أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-6-2016
2498
التاريخ: 4/9/2022
1844
التاريخ: 24-6-2016
5300
التاريخ: 18-7-2022
1722
|
يقصد به العملية الاتصالية التي تتم بين المرسل وجماهير غفيرة وغير متجانسة فيما بينها، وعن طريق هذا الاتصال يتم نقل المعلومات والأفكار والاتجاهات، باستخدام وسيلة أو أكثر من وسائل الاتصال الجماهيرية، وهذا النوع من الاتصال لا يحدث فيه اللقاء المباشر والمؤثر والذي يؤدي إلى التفاعل الاجتماعي وجها لوجه بين أطراف الاتصال، وسبب ذلك هو استخدام وسائل التكنولوجيا المختلفة، مثل الطباعة والإذاعة والتلفاز والسينما، أي الوسائل السمعية والمرئية. ويتم بصورة غير مباشرة حيث يكون المستقبلين للرسائل الاتصالية العديدة في مكان غير محدد، وفي معظم الأحيان يكون هذا الاتصال في اتجاه واحد، وإذا وجدت أو حدثت استجابة أو تأثير لا تظهر مباشرة في أثناء عملية الاتصال ومن الممكن أن تظهر بعد ذلك بوقت آخر.
بمعنى آخر تعتبر العملية الاتصالية الجماهيرية، نفس العملية الاتصالية التي تحدث في أي نوع من أنواع الاتصال الأخرى. فقط العناصر التي يتكون منها الاتصال الجماهيري تختلف بعض الشيء عن العناصر الموجودة في عملية الاتصال الأخرى حيث نجد في الجماهيري المرسل الذي هو عنصر أساسي، من الممكن أن يكون مؤسسة اتصالية أو شخص مسؤول أو مؤسسي أي يعمل في إطار خاص. وحينما نقول مؤسسة اتصالية فهي ممكن أن تكون صحيفة أو دار الإذاعة والتلفاز، والشخص المسؤول، نقصد به مجرد الصحيفة أو المذيع الذي ينتمي إلى هذه المؤسسة الاتصالية، والتي تعتمد في عملها على الأعمال التي يقوم بها الأفراد.
هذا النوع من الاتصال غير طبيعي لأنه يعتمد على وجود وسيط بين طرفي الاتصال، المرسل والمستقبل. وهذا يعني أن المرسل لا يعرف المستقبل ولا تربطه علاقة به، لأن أعداد القائمين على الاستقبال كبيرة جدا،.. فإن هذا الاتصال يكون في اتجاه واحد مما يجعله يختلف عن مواقف الاتصال الذي يحدث بين الأفراد يتميز بدرجة عالية من وجود التغذية العكسية أو التجاوب بين الأطراف. التي يقل وجودها وأهميتها في الاتصال الجماهيري فمثلا الاتصال الذي يحدث بين اثنين من الأفراد مؤكد انه سيتوقف أحدهما عن القيام بالتجارب وإعطاء التغذية للعملية الاتصالية.
أما عملية الاتصال الجماهيري فلن تتوقف إذا انعدمت التغذية العكسية أو هي فعلا معدومة أثناء الاتصال أو الإرسال. فمثلا الجريدة التي تصدر كل صباح، سوف تستمر في الصدور ولن تتوقف، لأن الرسائل من القراء لم تصل بصورة مستمرة، أي أن الاتصال الجماهيري له ميزة التواصل أو الاتصال الاجتماعي بين الجماهير التي تستعمله، وهو بذلك يكون عكس جمهور الاتصالات الأخرى، مثل المحاضرة أو الجماعات الصغيرة. وهنا يقول العديد من الباحثين بان جمهور الاتصال الجماهيري بطبيعته مكون من أفراد وليس من جماعات وهؤلاء الأفراد ينتمون إلى جماعات متعددة ومتنوعة ولها صفاتها ومميزاتها، مثل الأسرة والأصدقاء المقربين، وجماعة العمل أو المدرسة أو الجامعة. وهذا الجانب يعتبر من الجوانب المهمة بالنسبة للباحثين في مجال الاتصال الجماهيري، لأن الآثار التي نحصل عليها تأتي أو تحدث من خلال جماعات، أي أن التأثير الذي يحدث على الفرد يكون على جميع الأفراد الموجودين معه، وهذا يعني أن ممارسة الفرد لأي نوع من أنواع الاتصال الموجودة أو التي تعيش من حوله يتوقف على نوعية الجماعات التي يعيش معها وينتمي إليها.
وتطور ونمو وانتشار الاتصالات الجماهيرية بدأ في بداية هذا القرن، الذي أخذت فيه وسائل الاتصال المختلفة تتطور وتتقدم وتنتشر بصورة واسعة جدا، وهذه الوسائل هي الراديو والأفلام والصحف ثم جاء التلفاز. وبسبب انتشار هذا الاتصال الكبير أصبح تأثيره كبير وضخم في عملية توزيع المعلومات ونشرها، وإمداد الجماهير بالخبرات الوافرة والكبيرة. وأن التكامل والتفاعل الاجتماعي الذي يحدث بين الناس ويربطهم بقضايا مجتمعهم بصورة حقيقية وصادقة أو عملية خلق الوعي لدى المجتمع، أو معرفة ما يحدث أو يدور فيه، جميع هذه الجوانب تعتبر من الوظائف الأساسية للاتصال الجماهيري. أي أن عملية الاتصال الاجتماعي تتم أو تحدث كاستجابة أو ردة فعل لمواقف سلوكية قائمة في المجال الاتصالي للإنسان الفرد. وإذا كان الاتصال الشخصي يتصل بأنماط الثقافة وعملية تفاعل واحتكاك الإنسان الاجتماعي بغيره، فإن الاتصال الجماهيري يتعلق بالجوانب النفسية الجماهيرية، ومدى التأثير الاجتماعي عليها.
هناك اختلاف بين الخبراء الذين يبحثون في الاتصال ومدى تأثير وسائل وقنوات الاتصال المختلفة والأعلام بتعدد أنواعها على الجماهير، التي تقوم باستقبال عمليات الاتصال، حيث يؤكد قسم منهم على أهمية الاتصال الشخصي والذي يقوم على وجود أفعال وردود أفعال بطريقة مباشرة، مما يجعل تأثيره أقوى ويدوم فترة زمنية أطول، والبعض الآخر يؤكد على أهمية الاتصال الجماهيري ودوره في التأثير على الأعداد الكبيرة من مستقبلي هذه العمليات الاتصالية.
واعتمادا على ما ذكر نقول بأن هذا النوع من الاتصال يتميز ويتصف بالشمول والاتساع، لكونه يتم بين أعداد كبيرة من الناس، لهم ميول واتجاهات وثقافات مختلفة، أي أن جماهير هذا النوع من الاتصال بطبيعتها غير متجانسة، لا يعرفون بعضهم البعض، ولا تربط بينهم أي علاقات مباشرة، والمرسل الذي يقوم بالاتصال يتحدث مع أفراد لا يعرفهم ولا يعرفونه، ولا يتلقى منهم ردود فعل تدل على تقبلهم أو رفضهم لرسالته، وذلك بسبب اتصاله بهم من خلال وسائل اتصال معقدة. أي أن هذا الاتصال يسير في اتجاه واحد من المرسل إلى المستقبل، في وقت القيام بعملية الإرسال، التي لا توجد خلالها إمكانية الرد على المرسل ورسالته وهذا يعني عدم معرفة المرسل لمدى تأثيرها على الجمهور. الشيء الذي من الممكن أن نعرفه فيما بعد عن طريق ردود الفعل التي تحدث من الجماهير بمبادرتها أو عن طريق القيام بعملية اتصال خاصة للكشف عن مدى هذا التأثير، وهذا يحدث في الاستطلاعات المكتوبة أو الشفوية والتي توجه إلى الجمهور ويرد عليها.
ويتميز هذا النوع من الاتصال بوجود وسائل الإعلام، التي تساعد في وصول الرسالة إلى الأماكن البعيدة، أي إلى معظم مناطق العالم. ومن جهة ثانية فان هذا النوع من الاتصال يقل فيه استعمال عدد من الحواس في نفس الوقت لأنه اتصال غير شخصي، بمعنى أن المشاركين فيه لا يعرفون بعضهم البعض، وعدم استعمال أكثر من حاسة يؤثر على مدى بقاء وتأثير الرسالة على المستقبل، وعملية استعمال الوسائل التي تعتمد على أكثر من حاسة مستعملة بصورة واضحة في عملية شرح المواد والرسائل التعليمية في المدارس والجامعات على نطاق واسع لأنها تساعد المعلم والطالب في نفس الوقت. واستعمال التلفاز له اثر أقوى بكثير من أثر استعمال أجهزة الراديو المسموعة. لأن التلفاز يعتبر أداة اتصال جماهيرية يجمع بين السمع والبصر، وهما أقوى من أي وسيلة تعتمد على حاسة واحدة. والتلفاز كوسيلة إعلامية يؤدي إلى جمع كل الاهتمامات في مجال الانتباه، كما ويشغل حواس الإنسان الأساسية في الادراك، لذلك فهو يعتبر أقوى الوسائل الاتصالية الجماهيرية التي تؤدي إلى ايصال الرسائل بأسرع وقت ولها تأثيرا واضحا على المستقبلين. لأن الإدراك السمعي والقوى البصرية ذات قدرة على الاستيعاب الكبير في أثر كبير على مدركات الإنسان وقواه الحسية المدركة، التي تكون أقوى إذا كان اعتمادها على السمع والبصر معا، بدل الاعتماد على حاسة السمع لوحدها.
وعليه فإن السلوك الجماهيري يرتبط ارتباطا وثيقا مع ما يحدث داخل المبنى الاجتماعي الجماهيري، وهذه الأحداث تقوم الأجهزة الإعلامية المتنوعة بتسجيلها وهي مثل أشكال النزاع والصراعات الاجتماعية، التي تحدث تأثيرا على بنية الجماعات داخل المجتمع أو تسجل نماذج التماسك والعادات والقيم الاجتماعية، كالتي تعتبر من أنواع السلوك الذي يؤدي إلى التضامن بين أفراد الجماعات أو المجتمعات المختلفة. وعملية الاهتمام في هذه الجوانب السلوكية التي تحقق التماسك والتضامن من خلال قنوات الاتصال المختلفة، تؤدي إلى نجاحها وتحقيق الهدف عنها. مما يؤكد لنا أن وسائل الإعلام وتقدم أدوات الاتصال الجماهيري، لها الفضل بالقيام بحل المشاكل اليومية التي تواجه أفراد المجتمع، على اختلاف مستوياتهم وأماكن تواجدهم وأعدادهم الكثيرة.
وفي عملية الاتصال الجماهيري التي نتحدث عنها يتحقق التأثير الذي يسعى القائم بالاتصال، أو الإعلامي الوصول إليه، من رسالته عندما تنجح أهداف الاتصال بسهولة في عملية القيام بنقل فكرة أو تقبل معنى أو فهم مبدأ أو عقيدة، التي من الممكن استقبالها وتحويلها إلى رأي مقنع لا يمكن الاستغناء عنه، وهذا يعني أن المصدر الذي يقوم بعملية التخطيط والتصميم لقنوات أو وسائل الاتصال استطاع أن يحقق توصيل المعلومة أو الفكرة إلى أن يصل إلى الإقناع الكامل للآخرين عن طريق استعمال وسيلة من وسائل الاتصال المعروفة وذلك لإثارة انتباه الطرف الذي نرسل إليه المعلومة أو الفكرة، مع وجود خبرة مشتركة بين مصدر الاتصال وهدفه وذلك لضمان وصول المعنى المطلوب.
وفي الوقت الذي تنير فكرة أو قصد المرسل اهتمام الجماهير واحتياجاتهم، وهذا هو هدف الاتصال وغايته التي يهدف إليها المصدر، هذه هي الاستجابة المطلوبة والناجحة المقصودة لكل عملية إعلامية. وعلى هذا الأساس والمبدأ يجب أن تكون هذه الفكرة أو المعلومة مناسبة لمستوى إدراك وتفكير الجماهير واتجاهاتهم وعاداتهم وقيمهم.
بالإضافة إلى ما ذكر فإن عملية الاتصال الجماهيري، بجوهرها تعتبر عملية أو حركة ديناميكية تؤدي أدوارها الاجتماعية كأي عملية حضارية، من اجل خدمة مصلحة البناء الاجتماعي بشكل عام. وعليه فإن الاتصال يعني هنا شيء فعال وديناميكي والذي يقوم به قادة الاتصال الاجتماعي والمسؤولين، على اختلاف درجاتهم ومستوياتهم وأفكارهم، أي انه حركة ايجابية وضرورية من نشاطات وتطوير وتنمية المجتمع والعلاقات التي تربط بين أفراده وجماعاته.
ولهذا الاتصال وظائف رئيسية مهمة جدا والتي تتجه معظمها نحو تحقيق الأهداف الاقتصادية، وإشباع حاجات الجماهير المختلفة والضرورية. لأن وسائل الاتصال وبصورة دائمة تهتم بوجود الأهداف وتحقيقها، ومدى التناقض الذي يوجد بين مستوى الأداء واحتياجات الناس، وتحقيق رغبات الجماهير ومدى مصداقيتها في نقل الحقائق الاجتماعية والمواضيع التي لها أهمية خاصة لدى الجماهير. ويجب أن نذكر أن تطور وتقدم وسائل الاتصال والإعلام، من الممكن أن يكون السبب المباشر، في التغيرات والتطورات التي تحدث في النظم الاجتماعية المختلفة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|