أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-09
969
التاريخ: 2023-07-12
790
التاريخ: 2023-07-19
866
التاريخ: 2023-07-18
1114
|
تكلم الشريف الإدريسي عن أنهار البصرة بشكل مفصل حيث قال: «وجميع أنهار البصرة المحيطة بشرقيها يصبُّ بعضها في بعض ويتشعَّب بعضها من بعض وأكثرها يدخله المد والجزر من البحر؛ 53 فإذا كان المد دخل الماء من البحر وتراجعت مياه الأنهار فصبت في البساتين والمزارع وسقتها وإذا كان الجزر انحجزت وعادت الأنهار جاريةً على حسب عادتها. ومنها أنهار كثيرة مُحتفرة لا يجري بها ماء وإنما يدخلها ردع المياه الواصلة إليها مع المد، والغالب على مياه هذه الأنهار الملوحة.»54 وقد أخذ عن الإدريسي محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحميري. 55
كما تحدث الإدريسي عن نهر تستر الذي يجري في خوزستان، «حيث يخرج من نهر تستر نهر يُسمى بنهر المسرقان فيمر مغربًا حتى ينتهي إلى مدينة عسكر مكرم، وعليه هناك جسر كبير نحو من عشرين سفينة، وتجري فيه السفن الكبار ويتصل بالأهواز. وبين عسكر مكرم والأهواز ثلاثون ميلا في الماء فإذا كان الماء في المد وزيادته في أول الشهر عبر هناك بالمراكب، وإن كان الجزر لم يمكن المراكب السير فيه لأن الماء. به يجف ولا يبقى منه إلا عدد منقطعة عن اتصال الجري». 56 وقد تحدث أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحميري عن نهر تستر أيضًا فقال: «وبأرض خوزستان مياه جارية وأودية غزيرة وأنهار سائلة، وأكبر أنهارها نهر تستر ويُسمَّى دجيل الأهواز ولا يضيع شيء من ماء هذا النهر إنما يتصرف كله في سقي الأرض وغلات القصب وضروب الحبوب والنخيل والبساتين والمزارع، وفيه المد والجزر.» 57
وعندما تحدث الإدريسي عن أخوار الصين ذكر أن «المد يدخلها من البحر والجزر يكون منها أيضًا في كل يوم وليلة مرتين.» 58
وذكر كذلك وادي سلا في الأندلس «وهذا الوادي يدخله المد والجزر في كل يومٍ مرَّتَين وإذا كان المد دخلت المراكب به إلى داخل الوادي وكذلك تخرج في وقت خروجها.» 59 كما ذكر أبو الفداء الحموي أن «سلا متوسطة بين بلاد المغرب الأقصى وقريبة من الأندلس، وتُربتها رمل أحمر، ونهرها كبير يصعد فيه المد وهي مدينة كثيرة الرخاء والرخص.» 60
وذكر أن بوادي قابس يُوجَد «نهر صغير يدخله المد والجزر وترسي به المراكب الصغار وليس بكثير السعة وإنما يطلع المد للإرساء نحوًا من رمية سهم.» 61 وقد كرر هذه الرواية محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحميري. 62 وفي الأندلس «مدينة شنت مارية على معظم البحر الأعظم (المحيط الأطلسي) والسور منها يصعد ماء البحر فيه إذا كان المد.» 63 وقد كرَّر هذه الرواية محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحميري.64
وفي حديثه عن لشبونة قال: «ومن القصر المتقدم ذكره إلى مدينة لشبونة مرحلتان ومدينة لشبونة على شمال النهر المسمّى تاجه وهو نهر طليطلة وسعته أمامها ستة أميال ويدخله المد والجزر كثيرًا.» 65
وقال عن نهر بوغو: «ونهر بوغو نهر كبير تدخله المراكب والشواني وماؤه يدخله المد والجزر أميالاً كثيرة ومنه إلى موقع نهر دويرة خمسة عشر ميلًا. وهذا النهر نهر كبير خرَّار كثير الماء شديد الجرية عميق القعر وعلى ضفته مدينة سمورة وبين سمورة والبحر ستون ميلا.» 66
بعدها تكلم عن أربعة أنهار أندلسية يحدث فيها المد والجزر أيضًا، حيث قال: «ومن هذا النهر إلى موقع وادي مينو ستون ميلًا، وهو نهر كبير عظيم واسع كثير العمق والمد والجزر يدخله كثيرًا، والمراكب تدخله إرساءً وسفرًا لما على ضفتيه من القرى والحصون وفي وسط هذا الوادي، وعلى ستة أميال من البحر حصن في جزيرة متوسطة النهر وهو في نهاية من الحصانة والمنع؛ لأنه على قمة جبل وعر ليس بكثير العلو ويُسمى هذا الحصن أبراقة. ومن نهر مينو إلى موقع نهر طرون ستون ميلا وهو أيضًا نهر كبير يدخله المد والجزر أميالا كثيرة وعلى مقربة من البحر في وسطه جزيرة وفيها حصن كبير والنهر يضرب سورية من كلتا الناحيتين وهو عامر كثير العمارات وله أقاليم وعمارات متصلة.
ومنه إلى موقع نهر الأذر ستة أميال وهو نهر صغير لكنه يحمل المراكب الكبيرة إرساء ومن هذا النهر إلى مصب نهر وادي مرار ستة أميال وهو أيضًا نهر كبير والمد والجزر يدخله وترسي به كبار المراكب وهو نهر جريه من قريب وعلى موقع هذا النهر في البحر جزيرة صغيرة غير معمورة فيها مرسى وماء وحطب.
ومن موقع هذا النهر إلى موقع نهر شنت ياقوب ستة أميال ويُسمى هذا النهر أناشت وهو نهر كبير كثير الماء رحب الفناء يدخله المد والجزر وتطلع فيه المراكب الكبار نحوا من عشرين ميلا وهناك قنطرة عظيمة عدد قسيّها خمس قسي كبار جدا وارتفاعها بمقدار ما يدخله المركب الكبير بقلاعه وعلى طرف القنطرة حصن عظيم يُسمَّى أناشت.» 67
خريطة توزع البحار حسب الإدريسي (مصدر الصورة: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، مخطوطة بودليان رقم (375) MS) Pocock)، ص 2.
ثم أشار إلى المد والجزر في نهر أرتقيرة ومن «الماء الأحمر إلى أرمدة ستة أميال وهو حصن كبير على مقربة من البحر وله عمارات وقرى مُتصلة ومنه إلى حصن الفارو وهو حصن كبير جدًّا وبه أثر كنيسة عظيمة ومن الفارو إلى وادي أرتقيرة وهو نهر يدخله المد والجزر وعليه حصن يُسمَّى مُنتويه ذبليه ستون ميلا وله زراعات وحراثات متصلة.» 68
________________________________________
هوامش
(53) اقتبس ابن الوردي في كتابه «خريدة العجائب وفريدة الغرائب» هذا النص أيضًا، ص119.
(54) الشريف الإدريسي محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط1، ج1، عالم الكتب، بيروت، 1989م. ص384.
(55) الحميري، محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الروض المعطار في خبر الأقطار، 1980م، ص 105.
(56) الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط1، ج1، عالم الكتب، بيروت، 1989م، ص393.
(57) الحميري، محمد بن عبد الله بن عبد المنعم، الروض المعطار في خبر الأقطار، ص 225.
(58) الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط1، ج1، ص90.
(59) المرجع السابق نفسه، ص239.
(60) الفداء، عماد الدين إسماعيل تقويم البلدان، ص 146.
(61) الشريف الإدريسي محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط1، ج1، ص280.
(62) الحميري، محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الروض المعطار في خبر الأقطار، ص 451.
(63) الشريف الإدريسي محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط1، ج2، ص 543.
(64) الحميري، محمد بن عبد الله بن عبد المنعم، الروض المعطار في خبر الأقطار، ص347.
(65) الشريف الإدريسي محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط1، ج 2، ص 547.
(66) المرجع السابق نفسه، ص726-726.
(67) الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط1، ج2، ص728-727.
(68) المرجع السابق نفسه، ص729.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|