المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تحركات الامام في الحجاز  
  
3705   02:54 مساءً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص453-455.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

لما قدم الحسين (عليه السلام) الى مكة في الثالث من شعبان سنة (60) للهجرة، بقي فيها ذلك الشهر و شهر رمضان و شوّال و ذي القعدة، و اشتغل هناك بعبادة اللّه و اطاعته، و اجتمع إليه تلك الفترة جمع من شيعة الحجاز و البصرة.

فأحرم الامام (عليه السلام) للحج في ذي الحجة، و في الثامن من هذا الشهر و هو يوم التروية قدم عمرو بن سعيد بن العاص مكة في جمع كثيف و اظهر انّه يريد الحج لكنه أمر من قبل يزيد بالقاء القبض على الحسين (عليه السلام) ثم ارساله الى يزيد أو قتله.

وكان الحسين (عليه السلام) يعلم مكنون خاطرهم فعدل عن الحج الى العمرة وطاف بالبيت و سعى ما بين الصفا والمروة و أحلّ فتوجّه من يومه الى العراق.

قال ابن عباس : رأيت الحسين (عليه السلام) قبل أن يتوجّه الى العراق على باب الكعبة وكفّ جبرئيل (عليه السلام) في كفّه، و جبرئيل ينادي : «هلمّوا الى بيعة اللّه».

وروى السيد ابن طاوس انّه : لما عزم الحسين (عليه السلام) على الخروج الى العراق قام خطيبا فقال: «الحمد للّه ما شاء اللّه و لا قوّة الّا باللّه و صلى اللّه على رسوله، خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، و ما أولهني الى أسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف، و خيّر لي مصرع أنا لاقيه كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات (أي جيش أهل الكوفة) بين النواويس و كربلاء، فيملأنّ منّي اكراشا جوفا و أجربة سغبا  لا محيص عن يوم خطّ بالقلم رضى اللّه رضانا أهل البيت نصبر على بلائه و يوفّينا أجر الصابرين.

لن تشذّ عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لحمته و هي مجموعة له في حظيرة القدس تقرّبهم عينه و ينجز بهم وعده، من كان باذلا فينا مهجته و موطنا على لقاء اللّه نفسه فليرحل معنا فانّني راحل مصبحا إن شاء اللّه تعالى».

و روى أيضا بسند معتبر عن الصادق (عليه السلام) انّه قال: سار محمد بن الحنفية الى الحسين (عليه السلام) في الليلة التي أراد الخروج صبيحتها عن مكة، فقال: يا أخي انّ أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بابيك و أخيك و قد خفت أن يكون حالك كحال من مضى، فان رأيت أن تقيم فانّك أعزّ من في الحرم و أمنعه.

فقال: يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت، فقال له ابن الحنفية : فان خفت ذلك فصر الى اليمن أو بعض نواحي البرّ فانّك أمنع الناس به و لا يقدر عليك، فقال : أنظر فيما قلت.

فلمّا كان في السحر ارتحل الحسين (عليه السلام) فبلغ ذلك ابن الحنفية، فأتاه فأخذ زمام ناقته التي ركبها، فقال له: يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟.

قال : بلى.

قال: فما حداك على الخروج عاجلا؟.

فقال: أتاني رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بعد ما فارقتك فقال: «يا حسين أخرج فانّ اللّه قد شاء أن يراك قتيلا».

فقال له ابن الحنفية : انّا للّه و انّا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك و أنت تخرج على مثل هذه الحال؟.

قال له : «قد قال لي : انّ اللّه قد شاء أن يراهنّ سبايا».

وسلّم عليه و مضى‏ .

وفي روايات معتبرة انّه جاء كل من العبادلة (عبد اللّه بن عباس و عبد اللّه بن الزبير و عبد اللّه بن عمر) و منعوا الحسين (عليه السلام) من السير نحو العراق، فكان يجيب كل واحد منهم جوابا شافيا ثم يودّعه و يذهب.

وروى أبو الفرج الاصبهاني و غيره انّه : و جاء به عبد اللّه بن عباس، و قد اجمع الحسين (عليه السلام) رأيه على الخروج و حققه، فجعل يناشده في المقام و يعظم عليه القول في ذمّ أهل الكوفة، و قال له : انّك تأتي قوما قتلوا أباك، و طعنوا أخاك، و ما أراهم الّا خاذليك، فقال له: هذه كتبهم معي و هذا كتاب مسلم باجتماعهم، فقال له ابن عباس : أما اذ كنت لا بد فاعلا فلا تخرج أحدا من ولدك ولا حرمك ولا نسائك، فخليق أن تقتل وهم ينظرون إليك كما قتل ابن عفان، فأبى ذلك و لم يقبله.

قال : فذكر من حضره يوم قتل و هو يلتفت الى حرمه و اخوته و هنّ يخرجن من أخبيتهنّ جزعا لقتل من يقتل معه و ما يرينه به و يقول : للّه درّ ابن عباس فيما أشار عليّ به.

قال : فلما أبى الحسين (عليه السلام) قبول رأي ابن عباس أرسل عينيه في البكاء و ودّع الحسين (عليه السلام) وانصرف، ومضى الحسين (عليه السلام) لوجهه ولقى ابن عباس بعد خروجه عبد اللّه ابن الزبير فقال له ابن عباس:

يا لك من قبّرة بمعمر                  خلا لك الجوّ فبيضي و اصفري‏

و نقّري ما شئت أن تنقّري‏           هذا الحسين خارج فاستبشري‏

على كل حال، لمّا خرج الحسين (عليه السلام) من مكة، بعث عمرو بن سعيد بن العاص أخاه يحيى في جماعة كي يمنعوه من السفر، فلمّا وصلوا إليه قالوا : انصرف الى أين تذهب؟ فأبى عليهم و مضى و تدافع الفريقان و اضطربوا بالسياط و امتنع الحسين و اصحابه منهم، فتركوه (عليه السلام) قبل وقوع القتال.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.