أقرأ أيضاً
التاريخ: 12/12/2022
5134
التاريخ: 5/12/2022
2020
التاريخ: 2/12/2022
2401
التاريخ: 10-9-2016
3222
|
ادى الاتجاه الحديث للنقل ممثلاً في تزايد استخدام وسائط النقل وفي المقدمة منها صناعة وامتلاك السيارة على نطاق عالمي واسع والذي ترافق مع تنامي القدرة الشرائية كمعدل عام في معظم دول العالم، إلى إفراز العديد من المشكلات المرتبطة بحركة مرور الوسائط داخل المدن وفيما بينها حيث أزداد الازدحام والاختناق المروري الذي أدى إلى عرقلة سهولة وصول الركاب والبضائع، وكذلك زيادة حوادث المرور وغيرها من المشكلات.
اولا: سهولة الوصول :
ان التزايد الكبير في أعداد السيارات وحركتها داخل المدن مع تردي حالة الشوارع من حيث طاقتها الاستيعابية وتصريف حركة السير، أدى إلى نتائج سلبية ممثلة في تردي مستوى سهولة وصول الأفراد إلى مقاصدهم من أجزاء المدينة المختلفة باتجاه مركزها الرئيسي أو مراكزها المتعددة، وفي مقدمة أسباب هذا التردي لسهولة الوصول حالات الازدحام الناتج عن الاختناق المروري، وهذا يفضي أيضاً إلى حالة التلوث نتيجة لتزايد استهلاك الوقود.
ثانيا: الازدحام والاختناقات المرورية :
تتركز رحلات السكان إلى العمل أو التسوق أو التزاور أو الترفيه في ساعات معينة من اليوم أو في أيام محدده من الأسبوع، و هذا ما يؤدي الى حركة مرور كثيفة لوسائط النقل خصوصا السيارات في المدن و بالتالي يحصل الزحام المروري فيما يسمى (أوقات الذروة) ، لقد توسع النقل في بالسيارات وقطارات الأنفاق بشكل كبير بعد العام ( 1950 م ) ، كما توسع النقل الجماعي بوسائط مختلفة منها الباصات و القطارات السريعة و المترو و العربات خصوصا في المدن العاصمية مثل لندن و موسكو و القاهرة وبغداد و الرياض .
إن تفاقم امتلاك السيارة الخاصة من قبل السكان زاد من مشكلات الازدحام (Congestion ) و المرور لكون اعداد هذه السيارات لا تزداد بعملية حسابية ولا بمتوالية عددية بل بعملية لوغاريتمية أسية ، الأمر الذي يتطلب المزيد من المساحات الخاصة بمرافق النقل على حساب استعمالات الأرض الأخرى ، و في دراسة علمية لاستخدامات الأرض في عشرون مدينة سعودية بلغت نسبة ما تشكله شبكات الشوارع و مواقف السيارات (28،4%) من مجمل مساحات هذه المدن ، ووصلت في مكة المكرمة الى (31 %) ، و هذه النسب موجودة أيضا في مدن البلدان المتقدمة ولا سيما مدن الولايات المتحدة ، و تحتل مرافق النقل في بعض هذه المدن ما نسبته (40%) من مساحتها ، أما في البلدان النامية فنجد أن هذه النسبة اقل من (20%) و تنحدر إلى اقل من (15%) في الأحياء العشوائية و القديمة ، و يربك الازدحام و الاختناقات المرورية المسؤولين عن تخطيط المدن وعن النقل العام و الخاص فيها كما ترهق السائقين و المواطنين ، و تزيد من نفقات الطاقة والوقت والجهد ، وتتطلب أموال طائلة من اجل بناء الجسور و شق الأنفاق و تشييد العقد الطرقية .يؤدي الازدحام والاختناق المروري إلى وقوع الحوادث الكثيرة سواء للوسائط أم للأفراد مما يلحق أضرار مادية وبشرية كبيرة ، كما ان هذه المشكلة تعيق حركة وسهولة الوصول مما يعني إضاعة الوقت الذي يجب صرفه في مختلف الأعمال ، إضافة إلى زيادة تكلفة حركة الوسائط بسبب صرف الوقود أثناء التوقفات المرورية الناتجة عن الاختناقات و الزحام .
ثالثا: التلوث البيئي النقل الحديث يتصف باتجاهين أساسيين قادا إلى تزايد مستويات التلوث البيئي (Environmental Pollution) حول العالم :
أ- الاتجاه الأول يتمثل في استهلاك وسائط النقل المختلفة ذاتها للطاقة المتولدة عن احتراق المشتقات النفطية.
ب ـ الاتجاه الثاني يتمثل في عملية نقل مصادر الطاقة وخصوصاً (النفط الخام ومشتقاته) عبر وسائط النقل المختلفة والتي تؤدي إلى حالات عديدة من التسرب النفطي بسبب الحوادث المتعددة سواء بالاصطدام، أم بفعل العوامل الجوية كالعواصف، أو أثناء عمليات الشحن والتفريغ وكذلك مخرجات عمليات التنظيف لأحواض ناقلات النفط الخام ذاتها. يتسبب النقل من خلال حركة وسائطه العديدة وخصوصا السيارات التي غزت المدن بشكل غير مسبوق عبر التاريخ في تلوث الهواء وإثارة الضوضاء وتلف النبات كما يلي:
1- إن الدخان المنبعث من محركات السيارات عبر عوادمها يؤدي إلى إحداث حاله من عدم التوازن في المكونات الغازية للغلاف الجوي القريب من سطح الأرض، وبذلك تتغير نسب مكونات هذا الغلاف حيث تزداد نسبة غاز ثاني أوكسيد الكاربون والرطوبة مما يشكل ما يسمى بالضباب الدخاني، وتزداد مركبات الرصاص والنتروجين وثاني أوكسيد الكبريت وغيرها من المركبات الضارة بجلد الإنسان وجهازه التنفسي والعصبي والبلعوم والعينين وخصوصا لدى كبار وصغار السن.
2 - يؤدي ارتفاع درجات الحرارة في المدن إلى تفاعل المكونات الضارة في الهواء مع أشعة الشمس مما يزيد من خطورة ذلك على الصحة العامة للإنسان ، ويقدر متوسط ملوثات الهواء التي تحصل بسبب حرق وقود السيارات و وسائط النقل الأخرى في المدن الكبرى ما نسبته (35%) من المجموع الكلي لملوثات الهواء في المدن حيث تطلق السيارة المتحركة في اليوم الواحد ما مجموعه (32) كغم من غاز ثاني أو كسيد الكاربون وما مجموعه (200) إلى (400) غرام من الغازات الأخرى، وبذلك يمكن معرفة مقدار التلوث في أي مدينة من خلال معرفة أعداد السيارات المتحركة فوق شوارعها خلال اليوم الواحد.
3- تتباين مستويات التلوث زمانيا ومكانيا في المدينة الواحدة، إذ إن ارتفاع مستوى تلوث الهواء يكون أعلى في مركز المدينة وعند الشوارع الرئيسة والتقاطعات وفقا لكثافة حركة مرور الوسائط، كما تكون في أوقات محدودة خلال اليوم الواحد أو خلال أيام الأسبوع، ويزداد مستوى التلوث في الصباح عند ذهاب السكان للعمل وكذلك عند عودتهم بعد الظهر، كما يزداد أيام العمل أكثر منها في أيام العطل.
4- الضجيج صورة أخرى للتلوث بفعل حركة النقل دخل المدينة وخصوصا حركة السيارات التي تزيد شدة الضوضاء الصادرة عنها بمقدار80 ديسبل ، وفي الساعات الذروة لحركة السيارات قد تزداد إلى مئة و هذه زيادة كبيرة عن معدلات الشدة التي تؤكد عليها منظمة الصحة العالمية (WHO) والتي يفترض ان لا تزيد عن ( 60 ) في أماكن العمل و (40 ) في المناطق السكنية ، و يزداد الضجيج مع زيادة عدد السيارات و قدمها واستخدام المنبهات ، وكذلك حركة الدراجات النارية و إقلاع الطائرات ، وكلما زادت مدة تعرض الشخص للضجيج أدى إلى ضعف السمع ، و زيادة الاجهاد والتوتر ( Stress) مما يقود الى ضعف النشاط وقلة العمل.
رابعا : استهلاك الطاقة منذ العام 1967 أقر أحد الجغرافيين (Jackson) بأن مختلف السيارات تم صنعها لتبقى فترة طويلة بسبب منافعها المتعددة للإنسان ، وأن أحجام المرور سوف تتضاعف بمرور السنين وتتداخل مع سير الحياة لأجيالنا القادمة في المستقبل وهذا ما حصل فعلاً ونحن في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ومنذ أكثر من ستون عاماً بدأت المنافسة في الولايات المتحدة الأمريكية ما بين القطارات والسيارات التي بدأت معها ما يشبه الثورة العارمة في بناء شبكات الطرق بين المدن والشوارع في داخل تلك المدن ، أن ذلك أدى بالضرورة إلى تزايد استهلاك الطاقة سواء في عمليات الحركة للسيارات أم في مصانعها ، كما تعددت الوسائط النقلية ( نوعاً وسرعة وحمولة وتخصص ) مع ما رافق ذلك متزايد الحاجة لبناء مرافق النقل من جسور وأنفاق وموانئ ومطارات ومخازن ومواقفأن تزايد استهلاك الطاقة يرتبط بتزايد أعداد المركبات المتحركة على الشوارع والطرق ، وعلى سبيل المثال تزايدت أعداد السيارات في مدينة بغداد بنسبة ( 113 ) للمدة ما بين 2002 – 2007 ، وأزداد حجم الكثافة المرورية على الشوارع الرئيسة والتي يطلق عليها ( الطرق السريعة ) لنفس المدة بنسبة ( 121 %) .
لقد أوضحت الدراسات والبحوث التي تم أجرائها عام 2009 أن ما يقرب من (20% ) من مشتقات النفط الخام عالمياً يتم استهلاكه بفعل حركة السيارات بمختلف أنواعها، في حين تستهلك وسائط النقل الأخرى كالطائرات والقطارات والسفن ما يقرب عن (10 %) ، وهكذا فأن نسبة (30% ) من استهلاك مشتقات النفط يتم بفعل وسائط النقل وهذا ما فاقم عملية تلوث الهواء على مستوى المدن في كافة دول العالم ، وأكثر من ذلك تسبب في تزايد ثقب الأوزون أو ما يسمى بالاحتباس الحراري العالمي، الناتج من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكاربون من مختلف مواقع حرق مصادر الطاقة كالفحم الحجري ومشتقات النفط الخام تصل الانبعاثات في العام 2020 إلى ما نسبته 40 و 24 و 17 و 19، بالمائة في كل من الصين والهند والولايات المتحدة وبقية دول العالم على التوالي.
خامسا: التسرب النفطي يؤدي نقل النفط الخام من حقول التصدير إلى أسواق الاستهلاك ممثلا ًبمصافي التكرير حول العالم بواسطة سفن نقل النفط العملاقة (Tankers) إلى تسرب كميات كبيرة من هذا النفط إلى البحار سنوياً مما يؤدي إلى تلوث مياه البحار والمحيطات وأتلاف البيئة النباتية والحيوانية البحرية، مما يتطلب جهود جباره لازالت التسرب النفطي ( Oil spill cleanup) و مكافحة التلوث الناتج عنه .أن ناقلات النفط عبر البحار والمحيطات تابعة إلى شركات متعددة الجنسيات تقوم بنقل كميات كبيرة من النفط الخام وكذلك مشتقاته ، وتصل حمولة البعض منها إلى أكثر من نصف مليون طن ، إلا أن هناك ما يزيد عن مئة ناقلة نفط في العالم قد حدث فيها تسرب نفطي بفعل حوادث النقل ذاتها أو بفعل عوارض طبيعية، وعليه وصلت الكميات المتسربة إلى أكثر من مليون ونصف مليون طن من النفط الخام ،أن تلوث المياه البحرية بمخلفات النفط الخام يأتي بفعل تسرب النفط الخام إلى المياه أثناء عملية شحن النفط وكذلك تفريغه عند الوصول إلى مراكز الاستهلاك (مصافي النفط) القائمة عند السواحل أو الخزانات الكبيرة الحجم، كما أن التصادم الذي يقع ما بين ناقلات النفط يؤدي إلى تسرب البقع النفطية التي قد تزيد على عشرات الكيلومترات المربعة. ويدخل أيضاً في هذا السياق عمليات تنظيف وغسل أحواض الناقلات من الترسبات الزيتية ورميها في المياه البحرية، وهذه كميات كبيرة أدت إلى تدمير البيئة البحرية ممثلة بالقضاء على أعداد كبيرة من الطيور والأسماك والنباتات. يسعى المهندسون والاقتصاديون في هذا السياق بدفع من القيادات المهتمة بالبيئة الهوائية - المائية إلى العمل لاستبدال الطاقة الناتجة عن استخدام المشتقات النفطية إلى بدائل نظيفة كالطاقة الكهربائية أو الهيدروجين أو الغاز الطبيعي، وهذا ما تسعى إلى انتهاجه العديد من الدول ومنها دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة والصين.
سادسا: السلامة الطرقية والحوادث المرورية ترتبط السلامة الطرقية بحركة سير المركبات والمشاة عبر شوارع المدن و الطرق الرابطة بين المدن فيما يسمى بالطرق الإقليمية ، أن ما يعيق حركة المرور والسير و يؤدي إلى تدني مستوى السلامة الطرقية هو ذلك الاستعمال غير المنظم للأرض على طول مسارات الشوارع والطرق مما يؤدي إلى تداخل حركة المرور العابر مع استعمالات الأرض الأمر الذي خفض من المستوى المقبول عالمياً للسلامة النقلية وفي مقدمتها السلامة الطرقيةأن من مظاهر تداخل حركة المرور مع الاستعمالات المختلفة للأرض هو تداخل حركة المشاة بمختلف الأعمار والمهن من كبار سن وعاملين وطلاب مدارس مع حركة السيارات ، وكذلك أفضى هذا التداخل إلى لجوء المركبات ( السيارات) إلى التوقف على طول مسارات الطرق ، وأحياناً كثيرة في ذات مسار الحركة وهذا ما قاد ويقود إلى حوادث عديدة تكلف الأرواح والأموال .يُعد النمو العمراني والاقتصادي العشوائي على طول ( مسارات الشوارع داخل المدن) ، وكذلك على طول مسارات الطرق الإقليمية واحداً من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإخلال الكبير بوظائف هذه المسارات من ناحية ( الكفاءة التشغيلية وتأمين المستوى المقبول من السلامة الطرقية ) ، و قد أدى انتشار التجمعات السكانية العمرانية والمجمعات والمنشآت الاقتصادية الصناعية منها والزراعية والتجارية والسياحية النظامية منهاوغير النظامية إلى تدني مستوى السلامة الطرقية للأسباب الآتية :
1ـ الافتقار لعمليات التخطيط الحضري والإقليمي والتي تؤكد على وضع المساحات اللازمة لاستيعاب نمو الأنشطة السكانية والعمرانية والاقتصادية.
2ـ ضعف التكامل النقلي لشبكات الشوارع والطرق وتدني كفاءة المسارات الرابطة ما بين مكونات وخطوط الشبكة المحلية و الثانوية والرئيسة ، وهذا ما قاد بالتالي إلى التركز الكبير لمختلف الأنشطة باتجاه مسارات الطرق الرئيسة وهذا ما نجده على طول الطرق في الدول النامية والأقل تقدماً .
3ـ تتجه معظم التصاميم الأساسية للمدن وتحديثاتها وكذلك المخططاتالإقليمية نحو مسارات الشوارع والطرق الرئيسة والسكك الحديد في تثبيت مختلف الاستعمالات الجديدة للأرض ، وهذا يأتي بسبب ضعف الدراسات الجغرافية والهندسية والاقتصادية الواجب انجازها لغرض التخطيط لتوزيع أمثل لاستعمالات الأرض ، وأن كل ذلك يؤدي إلى ضعف السلامة الطرقية في نهاية المطاف.ومن حوادث وسائل النقل الاخرى ما يلي :
أ- جنوح واصطدام السفن بالجبال الثلجية و غرق الكثير من المسافرين ، مثل حادثة السفينة البريطانية الايرلندية (تايتنك) قرب السواحل الأمريكية الشرقية قبل مئة سنة و حودث السفن و المراكب في بحرالصين و البحر المتوسط كحادثة القارب الاندونيسي سنة 2013 .
ب ـ سقوط طائرات المسافرين لاسباب عديدة كحادثة الطائرة الروسية في سنة 2009.
ج ـ اصطدام القطارات ، أو خروجها عن القضبان كحادثتي قطار شمالي شرق اسبانيا الذي اسفر عن مقتل أكثر مئة شخص، و قطار شرقي كندا لنقل المنتجات النفطية الذي اسفر عن مقتل ثمانون شخصا ، و كلاهما حدث في تموز 2013 .
الشكل ( 4 - 1 ) .
|
|
أهمية مكملات فيتامين د خلال فصل الشتاء.. 4 فوائد رئيسية
|
|
|
|
|
علماء: قرص الشمس سيبدو أكبر في عام 2025
|
|
|
|
|
تلبية دعوة حضور مؤتمر الوقف الشيعي العلمي حول الأمن الفكري
|
|
|