أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2017
2943
التاريخ: 2024-11-06
512
التاريخ: 15-6-2017
3079
التاريخ: 4-5-2017
3455
|
منقولة عن الواقدي فمن بني عبد شمس بن عبد مناف ومواليهم اثنا عشر 1 -حنظلة بن أبي سفيان قتله علي بن أبي طالب 2 -الحارث بن الحضرمي قتله عمار بن ياسر 3 -عمار بن الحضرمي قتله عاصم بن ثابت 4 و 5 -عمير بن أبي عمير وابنه موليان لهم قتل عميرا سالم مولى أبي حذيفة 6 -عبيدة بن سعيد بن العاص قتله الزبير بن العوام 7 العاص بن سعيد بن العاص قتله علي بن أبي طالب 8 -عقبة بن أبي معيط قتله علي بن أبي طالب أو عاصم بن ثابت صبرا بالسيف بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) 9 عتبة بن ربيعة قتله حمزة بن عبد المطلب 10 شيبة بن ربيعة اشترك في قتله عبيدة بن الحارث وحمزة وعلي بن أبي طالب 11 -الوليد بن عتبة بن ربيعة قتله علي بن أبي طالب 12 -عامر بن عبد الله حليف لهم من أنمار قتله علي بن أبي طالب وقيل سعد بن معاذ ومن بني نوفل بن عبد مناف اثنان الحارث بن نوفل قتله حبيب بن يساف 14 -طعيمة بن عدي قتله حمزة بن عبد المطلب في رواية الواقدي وعلي بن أبي طالب في رواية محمد بن إسحاق ومن بني أسد ابن عبد العزى خمسة 15 -زمعة بن الأسود قتله أبو دجانة وقيل ثابت بن الجذع 16 -الحارث بن زمعة بن الأسود قتله علي بن أبي طالب 17 -عقيل بن الأسود بن المطلب قتله علي بن أبي طالب وقيل اشترك في قتله علي وحمزة وقيل قتله أبو داود المازني 18 -أبو البختري العاص بن هشام قتله المجذر بن زياد وقيل أبو اليسر 19 -نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى قتله علي بن أبي طالب ومن بني عبد الدار بن قصي اثنان 20- النضر بن الحارث بن كلدة قتله علي بن أبي طالب صبرا بالسيف بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) -21زيد بن مليص قتله علي بن أبي طالب وقيل بلال ومن بني تيم بن مرة اثنان 22 -عمير بن عثمان قتله علي بن أبي طالب 23 -عثمان بن مالك قتله صهيب ومن بني مخزوم ثلاثة 24 -أبو جهل عمرو بن المغيرة ضربه معاذ ومعوذ وعوف أبناء عفراء ودفف عليه عبد الله بن مسعود 25 -العاص بن هشام بن المغيرة خال عمر بن الخطاب قتله عمرو بن يزيد التميمي 26 -حليف لهم قتله عمار بن ياسر وقيل علي بن أبي طالب ومن بني الوليد بن المغيرة رجل واحد 27 -أبو قيس بن الوليد أخو خالد بن الوليد قتله علي بن أبي طالب ومن بني الفاكه بن المغيرة رجل واحد 28 أبو قيس بن الفاكه بن المغيرة قتله حمزة بن عبد المطلب وقيل الخباب بن المنذر ومن بني أبي أمية بن المغيرة رجل واحد 29 مسعود بن أبي أمية قتله علي بن أبي طالب ومن بني عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم خمسة 30 أمية بن عائذ قتله سعد بن الربيع 31 أبو المنذر بن أبي رفاعة قتله معن بن عدي العجلاني 32 -عبد الله بن أبي رفاعة قتله علي بن أبي طالب 33 -زهير بن أبي رفاعة قتله أبو أسيد الساعدي 34 -السائب بن أبي رفاعة قتله عبد الرحمن بن عوف ومن بني أبي السائب المخزومي أربعة 35 -سائب بن السائب قتله الزبير بن العوام 36 -الأسود بن عبد الأسد قتله حمزة 37 -عمارة بن مخزوم قتله حمزة بن عبد المطلب 38 -حليف لهم عمرو بن شيبان الطائي قتله يزيد بن قيس 39 -حليف آخر جبار بن سفيان قتله أبو بردة ومن بني عمران بن مخزوم ثلاثة 40 -حاجز بن السائب قتله علي بن أبي طالب 41 -اخوه عويمر بن السائب قتله علي بن أبي طالب رواه البلاذري 42 -عويمر بن عمرو بن عائد قتله النعمان بن مالك ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص ثلاثة 43 -أمية بن خلف شرك فيه خبيب بن يساف وبلال وقيل قتله أبو رفاعة بن رافع 44 -علي بن أمية بن خلف قتله عمار بن ياسر 45 -أوس بن المغيرة بن لوذان قتله علي بن أبي طالب وعثمان بن مظعون شركا فيه ومن بني سهم خمسة 46 -منبه بن الحجاج قتله علي بن أبي طالب وقيل أبو أسيد الساعدي 47 -نبيه بن الحجاج قتله علي بن أبي طالب 48 -العاص بن منبه بن الحجاج قتله علي بن أبي طالب 49 -أبو العاص بن قيس قتله علي بن أبي طالب وقيل أبو دجانة 50-العاص بن أبي عوف قتله أبو دجانة ومن بني عامر بن لؤي اثنان 51 -معوية بن عبد قيس حليف لهم قتله عكاشة بن محصن 52 -معبد بن وهب حليف لهم من كلب قتله أبو دجانة (اه) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج فجميع من قتل ببدر في رواية الواقدي من المشركين في الحرب وصبرا اثنان وخمسون رجلا قتل علي منهم مع الذين شرك في قتلهم أربعة وعشرين رجلا وقد كثرت الرواية أن المقتولين ببدر كانوا سبعين ولكن الذين عرفوا وحفظت أسماؤهم من ذكرناه وفي رواية الشيعة أن زمعة بن الأسود بن المطلب قتله علي والأشهر في الرواية أنه قتل الحارث بن زمعة وان زمعة قتله أبو دجانة (اه ).
أقول يأتي في سيرة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن المفيد أن الذين قتلهم أمير المؤمنين (عليه السلام) ببدر من المشركين على اتفاق الرواة خمسة وثلاثون رجلا سوى من اختلف فيه أو شرك في قتله وأن بعضهم قال إنه قتل ستة وثلاثين .
وذكر الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه حياة محمد وقعة بدر فلم يزد عند ذكر علي فيها على قوله لم يمهل حمزة شيبة ولا امهل علي الوليد ان قتلاهما ثم أعانا عبيدة وقد ثبت له عتبة ، وقوله وخاض حمزة وعلي وابطال المسلمين وطيس المعركة وقد نسي كل منهم نفسه ونسي قلة أصحابه وكثرة عدوه فثار النقع وجعلت هام قريش تطير والمسلمون يزدادون بايمانهم قوة وأمدهم الله بالملائكة يبشرونهم ويزيدونهم تثبيتا وإيمانا حتى لكان الواحد منهم إذ يرفع يده إنما تحركها قوة الله ثم قال إن كل واحد منهم امتلأت بنفحة من أمر الله نفسه فلم يكن هو الذي يقتل العدو ولا كان هو الذي ياسر من ياسر لولا هذه النفحة التي ضاعفت قوته المعنوية بما ضاعفت قوته المادية (اه) .
فترى انه لم يميز عليا عن غيره في هذه الوقعة بشئ فان ذكر أنه قتل الوليد فقد ذكر ان معاذ بن عمرو قتل أبا جهل وان ذكر انه خاض وطيس المعركة فقد قال إنه شاركه في ذلك أبطال المسلمين ولم يذكر ما يدل على أنه امتاز عليهم بشئ فقد نسي كل منهم نفسه وكان الواحد منهم إذ يرفع يده إنما تحركها قوة الله وكل واحد منهم امتلأت نفسه بنفحة من أمر الله وإذا كان كل واحد منهم قد نسي نفسه كما يقول وامتلأت نفسه بنفحة من أمر لله وكانه إذ يرفع يده إنما تحركها قوة الله فلما ذا لم يؤثر عن بعضهم أنه قتل أحدا والحال أنه قد نسي نفسه ونسي قلة أصحابه وكثرة عدوه وامتلأت نفسه بتلك النفحة الإلهية وكانت قوة الله كأنها تحرك يده وتضاعفت قوته المعنوية وقد بشرته الملائكة وزادته تثبيتا وإيمانا وكان المسلمون محتاجين إلى
نصره وقتاله معهم لقلتهم وكثرة عدوهم فقد كان المسلمون أقل من الثلث وقد قال عن بعضهم أن مثله في الملائكة كمثل ميكائيل وفي الأنبياء كمثل إبراهيم وعيسى وعن آخر ان مثله في الملائكة كمثل جبرئيل وفي الأنبياء كمثل نوح وموسى إذا لا نكون مخطئين إذا قلنا أن الدكتور قد غمط علي بن أبي طالب حقه في هذه الوقعة التي عليها بني أساس الاسلام وقامت بسيف علي بن أبي طالب حتى قتل علي فيها نصف المقتولين وقتل سائر الناس الملائكة المسومون الباقي واستشهد من المسلمين في هذه الوقعة أربعة عشر ، ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار ولم يؤسر أحد وأسر من المشركين سبعون لكن المعروفين منهم تسعة وأربعون وفي قتل عتبة وشيبة والوليد تقول هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان :
أيا عين جودي بدمع سرب * على خير خندف لم ينقلب
تداعى له رهطه غدوة * بنو هاشم وبنو المطلب
يذيقونه حد أسيافهم * يعرونه بعد ما قد شجب
وأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) بالقتلى فطرحوا كلهفي قليب بدر وكانه فعل ذلك لئلا تتأذى الناس بروائحهم إلا أمية بن خلف كان قد انتفخ وتزايل لحمه فترك والقوا عليه التراب والحجارة هكذا ذكر المؤرخون ، والظاهر أن القليب الذي طرحوا فيه هو قليب الماء ، وقال الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه حياة محمد إن المسلمين أقاموا ببدر إلى آخر النهار ثم جمعوا قتلى قريش فحفروا لهم قليبا فدفنوهم فيه (اه) ولو كان كذلك لقال حفروا لهم حفيرة فدفنوهم فيها ولم يعبر بالقليب لأنه بئر الماء عرفا مع أن الحفر لا ذكر له وإنما قالوا فامر (صلى الله عليه وآله) بهم فطرحوا في قليب بدر مع أنهم كانوا بما أصابهم من التعب وممارسة الحرب في شغل عن حفر القلبان وكانه استبعد القاءهم في قليب الماء لأنه يوجب فساد ماء البئر زمانا طويلا وهي بئر تستقي منها الاعراب النازلون عندها والسابلة ويرفع الاستبعاد احتمال أن تكون تلك البئر لا يحتاج إليها كثيرا لوجود غيرها في بدر أو نواحيها .
ثم وقف (صلى الله عليه وآله) على أهل القليب فناداهم رجلا رجلا يا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ويا أمية بن خلف ويا أبا جهل بن هشام هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فاني وجدت ما وعدني ربي حقا بئس القوم كنتم لنبيكم كذبتموني وصدقني الناس وأخرجتموني وآواني الناس وقاتلتموني ونصرني الناس فقالوا يا رسول الله أ تنادي قوما قد ماتوا فقال لقد علموا إن ما وعدهم ربهم حق .
وكان انهزام قريش عند الظهر فامر (صلى الله عليه وآله) بجمع الغنائم وصلى العصر ببدر ثم راح فمر بالأثيل قبل غروب الشمس فبات به وكان في الأسرى النضر بن الحارث بن كلدة الثقفي أحد بني عبد الدار فامر النبي (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب فقتله بالأثيل فقالت ابنته وقيل أخته قتيلة ترثيه :
يا راكبا إن الأثيل مظنة * من صبح خامسة وأنت موفق
أبلغ به ميتا فان تحية * ما ان تزال بها الركائب تخفق
مني إليه وعبرة مسفوحة * جادت لماتحها وأخرى تخنق
فليسمعن النضر ان ناديته * إن كان يسمع ميت أو ينطق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه * لله أرحام هناك تشقق
صبرا يقاد إلى المنية راغما * رسف المقيد وهو عان موثق
أمحمد ولأنت ضن ء نجيبة * في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو مننت وربما * من القتو هو المغيظ المحنق
والنضر أقرب من أصبت وسيلة * وأحقهم إن كان عتق يعتق
فلما بلغ شعرها النبي (صلى الله عليه وآله) رق لها وبكى وقال لو بلغني شعرها قبل قتله لعفوت عنه .
قال أبو الفرج الأصبهاني : فيقال إن شعرها أكرم شعر موتورة وأعفه وأكفه وأحلمه (اه) .
فلما بلغ إلى مكان يسمى عرق الظبية أمر (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب وقيل عاصم بن ثابت بضرب عنق عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس فجعل يقول يا ويلي علام أقتل من بين من هاهنا ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : لعداوتك لله ولرسوله ، فقال : يا محمد من للصبية ؟ فقال : النار ، قدمه فاضرب عنقه فقدمه فضرب عنقه . واستشار رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابه في الأسرى فغلظ عليهم عمر غلظة شديدة ، فقال يا رسول الله أطعني فيما أشير به عليك : قدم عمك العباس وأضرب عنقه بيدك وقدم عقيلا إلى أخيه علي يضرب عنقه وقدم كل أسير إلى أقرب الناس إليه يقتله ، فكره رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك ولم يعجبه كأنه كره تسليم كل أسير إلى الأقرب إليه لما فيه من الجفاء ، ورغب المسلمون في فداء الأسارى دون قتلهم ليتقووا بالمال فقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفداء أكثره أربعة الآف درهم وأقله ألف ، وأطلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) جماعة بغير فداء فعاتبهم الله تعالى بقوله {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 67 - 69] وكان (صلى الله عليه وآله) نهى في أول الوقعة ان يقتل أحد من بني هاشم ، وقال : إني قد عرفت ان رجالا من بني هاشم وغيرهم قد اخرجوا كرها ، ونهى ان يقتل العباس بن عبد المطلب وقال إنه خرج مستكرها ، ولا يفسر ذلك بمحاباة من النبي (صلى الله عليه وآله) لبني هاشم فقد بين علة ذلك بأنهم اخرجوا كرها وذلك لأنهم كانوا مسلمين في الباطن ومع ذلك فقد اخذ منهم الفداء ولم يحابهم فيه واخذ من العباس فداء نفسه وابني أخيه وحليفه لأنه كان غنيا وكانوا فقراء ، على أن بني هاشم عدى أبي لهب قاموا بنصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مكة وحاموا عنه فاستحقوا الجزاء وكذلك اوصى النبي (صلى الله عليه وآله) بجماعة من المشركين ان لا يقتلوا جزاء لإحسانهم إلى المسلمين بمكة وقيامهم في نقض الصحيفة منهم أبو البختري لكن أبا البختري قاتل فقتل : وأغضبت وصاية النبي (صلى الله عليه واله) ببني هاشم أبا حذيفة بن عتبة وكان مسلما فقال أنقتل آباءنا وإخواننا وعشائرنا ونترك العباس والله ان لقيته لألجمنه السيف فقال عمر دعني يا رسول الله اضرب عنقه بالسيف فوالله لقد نافق فلم يصغ رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى ذلك ، فاسر يومئذ العباس وعقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث بن المطلب وحليف لبني هاشم اسمه عقبة بن عمرو فلما أمسى القوم والأسارى محبوسون في الوثاق بات رسول الله (صلى الله عليه واله) تلك الليلة ساهرا فقال له أصحابه ما لك لا تنام يا رسول الله ؟ قال سمعت أنين العباس من وثاقه ، فقاموا إليه فاطلقوه فنام رسول الله (صلى الله عليه واله) .
ولما قدم بالأسرى إلى المدينة قال رسول الله (صلى الله عليه واله) افد نفسك يا عباس وابني أخويك عقيلا ونوفلا وحليفك عقبة فإنك ذو مال فقال يا رسول الله إني كنت مسلما ولكن القوم استكرهوني قال الله اعلم باسلامك ، وأما ظاهر امرك فقد كان علينا ، وقد كان أخذ منه عشرين أوقية من ذهب وجدت معه ، فقال يا رسول الله أحسبها من فدائي ، قال ذلك شئ أعطانا الله منك ، قال إنه ليس لي مال قال فأين المال الذي وضعته عند أم الفضل وقلت لها ان أصبت فللفضل كذا ولعبد الله كذا ولقثم كذا ؟ ثم فدى نفسه وابني أخويه وحليفه .
وقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة أمامه يبشران الناس فجعلوا لا يصدقون وقال المنافقون ما جاء زيد إلا فلا ثم قدم بالأسرى عليهم شقران ولقي الناس رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالروحاء يهنونه وكان في الأسرى أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس وكان من رجال قريش المعدودين مالا وأمانة وتجارة وامه هالة بنت خويلد أخت خديجة أم المؤمنين فسالت خديجة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يزوجه ابنته زينب وكان لا يخالفها ففعل وذلك قبل الإسلام فلما أكرم الله رسوله (صلى الله عليه وآله) بالنبوة آمنت به زينب وسائر بناته وبقي أبو العاص على شركه وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) قد زوج إحدى بنتيه رقية أو أم كلثوم عتبة بن أبي لهب فقالت قريش قد فرغتم محمدا من همه أخذتم عنه بناته ردوهن عليه واشتغلوه بهن فقالوا لأبي العاص فارق بنت محمد ونحن نزوجك أي امرأة شئت من قريش فأبى . فكان رسول الله (صلى الله عليه واله) يثني عليه خيرا في صهره ، وقالوا مثل ذلك لعتبة ففارقها قبل أن يدخل بها فاخرجها الله من يده كرامة لها وهوانا له وكان الإسلام قد فرق بين زينب وأبي العاص لكن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان بمكة مغلوبا على امره فلما سارت قريش إلى بدر سار أبو العاص معها فاسر فبعثت زينب في فداء بعلها بمال وكان فيما بعثت به قلادة كانت أمها خديجة أدخلتها بها عليه ليلة زفافها فلما رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله) رق لها رقة شديدة وقال للمسلمين إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها ما بعثت به فقالوا نعم يا رسول الله نفديك بأنفسنا وأموالنا فردوا عليها ما بعثت به واطلقوا لها أبا العاص بغير فداء فعاد إلى مكة وبعث رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد بدر بشهرين زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار فقال لهما كونا بمكان كذا حتى تمر بكما زينب فتأتياني بها ، فيظهر من هذا إن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان قد اشترط على أبي العاص حين اطلقه أو إن أبا العاص وعده ابتداء أن يحمل إليه زينب إلى المدينة فجهزها أبو العاص وبعثها مع أخيه كنانة بن الربيع في هودج نهارا فخرج يقود بعيرها ومعه قوسه وكنانته وتلاومت قريش في ذلك فخرجوا في طلبها سراعا حتى أدركوها بذي طوى فسبق إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي فروعها بالرمح وهي في الهودج وكانت حاملا فلما رجعت أسقطت فاهدر رسول الله (صلى الله عليه واله) دم هبار وبرك حموها كنانة ونثل كنانته بين يديه ووضع منها سهما في كبد قوسه وحلف لا يدنو منها أحد إلا وضعت فيه سهما فكر الناس عنه .
فقال له أبو سفيان كف نبلك حتى نكلمك فكف ، فقال إنك لم تحسن ولم تصب خرجت بها علانية وقد عرفت مصيبتنا من محمد فيظن الناس ان ذلك عن ذل منا وما لنا في حبسها عن أبيها من حاجة ولا فيها من ثار فارجع بها حتى إذا هدأت الأصوات وتحدث الناس برجوعها اخرج بها خفية فرجع بها إلى مكة ثم خرج بها ليلا بعد أيام حتى سلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه .
فلما كان قبيل فتح مكة خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام بمال له وأموال لقريش ابضعوه بها فلما رجع لقيته سرية لرسول الله (صلى الله عليه واله) فأصابوا ما معه وهرب هو فقدموا بالمال على رسول الله (صلى الله عليه واله) وخرج أبو العاص تحت الليل حتى قدم على زينب منزلها فاستجار بها فاجارته وإنما قدم في طلب ماله فلما كبر رسول الله (صلى الله عليه واله) في صلاة الصبح صرخت زينب من صفة النساء اني قد اجرت أبا العاص فلما سلم رسول الله (صلى الله عليه واله) قال والذي نفس محمد بيده ما علمت بشئ مما كان حتى سمعتم ، انه يجير على الناس أدناهم ، وقال لزينب اي بنية أكرمي مثواه وأحسني قراه ولا يصلن إليك فلا تحلين له ، ثم بعث إلى السرية فقال إن هذا الرجل منا بحيث علمتم فان تحسنوا وتردوا عليه ماله فانا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فيء الله أفاءه عليكم ، فقالوا بل نرده فردوه حتى الحبل والشنة والإداوة والشظاظ ، فذهب به إلى مكة وأدى إلى كل ذي مال ماله ، ثم قال هل بقي لأحد شئ ؟ قالوا لا فجزاك الله خيرا لقد وجدناك وفيا كريما ، قال فاني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والله ما منعني من الاسلام إلا مخافة ان تظنوا إني أردت أن آكل أموالكم ، ثم خرج إلى المدينة ورد النبي (صلى الله عليه واله) عليه زوجته بعد ست سنين .
وفي بعض الروايات انه ردها عليه بالنكاح الأول ولا يكاد يصح لما تضافرت به الروايات من أن من أسلمت زوجته ولم يسلم قبل انقضاء العدة فقد بانت منه .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|