العرفان ج1 ص242.

 (37) كنز العمال ج2 ص364 عن ابن الأنباري في المصاحف ، والبيان للخوئي ص262 و273.

(38) جامع بيان العلم ج1 ص194.

(39) راجع : فتح الباري ج9 ص47 ومناهل العرفان ج1 ص235 ، والإتقان ج1 ص72.

(40) المحجة البيضاء ج2 ص246.

(41) راجع البرهان للزركشي ج1 ص238.

(42) أجوبة مسائل موسى جار الله ص31.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .