المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حقوق الأولاد
12-1-2016
عندما يقرع التجدد بابك أفتح له
2024-06-13
ظاهرة الإسرائيليّات في التفسير
13-10-2014
مبدأ أوف باو Aufbau principle
9-3-2018
Nonconservative forces
2024-02-15
عهد عالم الذرّ
22-12-2015


وجوب النظر والمعرفة  
  
2609   11:10 صباحاً   التاريخ: 23-10-2014
المؤلف : الشيخ الطوسي
الكتاب أو المصدر : الاقتصاد
الجزء والصفحة : ص 92
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / النظر و المعرفة /

...ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻌﻴﻨﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻪ، ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻟﻠﺸﺊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﻪ ﻣﻊ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺫﻛﺮ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺮﺿﺎ ﻭﻣﺤﺪﺛﺎ ﻭﺣﺎﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻴﻦ: ﺿﺮﻭﺭﻱ، ﻭﻣﻜﺘﺴﺐ. ﻓﺎﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻓﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺩﻓﻌﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ. ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻴﻦ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻨﺪ ﺳﺒﺐ.

ﻓﺎﻷﻭﻝ ﻛﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﻭﻝ ﺃﻭ ﻻ ﺃﻭﻝ ﻟﻪ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﺃﻭ ﻣﻨﺘﻔﻴﺎ، ﻭﻣﺎ ﺷﺎﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎﻩ. ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻴﻦ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻭﺟﻮﺑﺎ ﻛﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺍﺕ ﻣﻊ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻠﺒﺲ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻨﺪ ﺳﺒﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﺩﺓ. ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻴﻦ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﻔﻆ ﻋﻨﺪ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺪﺭﺱ. ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺐ ﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻴﻦ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﺘﻮﻟﺪﺍ ﻋﻦ ﻧﻈﺮ، ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﻈﺮ. ﻓﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻦ ﻧﻈﺮ ﻓﺴﻨﺬﻛﺮ ﺃﻭﺻﺎﻓﻪ،

ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻨﺤﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻤﻨﺘﺒﻪ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﻌﻞ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻋﻠﻤﺎ. ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮ ﻷﻧﻪ ﻣﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻋﻦ ﻧﻈﺮ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺘﺮﺗﺒﺖ ﻓﺤﺴﻦ ﺗﺮﺗﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﻣﺘﺮﺍﺥ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺧﻼﻓﻪ. ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺴﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻨﺎ، ﻟﻮﺟﻮﺏ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺩﻭﺍﻋﻴﻨﺎ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻨﺎ، ﻓﻔﺎﺭﻗﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ﻭﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺒﺮﻧﺎﻩ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺪﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺍﺕ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻀﻄﺮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﻳﺸﻚ ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﺣﻞ ﻛﻞ ﺷﺒﻬﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ.

ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﻜﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻴﻪ ﻓﻼ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺧﻼﻑ ﻗﻮﻟﻬﻢ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻇﻦ ﻭﺣﺴﺒﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﻘﻴﻨﺎ. ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻈﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻦ ﻧﻈﺮ ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ.

ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻜﺮ، ﻭﻳﺠﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻭﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻔﻜﺮﺍ ﻭﺑﻴﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﺃﻭ ﻛﺎﺭﻫﺎ. ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ. ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺎﺕ ﺑﺄﻏﻴﺎﺭﻫﺎ ﺷﺊ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺊ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺃﻭ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ. ﻭﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﻣﺮﻳﺪﺍ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﺑﺪﻻﻟﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﺎﻇﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺎﻋﻠﺔ. ﻭﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺎﻫﻴﺎ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺇﻣﺎ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺃﻭ ﻇﺎﻧﺎ ﺃﻭ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ.

ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺃﻥ ﻳﺠﻮﺯ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻇﻨﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﻈﻦ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﻠﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻦ ﺷﺒﻬﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻛﻮﻥ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﺪﺍ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻓﻲ ﺩﻟﻴﻞ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎ ﻟﻠﻈﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﺭﺓ ﻭﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﻬﺎ. ﻭﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻟﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﻧﻈﺮﻩ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ ﻟﻠﺪﻟﻴﻞ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻪ ﺻﺢ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﻟﺪ ﻧﻈﺮﻩ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻟﻢ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﺯﻳﺪﺍ ﻗﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺻﺢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻊ ﻇﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﻟﻢ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻈﻦ ﺗﺠﻮﻳﺰ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻇﻨﻪ، ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﻃﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻣﻊ ﺗﺠﻮﻳﺰ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ.

ﻭﻣﺘﻰ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻮﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻛﻮﻧﻪ ﻧﺎﻇﺮﺍ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺪﻟﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺎﻩ، ﻓﺠﺮﻯ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺳﻮﺍﺀ. ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻭﺗﻜﺎﻣﻠﺖ ﺷﺮﻭﻃﻪ ﻭﺟﺐ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﻟﺪﺍ ﻟﻪ ﻟﻤﺎ ﻭﺟﺐ ﺫﻟﻚ. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺟﺐ، ﻷﻧﻪ ﻣﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺯﻳﺪ ﻭﺗﻌﺬﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻔﺎﺭﻕ ﻟﻪ، ﻭﻓﻲ ﻭﺟﻮﺏ ﺣﺼﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻮﻟﺪ.

ﻭﻳﺪﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻮﻟﺪ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺤﺴﻨﻪ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻋﻠﻢ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻠﻤﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻤﺮﺍ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺼﻔﺔ. ﻭﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺤﺴﻨﻪ، ﻷﻥ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﻰ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻬﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺮﺗﻔﻊ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﺪﺍ ﻟﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻜﺜﺮ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﻳﻘﻞ ﺑﻘﻠﺘﻪ، ﻓﺠﺮﻯ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﺍﻷﻟﻢ، ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻣﻮﻟﺪ ﻟﻸﻟﻢ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻟﻮ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻮﻟﺪﻩ ﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻜﻢ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﻛﻨﻈﺮﻛﻢ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻟﻮ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻨﻈﺮﻧﺎ ﻟﻮﻟﺪ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻭﻟﺪﻧﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺧﻠﻮ ﺑﺸﺮﻁ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺋﻄﻪ، ﻭﻣﺘﻰ ﻓﺮﺿﻨﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻮﺍ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﻋﺎﻟﻤﻮﻥ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻜﺎﺑﺮﻭﻥ. ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻻ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻟﺠﻬﻞ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻭﻟﺪﻩ ﻟﻘﺒﺢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻛﻠﻪ، ﻷﻥ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻗﺒﻴﺢ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻻ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﺢ ﻛﻠﻪ. ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻗﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ ﻣﻊ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻨﻈﺮ. ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﺢ ﻗﻮﻝ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻭ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ، ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻔﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻖ ﻭﺍﻟﻤﺒﻄﻞ..

 ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻠﻮ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻟﻘﺒﺢ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺒﺜﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺟﺎﺋﺰ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻬﺎ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﺤﺪﺱ ﻭﺍﻟﺘﺨﻤﻴﻦ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﻧﻈﺮﻩ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﻞ ﻭﺟﻮﺑﻪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺜﻤﺮ ﺟﻬﻼ ﻭﻻ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻓﻴﺄﻣﻦ ﻣﻦ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩﺓ، ﻭﻟﻮ ﻗﺪﺡ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻧﻈﺮ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺧﻼﻓﻪ. ﻭﺑﻤﺜﻠﻪ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻛﻴﻒ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻭﻻ ﻧﻤﻴﺰﻩ. ﺑﺄﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺴﺒﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻣﻴﺰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ. ﻭﻭﺟﻪ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻤﻀﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﻭﺗﺄﻣﻴﻞ ﺯﻭﺍﻟﻬﺎ ﺑﻔﻌﻠﻪ، ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺗﺤﺮﺯﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺮﻯ. ﻭﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻀﺮﺓ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﻣﻈﻨﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻣﻨﻬﺎ، ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻣﻈﻨﻮﻧﺔ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻣﻨﻬﺎ. ﻭﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻻﻟﺠﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻘﻂ ﻟﻠﻮﺟﻮﺏ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻀﺮﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻠﺠﺊ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻤﺨﻮﻓﺔ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺁﺟﻠﺔ ﻓﻼ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻠﺠﺌﺔ، ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﻤﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺑﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺃﻣﺎﺭﺗﻪ ... ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺎﻑ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺑﺘﺮﻛﻪ ﻭﺃﻣﻞ ﺯﻭﺍﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻭﺟﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺇﻥ ﻛﺜﺮ ﻭﺷﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﻞ ﺯﻭﺍﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺃﻋﻈﻢ ﻭﺃﻏﻠﻆ. ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺑﺎﻟﺨﺎﻃﺮ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻋﺎﻡ ﻟﻠﻌﻘﻼ، ﻭﻛﻞ ﻋﺎﻗﻞ ﻳﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ. ﻭﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﻘﻠﺪﺓ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﺃﻧﺎ ﻻ ﻧﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻼﻓﻪ.

ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺘﺠﺆﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ. ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﻲ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﻳﺤﺼﻞ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺠﻤﻴﻌﻬﻢ ﻻﺧﺘﻼﻑ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﺒﻬﺔ ﻓﻴﺰﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ. ﻓﻼ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﺷﺒﻬﺔ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﺟﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﻣﺠﺮﻯ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺷﺒﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ ﻣﺨﺎﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻇﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺣﺴﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺟﻬﻠﻮﺍ ﺻﻔﺘﻪ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺻﺔ.

ﻭﻗﻴﻞ ﺃﻳﻀﺎ: ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻐﻤﻮﺭﺍ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻼ ﻳﺠﺪﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻛﻤﺎ ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻣﻈﺎﻟﻢ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻭﺇﻫﻤﺎﻟﻬﺎ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺭﺑﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﻐﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ. ﻓﺈﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻭﻝ ﻓﻌﻞ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻊ ﻛﻤﺎﻝ ﻋﻘﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻘﻠﻨﺎ " ﺃﻭﻝ " ﻟﺌﻼ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﺎ ﻳﺘﻘﺪﻣﻪ ﺃﻭ ﻳﻘﺎﺭﻧﻪ: ﻭﻗﻠﻨﺎ " ﻓﻌﻞ " ﺗﺤﺮﺯﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺑﻔﻌﻞ. ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ " ﻣﻘﺼﻮﺩﺍ " ﺗﺤﺮﺯﺍ ﻣﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ. ﻭﻗﻠﻨﺎ " ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻊ ﻛﻤﺎﻝ ﻋﻘﻠﻪ " ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻭﺟﻮﺏ ﺭﺩ ﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ ﻭﺍﻻﻧﺼﺎﻑ ﻭﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺷﻜﺮ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻗﺪ ﻳﺨﻠﻮ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺨﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ.

 

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.