المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28

تطور مفهوم الاخراج
9-7-2020
عبد الرحمن بن أرطأة
30-12-2015
المرأة ومكانتها الاجتماعية عند العرب
30-3-2017
إجهاد صدمي impact stress
13-4-2020
أنواع الرطوبة- الرطوبة النسبية
30/11/2022
هدي القِران والأضحية
28-9-2018


العلاقات مع أهل الكتاب  
  
30   08:53 صباحاً   التاريخ: 2024-11-28
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : نظام العلاقات الاجتماعية في نهج البلاغة
الجزء والصفحة : ص105ــ108
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-03 1057
التاريخ: 29-3-2022 2344
التاريخ: 15-6-2022 2194
التاريخ: 2024-01-21 1119

إن مقياس حضارة كل أمة هو في مقدار تمكُّنها من القيام بواجباتها الأخلاقية، وفي مقدار ضبطها للعلاقة مع سائر الأمم والشعوب، لأن الأمة التي تقيم علاقاتها مع الآخرين على أساس أخلاقي سليم وصحيح تكون بطريقٍ أولى قد استوعبت في داخلها كل هذه العناصر الأخلاقية والقيم الاجتماعية التي تمكنها من التفوق والإرتقاء في الحياة.

ومن المميزات والخصائص الأساسية للشريعة الإسلامية هي أنها استطاعت أن تجمع الناس كلهم على مبدأ الأخوة، إنطلاقاً من كونهم يرجعون إلى أصل واحد ومشترك، فصار الإنسان أخو الإنسان، وسرى هذا المبدأ إلى غير المسلمين وأصبح المسلم أيضاً يعتبر غير المسلمين إخوة له باعتبار الاشتراك في العبودية لله وأنهم مخلوقات الله سبحانه وتعالى.

ومن هنا يقول الإمام علي (عليه السلام) في عهده للأشتر:

((الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما نظيرٌ لك في الخلق)(1).

فللناس على اختلاف أديانهم وعقائدهم ومذاهبهم حقوق وواجبات كثيرة وفي طليعتها عَقدُ أواصِر المحبّة والإلفة فيما بينهم.

ولهذا نجد أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد اعتنى بشؤون الناس، وقضايا المجتمع عناية تامة، واهتم الإسلام بالمعاملات والعلاقات العامة.

ولم يكن الإسلام في يومٍ من الأيام غافلاً ومنعزلاً عن المجتمع البشري بمختلف معتقداته. ومما يدل على ذلك هو تفرُّد الإسلام بوضع نظام اجتماعي له خصائصه ومميزاته التي يمتاز بها عن سائِر النظم الاجتماعية لكل الأديان التي عرفتها البشرية قبل الإسلام.

فهو نظام رباني إلهي يعتمد في تشريعاته على ما جاء في الكتاب العزيز والسنة النبوية التي ما هي إلا امتداد للقرآن الكريم.

وأما غيره من الأديان فإنها قد وضعت العقيدة جانباً واعتمدت على القوانين الوضعية التي هي من صنع البشر.

وقام الإسلام على أساس المودة والاحترام لكل أفراد البشر على اختلاف أديانهم ومذاهبهم. فالنظام الإسلامي يسمح بالتعاون الإيجابي مع جميع أهل الديانات الأخرى ولا يعاديهم، ولا يقاطعهم، ولا يحاربهم، إلا أن يبدؤوا هم بالعدوان. وقد قال الله تعالى في محكم كتابه:

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].

وجاء أيضاً النص القرآني الثاني ليبين بوضوح كامل أساس العلاقات في الإسلام مع أهل الديانات حيث يقول تعالى.

{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: 8، 9].

وبناءً على هذا الدستور القرآني يتعامل الإسلام مع الناس أجمعين وهو يؤثِرُ المودَّة والإحترام على العداوة والبغضاء.

فعن جابر بن عبد الله الأنصاري. قال: مرت بنا جنازة فقام النبي (صلى الله عليه وآله) وقمنا، فقلنا يا رسول الله إنها جنازة يهودي فقال: أوليست نفساً؟ إذا رأيتم الجنازة فقوموا.

وكذلك قرّر الإسلام حرية العبادة ليس لاتباعه فقط بل لجميع أصحاب الديانات الأخرى المخالفة مع دعوته الدائمة إلى أصحاب هذه الديانات لكي يرجعوا إلى فطرتهم في توحيد الله وتنزيهه عن الشرك، والتي كانت دعوة جميع الأنبياء والمرسلين سيما موسى وعيسى (عليهم السلام).

______________________________

(1) نهج البلاغة : الكتاب 53. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.