عناصر تقويم الخبر- الدراما أو المسرحية (أو مراكز الاهتمام في الإنسان) |
772
06:40 مساءً
التاريخ: 2023-05-17
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-1-2023
813
التاريخ: 22-9-2020
1555
التاريخ: 1-1-2023
926
التاريخ: 4-12-2020
3189
|
عناصر تقويم الخبر- الدراما أو المسرحية (أو مراكز الاهتمام في الإنسان)
إذا صح ما يقال من أن الحياة مسرح عام، وأن الناس جميعاً يمثلون على خشبة هذا المسرح، فمعنى ذلك أن الصحف هي المسؤولة عن تسجيل هذه المسرحية بأحداثها وأشخاصها ومناظرها وألوانها، لا تدع شيئاً من ذلك إلا تحدثت عنه، وليس شك في أن المشهورين من الناس غالباً ما يكونون أبطال هذا المسرح العام، ولذلك تعني الصحف بأخبارهم أكثر من غيرهم، وكما تكون الشهرة للأشخاص تكون كذلك للأماكن وللأحداث وللأعمال، فأسماء الزعماء والقادة من الناس، وأسماء فلسطين ومراكش من البلاد، وتحديد النسل، ونظام المعاش والمرتبات، كل ذلك من الامور التي تثير اهتمام عدد كبير من قراء الصحيفة.
والسبب في ذلك أن بالإنسان ميلاً إلى الاهتمام بالبطولة وبالأبطال، ولابد للصحف من إشباع هذا الميل في نفوس القراء، والتحدث إليهم كثيراً في هذا الباب، وعلى هذا )فالشهرة( في ذاتها موضوع هام من موضوعات المسرحية التي تهتم بها الصحافة، وهي مسرحية الحياة، وهي في الوقت ذاته مقوم من مقومات الخبر الصحفي.
ثم إن مسرحية الحياة كثيراً ما تلبس ثوب الغموض والإبهام، وهذا العنصر ظهر ظهوراً قوياً في )الجريمة(، فكلما استعصى على رجال الامن الوصول إلى أسباب الجريمة
أو أشخاص الجريمة كانت أكثر إثارة لفضول القراء، فإذا قبض رجال الامن على المجرم
انتهت القصة وأسدل عليها الستار.
ومسرحية الحياة كثيراً ما تظهر أيضاً في شكل رواية مضحكة )كوميدية(، وإذ ذاك تكون الحوادث الطريفة التي تتألف منها القصة المضحكة بمثابة التوابل على مائدة الصحيفة، ومن الامثلة على ذلك: حكاية الغزال الهارب من حديقة الحيوان... وحكاية الجمل الذي فر من صاحبه حتى وصل إلى باب عابدين، وكأنه لاذ بصاحب هذا القصر الكبير، وحكاية الثور الذي وصل إلى المجمع اللغوي، وأشباه ذلك.
ولعل أهم ما في مسرحية الحياة أيضاً (عنصر الغرابة(، التي تثير في القراء أشد الرغبة في القراءة، وتشبع فضولهم دائماً عن هذا الطريق، ومن الامثلة على ذلك:
قصة الطفل الذي يولد في طائرة.
وصياح الديك الذي تسبب في موت أسرة كاملة.
وخبر الرجل الميت الذي نهض في نعشه.
وحكاية الرجل الذي باع الاراضي في القمر.
وحكاية الصعيدي الذي اشترى التزام في مصر.
وقصة الشحاذ الذي عثر فجأة على عقد من الماس.. الخ.
والحق أن الفضول الإنساني شيء لا يمكن إشباعه، ولذا تتسابق الصحف في هذا الإشباع، ولكنها لا تبلغ منه كما تريد.
وفي مسرحية الحياة لا يمكننا أن ننسى مطلقاً عنصر )الصراع) فغريزة القتال من الغرائز التي لا يمكن أن تموت في الإنسان، ومن مظاهر هذه الغريزة صراع الرجل ضد الرجل، وصراع الدولة ضد الدولة، وصراع العلم ضد الجهل، وصراع الصحة ضد المرض، وصراع الإنسان ضد الطبيعة، وصراع العقيدة ضد العقيدة.
والصحافة لا غنى لها مطلقاً عن استغلال هذه الغريزة، ولذلك تهتم بتزويد القراء بأخبار من هذا النوع، ومن الامثلة عليها: المنافسة بين مرشحين على مقعد من مقاعد مجلس الامة، وهي مادة تستحق أن تملأ عموداً في جريدة، ومنها قصة الحرب بين معسكرين أو دولتين، وهي مادة قد تتحدث عنها الصحف أياماً وشهوراً.
للصحافة إذن أن تستغل جميع الغرائز في الإنسان، حتى غريزة البحث عن الطعام، ومن هنا كانت أسعار الخبز واللحم والفاكهة، وأخبار التموين، والضرائب التي تفرض على الدخان وغيره أموراً هامة لدى القراء، ولا مفر للجريدة من العناية بها من أجلهم.
وكل هذه الاشياء مظاهر لمسرحية الحياة، أو بعبارة أخرى مراكز لاهتمام القراء، فعلى الصحافة أن تعني عناية تامة بهذه المراكز كلها، وعليها أن تدبر الاخبار بمثل هذه الطرق.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|