تحلل الجزئي البروتيني بالماء  : Hydrolysis

يمكن تحليل المركبات الببتيدية او البروتينات جزئيا باستخدام محاليل حامضية ذات تراكيز واطئة، ان نتائج التحليل الجزئي للبروتينات تعطي قطع متنوعة من الببتيدات القصيرة او المتوسطة الطول، فاذا ما فصلت هذه الببتيدات المختلفة عن بعضها بطرق الفصل التقليدية وأجريت لكل واحدة منها تحاليل التعاقب للأحماض الامينية، سواء باستخدام الطرق الكيميائية العادية او باستخدام الطرق الانزيمية، نتمكن عندئذ ان نجري بينهما التطابق والملاءمة حتى نصل الى التعاقب التام للأحماض الامينية في السلسلة البروتينية الأم.

وقد يتم التحلل الجزئي أيضاً باستخدام الطرق الانزيمية مثل استخدام أنزيم التربسين (Trypsin) المختص بتقطيع الأواصر الببتيدية التي تكون مجموعة الكربونيل فيها جزءاً من حامض اللايسين او حامض الأرجنين، كما يمن استخدام أنزيم الكيموتربسين (Chymotrypsin) وهو أقل تخصصاً من أنزيم التربسين، والذي له القدرة على تقطيع الأواصر الببتيدية التي يكون فيها حامض الفنيل الانين وحامض التايروسين وعدد آخر من الاحماض الامينية.

ولكي نبسط فهم كيفية الوصول والتعرف على التعاقب للأحماض الامينية في جزيئات الببتيدات الصغيرة. نفترض ان لدينا ببتيداً يحتوي على وحدتين من حامض الآلانين (Ala) ووحدة واحدة من كل من أحماض السيرين والليوسين والكلايسين، والفالين. ولنفرض كذلك ان تعيين النهايات الطرفية دل على ان الطرف الاميني هو حامض آلالانين والطرف الكرلبوكسيلي هو حامض السيرين اي ان الببتيد المذكور:

نلاحظ ان الاحماض الامينية الوسطية التي تقع بين الطرفين غير معروف تعاقبها لحد الآن لذلك وضعت بينه8ا فواصل ولم توصل بخطوط. ولنفرض الآن ان التحلل الجزئي للببتيد الأم أدى الى فصل ثلاثيات الببتيدات التالية :

عند تدقيق النظر بهذه الببتيدات الثلاثة، نلاحظ ان الببتيد رقم (II) يمثل الببتيد الذي يحمل الطرف الأميني (Ala) والببتيد رقم (III) يمثل الببتيد الذي يحمل الطرف الكربوكسيلي، فعند ملاءمة هذه القطع الثلاثة نحصل على الصورة الأولية التالية :

لذلك ومن خلال الشكل في أعلاه نستطيع ان نستخرج تعاقب الأحماض الامينية الحقيقية لهذا الببتيد تحت الدراسة .

ان هذه الاستراتيجية الخاصة بالتعرف على التعاقب للأحماض الامينية في الببتيدات، او البروتينات استخدمت من قبل سانجر (Sanger) خلال عمله للتعرف على التركيب الابتدائي لجزيئة هورمون الأنسولين والذي أكمله بنجاح عام (1953) ومنح عليه جائزة نوبل، وبعد النجاح المميز الذي حققه سانجر، انبرى العديد من الباحثين في مجال كيميائي البروتين للخوض في مجال التعرف على التعاقب للأحماض الامينية للعديد من البروتينات. وقد تم التعرف على تسلسل الاحماض الامينية للهرمون المحفز للقشرة الادرينالية والذي يفرز من الغدة النخامين الامامية، ويتألف تركيب هذا الهورمون من سلسلة ببتيدية مفردة تحتوي على (39) وحدة حامض أميني ولها وزن جزيئي يقدر بحوالي (4600 دالتون) كما أمكن التوصل الى استخراج تعاقب الأحماض الأمينية لأنزيم الرايبونيوكليز (Ribonuclease) والذي يتكون من سلسلة ببتيدية مفردة تتألف من (124) وحدة حامض اميني وتحتوي على أربع روابط عرضية كبريتيدية.