المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



العمل على عدم لجوء زوجته إلى غيره  
  
145   09:00 صباحاً   التاريخ: 2024-09-29
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص56ــ60
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-6-2021 2050
التاريخ: 2024-11-06 29
التاريخ: 4-9-2020 1851
التاريخ: 21-12-2021 2318

الزوج السعيد هو الذي يعمل في حياته الزوجية على أساس أن لا تحتاج زوجته إلى غيره في مجال متطلبات الزواج من الزوج حصراً، وبالتالي أن يعمل ليحول بين الزوجة وبين اللجوء إلى غيره .

إن الزوج السعيد وحتى يقوم بهذه المهمة عليه أن يقوم بجهده المطلوب منه، وليس عليه أن يخترع ويجترح ما هو خارج عن نطاق قدرته، فالزوجة التي رضيت بالإرتباط به هي ارتبطت به بناءً عن ما هو موجود عنده، وبناءً على ما تعرفه فيه وبالتالي ليس مطلوباً منه أكثر مما هو موجود فيه، ومما هو معدود من ضمن طاقاته .

والجوانب الأهم التي لا بد من تغطيتها هي :

1ـ الجانب المادي من قبيل النفقة، والسكن وخلاف ذلك.

2ـ الجانب العاطفي من قبيل الحب، والشوق والتوق.

3ـ الجانب الغرائزي من قبيل الإشباع الجنسي .

4ـ الجانب الحضوري بمعنى حضور شخصيته في حياة الزوجة حضوراً قوياً، وهو جواب عن سؤال: هل زوجي إذا كان حاضراً هو نفسه إذا كان غائباً؟؟

إن أشد ما يؤسف له في هذه الأيام، وتغذي هذا الإتجاه شاشات التلفزة، وامبراطورية الإعلام الغربي هو الخيانة الزوجية والتي تحاول الأفلام والمسلسلات الغربية الشائعة جعلها مشروعة وحقاً من حقوق المرأة المعاصرة، وهذه الخيانة أغلب ما تأتي بسبب قيام أغلب نساء هذا العصر بالمقارنة بين ما يقدمه الأزواج وبين غيرهم من الرجال، فلربما كان الزوج لا يغطي الجانب العاطفي في علاقته مع زوجته، ولربما لا يغطي الجانب الغريزي الجنسي، ولربما لا يغطي الجانب الحضوري، أو المادي، فتقوم الزوجة بإعمال المقارنة بين فقدان هذا الجانب في زوجها ووجوده في غيره، وعندها يكون الحل بطريقة سرية وسريعة، فلكي لا تصارح زوجها بما يفقده وتجده في غيره، أو تقوم بمعالجة الأمر، فإنها تنحى منحى العلاج السريع والسري فها هي تتعرف على آخر وتفعل ما تفعل بطريقة سريعة وسرية بدلاً من أن تسلك سلوكاً مراً عبر العلاج أو الطلاق أو ما شاكل.

إن على الزوج في هذا المجال أن يقوم بواجباته الزوجية، وأن يسلك طريقاً لا يفتح فيه لزوجته أي مجال لكي تذهب إلى غيره بدعوى أنه لا يلبي احتياجاتها كاملة ولقد أشارت الروايات عن المعصومين إلى هذا المطلب، ومما ينبغي على الزوج فعله حتى لا تلجأ لغيره:

1- إشباع الزوجة غرائزياً: فإن لم يشبعها ويعطيها حقها بذلك احتاجت إلى غيره، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ((إن أحدكم ليأتي أهله فتخرج من تحته ولو أصابت زنجياً لتشبثت به، فإذا أتى أحدكم أهله فليكن بينهما مداعبة، فإنه أطيب للأمر))(1).

2ـ عدم ترك زوجته تديره إدارة فاسدة: قال أمير المؤمنين (عليهم السلام) ((كل امریء تدبره امرأته فهو ملعون))(2)، أي تديره وتدبره ليذهب ولتذهب بإذنه نحو الفساد، وعندها يُتاح لها المجال لتأخذ من غيره ما لا تجده عنده، ومما لا تجده عنده عدم قدرته على تدبير حياته الزوجية، فحتى المرأة التي يتساهل معها زوجها وتسر منه بهذا التساهل سروراً عظيماً؛ هي تتحدث بحديث نفساني وتقول: إن زوجي ليس رجلاً له قراره وهيبته، ولهذا قال (صلى الله عليه وآله): ((من أطاع امرأته أكبه الله على وجهه في النار، قيل: وما تلك الطاعة؟ قال: تطلب منه الذهاب إلى الحمامات والعرائس والأعياد والنائحات والثياب الرقاق فيجيبها))(3)، وعنه (صلى الله عليه وآله): ((عظوهن بالمعروف قبل أن يأمرنكم بالمنكر))(4).

وللأسف فإننا لا نزال نشاهد في هذه الأيام كيف أن الكثير من الأزواج يعطون لزوجاتهم ثقة مفرطة في طريقة تعاملهن مع رجال آخرين، ونحن بدورنا لا ننكر عليهم إعطاء الثقة لهن بل هذا من المحبذات، ولكن إعطاء الثقة المفرطة للظروف والكيفيات التي تجمع بين النساء والرجال الذين لا تربطهم ببعضهم البعض أية علقة رحمية أو شرعية في غير محله سيما وأن التجارب أثبتت عُقم هذه النظرية، حيث أن الرجل منهم يقول لك: إن زوجة صاحبي الودود تنظر إلي نظرة توحي لي بأنها أكثر من معجبة، وهكذا تبدأ مسيرة الإعجاب المعقدة لتنتج مفاجئة غير سارة للأزواج أنفسهم، وهناك حالات كثيرة قصّها لي الكثيرون فقد تحدث أحدهم أمامي وقال: كان لي صديق حميم ولما كنت كثير التردد عليه صارت زوجته تهتم بي بتشجيع من زوجها، ورويداً رويداً وصل الأمر بها إلى حد أنها لا تأكل على مائدة زوجها إلا إذا كنت معهما وإن لم أكن لا تؤاكل زوجها، ثم توطدت العلاقة بيننا إلى حد أن زوجها لم يعد يتسنى له معاشرتها على فراشه إلا حينما تأخذ زوجته إذناً مني وهكذا صرت أعاشرها غرائزياً والآن أنا جئت تائباً.

وحدثني أحدهم قائلاً: كنت وزوجتي في أسعد حال إلى أن تعرفت على شاب تأكل النملة طعامه من شدة حياءه، وصرت أشجعه على زيارتي حتى صارت زوجتي تقول لي كلما أردنا تناول الطعام، أو احتساء الشراب، أو الذهاب إلى نزهة: كم نشتهي أن يكون فلان معنا. وهكذا ازدادت ثقتي بهذا الصديق، وكنت شديد الثقة بزوجتي إلى أن دخلت مرة إلى منزلي فوجدتهما معاً على سريري يمارسان الخيانة فحينها أدركت بأن الثقة بالظروف والأجواء التي تجعل شخصين غير مرتبطين شرعاً في غاية الشوق للإلتحام مع بعضهما البعض على قاعدة ما هو ممنوع مرغوب؛ هو من محض الخطأ والخطيئة ولقد أعجبني أحد الأدباء اللبنانيين حينما علّق على كيفية معاشرة رجل مع زوجة صديقه من دون حضور الزوج قائلاً: وهل هما يجريان مع بعضهما البعض حديث وقصة الزير سالم ؟؟!!

وليعلم بأن ما يزيد الأسف أن بعض الأزواج يشركون زوجاتهم في تفاصيل علاقاتهم مع الرجال، وفي سيرهم وسلوكهم مع الرجال وكأن زوجاتهم من صنف الرجال وما يحصل أن الزوجات باعتبار أنهن إناث فإنهن ينظرن إلى الرجال الآخرين من منظار أنثوي، فمن يكون من الرجال محل إعجاب وتقدير من الزوج هو محل نظرة أخرى بالنسبة للزوجة باعتبارها أنثى، وباعتقادي فإن لهذه العلاقات تأثيرها السلبي في كثير من الأحايين وإن كان لبعض الناس روى إيجابية لذلك من قبيل مشاركة المرأة وحريتها .

وإني أقول هذا الكلام وأنا أعلم تمام العلم بأن هناك من الناس من لا يعتبرون الخيانات الزوجية أمراً مشيناً بقدر ما أنه أمر طبيعي لا يمثل أي خطورة، ولكن هؤلاء يعلمون بأن هذه النظرة هي إعتباطية وغير خاضعة لمنهج سليم بخلاف ما يقرره الإسلام الذي يؤطر العلاقات بين الذكور والإناث عبر مناهج خاصة لا يسع المجال لذكرها الآن.

3ـ العفاف وعدم الزنا: فعلى الزوج أن يكون عفيفاً فلا يزني فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تزنوا فيذهب الله لذة نسائكم من أجوافكم، وعفوا تعف نساؤكم، إن بني فلان زنوا فزنت نساؤهم))(5).

4ـ أن لا يكون شارباً للخمر: فعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: ((إياك أن تزوج شارب الخمر فإن زوجته فكأنما قدت إلى الزنا))(6) .

5- التهيئة للزوجة: ففي الحديث: ((أن التهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة بترك أزواجهن التهيئة))(7).

6ـ عدم حمل المواصفات السيئة: وفي الحديث: ((من شر رجالكم البهات البخيل الفاحش، الآكل وحده المانع رفده الضارب أهله وعبده الملجيء عياله إلى غيره العاق بوالديه))(8) ، وفي نفس الحديث مدح رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذاك الزوج الذي لا يلجيء عياله إلى غيره .

ومهما يكن من شيء فإن على الزوج أن يتوسل جميع السبل كيلا تلجأ زوجته إلى غيره، اللهم إلا إذا سلكت الزوجة سلوكاً آخر .

___________________________

(1) مكارم الأخلاق، ص 274.

(2) م. ن.

(3) م. ن.

(4) م. ن.

(5) مكارم الأخلاق، ص 306.

(6) ميزان الحكمة، ج4، ص 281.

(7) م. ن، ص285.

(8) وسائل الشيعة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.