أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-5-2022
1857
التاريخ: 23-1-2022
1757
التاريخ: 3-1-2022
1958
التاريخ: 10-1-2021
2117
|
حلف شمال الأطلنطي :
إن حلف شمال الأطلنطي كان يعد موجودا قبل الاتفاق عليه رسميا وذلك يرجع للعلاقة الخاصة التي تربط الولايات المتحدة ببريطانيا وفرنسا قبل الحرب العالمية الأولى، بل تمتد جذور هذه العلاقة إلى التراث المشترك بين أوربا وأمريكا منذ القدم. وعندما اشتدت الحرب الباردة بين أوربا والاتحاد السوفيتي رأت كل من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا ولكسمبورج أن مصلحتهم تقتضى التحالف عسكريا لمواجهة هذا الخطر، وقد تم ذلك فعلا في ميثاق عقد في بروكسل في مارس عام ,١٩٤٨ . ولكن هذا التحالف كان في حاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة لإمكان الوقوف أمام توسع النفوذ السوفيتي في أوربا، وفعلا انضمت الولايات المتحدة إلى هذا الحلف بإبرام معاهدة حلف شمال الأطلنطي في أبريل عام ١٩٤٩.
وقد وقع على هذا الميثاق إحدى عشرة دولة هي : بلجيكا وهولندا وكندا وفرنسا وأيسلندا وإيطاليا ولوكسمبورج والنرويج والبرتغال وبريطانيا والولايات المتحدة، ثم انضم إلى الحلف بعد ذلك اليونان وتركيا في عام ١٩٥٢ ، ثم ألمانيا الغربية فيعام ١٩٥٥. والعامل الاستراتيجي العسكري هو المعيار الحاسم في عضوية الحلف وليس العامل الإقليمي كما يبدو من اسم الحلف. فكما يلاحظ أن الحلف يضم تركيا واليونان وهما لا تقعان على المحيط الأطلنطي، كما أنه لا يضم دولا أفريقية أو من أمريكا اللاتينية رغم وقوعها على الأطلنطي، وذلك لأن الهدف الأساسي من الحلف هو إقامة حزام حول الاتحاد السوفيتي.
وتقضى المادة الأولى من هذا الحلف «بالامتناع عن استخدام القوة والتهديد باستخدامها بما يتعارض مع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة»، كما تعهدت بأن تعمل على تسوية منازعاتها الدولية بالطرق السلمية. ونصت المادة الرابعة على مبدأ «التشاور الجماعي في الحالات التي يعتقد معها بوجود تهديد للكيان الإقليمي أو الاستقلال السياسي أولاً من أى دولة منها» . كما تضمنت المادة الخامسة «أن أى عدوان يقع على دولة من دول الحلف يعد عدوانا ضد كل الدول المتحالفة، وعلى جميع الدول الأعضاء مقاومة هذا العدوان بما في ذلك استخدام القوة))، كما أكدت المادة السابعة على «عدم تعارض نصوص ميثاق هذا الحلف مع ميثاق الأمم المتحدة». ثم تضمنت المادة الثالثة عشرة على «سريان هذا الاتفاق لمدة عشرين عاما ويحق لأى طرف من الأطراف أن ينسحب من الحلف ويكون ذلك بعد سنة من التقدم برغبته في الانسحاب)).
ولكن الملاحظ أن الولايات المتحدة تهيمن على الحلف وتوجهه لخدمة مصالحها بالدرجة الأولى كما حدث عندما استنفرت أمريكا قواتها العسكرية بما فيها قوات حلف شمال الأطلنطي خلال معارك أكتوبر عام ١٩٧٣ بين مصر وإسرائيل وذلك لحماية إسرائيل عندما أحست أنها معرضة للهزيمة أمام تقدم الجيش المصري بعد عبوره لقناة السويس.
وقد تعرض حلف شمال الأطلنطي لنقد جميع الأطراف، فالدول الاشتراكية ترى أن هذا الحلف يناقض في جوهره قضية السلام ومبادئ الأمم المتحدة، فقد وضح أن هدفه الأساسي هو التربص بالدول الاشتراكية لاختلافها العقائدي مع دوله بزعم أنها تهدد السلام في أوربا والعالم، كما أنه يتناقض مع المعاهدتين اللتين أبرمتا معكل من بريطانيا والاتحاد السوفيتي، وبين فرنسا والاتحاد السوفيتي عام ١٩٤٤، كما يتناقض مع معاهدتي مالطة وبوتسدام المبرمتين بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وهما أيضا معاهدتا صداقة وتفاهم؛ انقسم عالم ما بعد الحرب بين هذه الدول على أساسها.
كما تنتقد دول عدم الانحياز هذا الحلف لأنها ترى أنه أكد انقسام العالم إلى كتلتين متناقضتين وجعل التقارب بينهما صعبا، ولأنه يدعو إلى التسابق في التسلح مما يؤثر على مستويات المعيشة وبصفة خاصة بالنسبة للدول النامية. كما أن هذا الحلف يضعف الأمم المتحدة، حيث ينصب نفسه حارسا على السلام الذي هو من مهام مجلس الأمن. كما أن هذا الحلف استخدم أكثر من مرة في تدعيم الاستعمار، وقمع الحركات التحررية، كما حدث أثناء الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، والحركات التحررية في المستعمرات البرتغالية في أفريقيا، حيث استخدمت أسلحة الحلف في قمع هذه الحركات التحررية التي تسعى للخلاص من قيد الاستعمار.
غير أن تفكك الاتحاد السوفيتي منذ عام ١٩٩٠، والتحول في سياساته نحو الاقتصاد الحر، وما ترتب على ذلك من إلغاء حلف وارسو، والتفاهم الذي حدث بين القطبين الكبيرين روسيا والولايات المتحدة، ووقف سباق التسلح بينهما، وانفراد الولايات المتحدة بزعامة العالم، كل ذلك خفف من الأعباء التي كانت تشكل المشكلة الكبرى أمام الحلف، بل إن روسيا نفسها تسعى للانضمام لحلف شمال الأطلنطي، وكذلك تسعى بعض الدول التي انفصلت عنها أمثال لاتفيا وستون يا ولتوانيا وبولندا وسلوفاكيا (جزء من تشيكوسلوفاكيا السابقة) والمجر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|