أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2016
2338
التاريخ: 19-6-2018
1743
التاريخ: 16-5-2018
6413
التاريخ: 15-2-2016
2086
|
جوزيف بريستلي
كان جوزيف بريستلي أحد مشاهير العلماء الذين ساعدوا في الرقي بهذا العلم إلى القمم العليا التي يقف عليها الآن . ولد بريستلي لعائلة تتمسك بالدين تمسكاً كبيرا وكان له شغف كبير بالكتب فقراء الكثير بالإضافة إلى علومه المدرسية وبتأثير البيئة المحيطة به اهتم بريستلي بالعلوم الدينية وانخرط في سلك الكهنوت ولكنه رأى أنه لا يمكنه أن يقوم بأود عائلته بمرتب راعي الكنيسة الضئيل . ولذلك اضطر أن يقوم بالتدريس علاوة على عمله الديني كي يزيد من دخله . وأدى عمله الجديد كمدرس إلى اهتمامه الكبير بالعلوم وخاصة بالكيمياء . إلا أن أعباءه المتزايدة كراع للكنيسة وكمدرس لم تعطيا له الوقت الكافي للتوسع في هوايته العلمية غير أنه أصبح شغوفاً بهوايته الجديدة وخصص كل لحظة خالية لديه للبحث وعمل التجارب.
وركز بريستلي معظم أبحاثه على دراسة الغازات المختلفة ، وأمكنه الحصول على عدد من الاكتشافات الكيماوية الهامة التي أذاعت شهرته وكانت إحدى محاولاته الأ ولى الناجحة استنباطه للماء الغازي الذي اكتشفه بينما كان يبحث في خواص ثاني أكسيد الكربون ، ذلك الغاز الذي اكتشفه هيلمونت قبل ذلك بمائة عام . وأول مارأى بريستلي ثاني أكسيد الكربون كان أثناء زيارته لمصنع بيرة يجاور منزله إذ لاحظت عينا بريستلي اليقظتان تصاعد فقاعات كثيرة من أواني التخمير . وفي فضول لمعرفه كنه هذه الفقاعات قرب إليها شظية خشبية مشتعلة وما أن انفجرت الفقاعات طاردة الغاز الذي بها حتى انطفأت الشظية . وذهب بريستلي إلى منزله وفي معمله عرف طريقة لتحضير كمية كبيرة من هذا الغاز وحاول أن يذيبه في الماء . وتصاعد معظم الغاز من الماء ، إلا أن الجزء القليل الذي امتصه الماء أعطى للماء طعم مياه عين "سيلتزر المعدنية " . وأعجب بريستلي بطعم الماء وكان اكتشافه هذا بداية صناعة المياه الغازية التي نستعملها بكثرة في وقتنا الحالي . ومنحت الجمعية الملكية لبريستلي ميداليتها الذهبية من أجل اكتشافه هذا . وشجعت خبرة بريستلي هذه على أن يحضر حامض كلوريد الهدروجين الذي سماه حامض المورياتيك . فأضاف حمض الزاج الأزرق على ملح الطعام وسخن المخلوط فحصل على غاز عديم اللون حاد هو كلوريد الهدروجين . وجمع هذا الغاز فوق الزئبق ثم مرر الغاز في الماء فوجده سريع الذوبان فيه . ونتج عن الغاز الذائب في الماء حامض جديد هو ذلك السائل الذي نستخدمه بكثرة هذه الأيام في المنزل والمصنع .
وفي أيام بريستلي لم يكن يعلم الكيماويون شيئاً عن غاز النشادر . ولم تكن لديهم أي فكرة عن طريقة تحضيره أو خواصه . وبتسخينه لماء النشادر وجد بريستلي أنه حصل على غاز عديم اللون نفاذ الرائحة أمكن جمعه فوق الزئبق وبعد هذا الكشف بمائتي عام استخدم هذا الغاز بكثرة في اغراض التبريد ، ولم يكتفي بريستلي باكتشافه لهذه المادة الكيماوية الجديدة بل حاول أن يخلط بعض غاز النشادر بغاز كلوريد الهدروجين الذي حصل عليه في تجربة سابقة . فلاحظ ظاهرة غريبة ، إذ تفاعل الغازان معطيين سحابة بيضاء انقشعت رويداَ رويداً تاركة خلفها راسباً من مسحوق ناعم أبيض . وبذلك أضاف بريستلي إلى مكتشفاته الكيماوية مركباً جديداً هو كلوريد النشادر . وأيضاً مضى وقت طويل قبل أن يستخدم الكيماويون هذه المادة في البطاريات الجافة .
ومع أهمية كل هذه الاكتشافات إلا أنها كانت ثانوية الأهمية بل وضعت في زاوية الإهمال بسبب اكتشافه الجديد لغاز الأوكسجين أهم مادة في الحياة . كان ذلك في أغسطس عام 1774 م حينما سلط بريستلي حرارة الشمس التي حصل عليها باستعمال عدسة محدبة قطرها قدم تقريباً ، على ناقوس زجاجي بداخله كمية من أكسيد الزئبق . ولاحظ بعد وقت قليل تصاعد غاز من الناقوس . ويكتب بريستلي عن تجربته هذه فيقول : " بعد أن حصلت على قدر من الغاز يساوي ثلاثة أو أربع مرات حجم المواد التي استخدمتها ، أمررته في الماء فوجدت أنه لا يتشربه ، ولكن ما أثار عجبي أكثر مما يمكنني أن أعبر عنه كان اشتعال شمعة في هذا الغاز بشدة ملحوظة ". ثم فعل نفس الشيء بجمرة من الفحم وبسلك من الحديد محمى لدرجة الاحمرار ، فوجد أن جمرة الفحم قد اشتعلت واستمر احتراقها حتى تحولت إلى رماد وتوهج سلك الحديد كمشعل صغير .
وأخيرًا كان على بريستلي أن يقوم بتجارب لمعرفة أثر هذا الغاز على الحيوانات والإنسان . فأخذ فأرين أبيضين وضع أحدهما في مخبار زجاجي يحتوي على العنصر الجديد والثاني في مخبار مماثل له يحتوي على الهواء وجلس يلاحظ ويدون النتائج . ولم يمض وقت طويل إذ بعد حوالي 15 دقيقة ترنح الفأر الموجود في الهواء وسقط مغشياً عليه . وما أن أخرجه بريستلي من المخبار حتى وجد أنه قد فارق الحياة . بينما بقي الفأر الثاني محتفظاً بنشاطه . ازداد عجب بريستلي ولكنه لم يسمح لنفسه أن يصل إلى استنتاج سريع بأن للغاز قدرة كامنة وميزة فائقة على " إعطاء الحياة " غير موجودة في الهواء العادي .
والآن وقد تأكد بريستلي أن غازه النقي هذا والذي كان هو الأوكسجين ، كان يمتاز عن الهواء العادي قرر أن يستنشق هو بنفسه بعض الغاز . وكتب عن تجربته هذه يقول : " لم يكن إحساس رئتي بهذا الغاز يتخلف عن إحساسها بالهواء العادي . ولكنني شعرت بعد ذلك بأن تنفسي كان هادئاً وسهلاً لبعض الوقت وربما يأتي الوقت الذي يصبح هذا الغاز فيه وسيلة للرفاهية " .
وتخيل بريستلي ، الذي كان سعيداً كل السعادة باكتشافه ، استعمالات كثيرة أخرى لهذا الغاز في الحياة العملية . ففكر في أنه سوف يستخدم في الصناعة لزيادة اشتعال النار , وتستخدم هذه الفكرة حالياً في عمليات لحام المعادن التي يستهلك فيها كميات كبيرة من الأوكسجين النقي.
وتنبأ بريستلي أيضاً باستخدام هذا الغاز في الطب للأشخاص الذين يصابون باحتقان في الرئتين مثلاً واليوم يستخدم الأطباء الأوكسجين لتسهيل عمليات التنفس للمرضى المصابين بأنواع كثيرة من الامراض .
هكذا بلغ بريستلي ذروة حياته بتجاربه على الأوكسجين بعد أن بدأ اهتمامه بالكيمياء كهواية وبالرغم من أن بعض العلماء الآخرين قد عرفوا هذا الغاز أيضاً إلا أن أحد منهم لم يدرس خواصه أو تأثيره بإمعان كما فعل بريستلي ولهذا السبب يعزى إليه فخرا اكتشاف هذا الكشف الذي يعتبر من الاكتشافات الكبرى في بداية علم الكيمياء .
ودفعت أفكار بريستلي السياسية المتحررة به إلى أن يغادر موطنه الأصلي انجلترا في سنة 1794 إلى أمريكا . واستقر في بنسلفانيا حيث أمضى سنواته الأخيرة مكملاً أبحاثه في معمله الذي أسسه في منزله.
وخلال هذه الأبحاث اكتشف غاز آخر هو أول أكسيد الكربون . وبالرغم من أن النتائج التي حصل عليها بريستلي وكثيرا من العلماء الآخرين في وقته كانت تقوّض نظرية الفلوجستن إلا أنه تمسك بعناد غريب بهذه النظرية حتى وفاته في سنة 1814.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|