معنى قوله تعالى : وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-19
![]()
التاريخ: 2024-12-26
![]()
التاريخ: 2023-12-11
![]()
التاريخ: 2024-05-20
![]() |
معنى قوله تعالى : وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ
قال تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } [الفرقان: 31، 33].
قال الطوسيّ : معنى قوله وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ قيل فيه قولان :
1 - قال ابن عباس : جعل لمحمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عدوا من المجرمين ، كما جعل لمن قبله .
2 - كما جعلنا النبي يعادي المجرم مدحا له وتعظيما ، كذلك جعلنا المجرم يعادي النبي ذما له وتحقيرا . والمعنى إنّ اللّه تعالى حكم بأنه على هذه الصفة .
وقيل : جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ببياننا أنهم أعداؤهم ، كما يقال جعله لصا أو خائنا . وقيل : معناه أمرنا بأن يسموهم أعداء . والجعل وجود ما به يصير الشيء على ما لم يكن ، ومثله التصيير ، والعدو المتباعد من النصرة للبغضة ، ونقيضه الولي ، وأصله البعد . ومنه عدونا الوادي أي جانباه ، لأنهما بعداه ونهايتاه ، وعدا عليه يعدو عدوا إذا باعد خطوة للإيقاع به ، وتعدى في فعله إذا أبعد في الخروج عن الحق « 1 » .
- أقول : قال الصادق عليه السّلام : « ما كان ولا يكون وليس بكائن ، نبيّ ولا مؤمن ، إلّا وقد سلط عليه حميم يؤذيه ، فإن لم يكن حميم فجار يؤذيه ، وذلك قوله عزّ وجلّ : وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ » « 2 » - .
وقال الشيخ الطوسيّ : ثم قال تعالى وَكَفى بِرَبِّكَ يا محمد هادِياً وَنَصِيراً أي حسبك اللّه الهادي إلى الحق ، والناصر إلى العدو ، و هادِياً منصوب على الحال أو التمييز ، فالحال كفى به في حال الهداية والنصرة ، والتمييز من الهادين والناصرين - ذكره الزجاج - ولا يقدر أحد أن يهدي كهداية اللّه ، ولا أن ينصر كنصرته ، فلذلك قال وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً ثم حكى أن الكفّار ، قالوا لَوْ لا أي هلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ على النبي جُمْلَةً واحِدَةً فقيل لهم إن التوراة أنزلت جملة ، لأنها أنزلت مكتوبة على نبي يكتب ويقرأ وهو موسى ، وأما القرآن ، فإنما أنزل متفرقا ، لأنه أنزل غير مكتوب على نبي أمي ، وهو محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقيل : إنما لم ينزل جملة واحدة ، لأن فيه الناسخ والمنسوخ ، وفيه ما هو جواب لمن سأل عن أمور ، وفيه ما هو إنكار لما كان . وفي الجملة المصلحة معتبرة في إنزال القرآن ، فإذا كانت المصلحة تقتضي إنزاله متفرقا كيف ينزل جملة واحدة ؟ ! فقال اللّه تعالى لنبيه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إنا أنزلناه متفرقا لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وقال أبو عبيدة : معناه لنطيب به نفسك ونشجعك . وقوله وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا فالترتيل التبيين في تثبت وترسل .
وقوله وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ أي لم ننزل القرآن جملة واحدة لأنهم لا يأتونك بشيء يريدون به إبطال أمرك إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ الذي يبطله وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً أي نجيؤك بأحسن تفسيرا مما يأتونك به وأجود معاني « 3 » .
____________
( 1 ) التبيان : ج 7 ، ص 488 .
( 2 ) مشكاة الأنوار : أبو الفضل الطبرسي : ص 287 .
( 3 ) التبيان : ج 7 ، ص 488 - 489 .
|
|
نصائح للحد من خطر قصر النظر عند الأطفال
|
|
|
|
|
دولة عربية تستعين بالروبوتات لاكتشاف أعطال أنابيب النفط
|
|
|
|
|
هكذا استقبلت العتبة الكاظمية المقدسة ليلة هي خيرٌ من ألف شهر .. الليلة الأولى من ليالي القدر المباركة
|
|
|