أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2021
![]()
التاريخ: 2023-12-17
![]()
التاريخ: 21-12-2021
![]()
التاريخ: 2024-01-14
![]() |
والمقصود بالأهداف التربوية ما ينبغي زرعه أو تنميته في شخصية الإنسان من ملكات وفضائل وقيم يفترض أن تتحوّل إلى سلوك وعادات وممارسات. وإن أهم الأهداف التربوية بحسب النص القرآني:
أولاً، ما ورد في سورة الإسراء من قيم تم التشديد عليها بعد العبودية لله وهي:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23].
{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [الإسراء: 26].
{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا} [الإسراء: 28].
{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].
{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ} [الأنعام: 151].
{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32].
{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الأنعام: 151].
{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].
{وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [الإسراء: 35].
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]
{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء: 37].
إن هذا النص القرآني يتضمن توجيهاً إلهياً واضحاً نحو جملة من الآداب والسلوكيات الأخلاقية التي تشكل أهدافاً لأي عملية تربوية أو تعليمية. وهذه الآداب هي على التوالي:
أ- البر بالوالدين والإحسان إليهما، والرحمة لهما، وعدم الأذية أو الإساءة إليهما والتعامل بلطف معهما، واستعمال القول والخطاب الكريم في التعامل معهما ومخاطبتهما والتذلل لهما، وعدم الاستعلاء عليهما، والدعاء لأن يشملهما الله برحمته وأن يغفر الله لهما.
فالأهداف التفصيلية في حق الوالدين:
- الإحسان إليهما.
- عدم الإساءة إليهما.
- القول الكريم لهما.
ـ التذلل لهما.
والتربية على البر لكل واحد من الوالدين لا يشترط فيه أن يكونا معاً، فسواء كانا مجتمعين أو منفصلين يجب البر بهما وبكل واحد منهما، ويجب أن لا تؤثر العلاقة بأحدهما في العلاقة بالآخر إذا كان بينهما خصام أو انفصال. وهذه الحالات أو السلوكيات مطلوبة على كل حال سواء كان الوالدان مؤمنين أو فاسقين، وسواء كانا حيين أو ميتين.
ب- الإحسان إلى الأرحام وإلى ذوي الحاجة من المساكين وأبناء السبيل.
والإحسان إلى الأرحام بإتيان الحق: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [الإسراء: 26].
وحق الأرحام:
- صلتها
- الإحسان إليها
ـ البذل والإنفاق لسد حاجتها
(فالأقربون أولى بالمعروف).
وقد ربط سبحانه بين تقواه والأرحام: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: 1].
أما أبناء السبيل فهم الذين تنقطع بهم السبل ولا يقدرون على العودة إلى أوطانهم، أو الذين هم أبناء السعي للعلم أو للعمل، بحيث يتوجب العمل على قضاء حوائجهم وإرشادهم إلى مبتغاهم وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم (ومصطلح ابن السبيل المتعدد الذكر في القرآن بحاجة إلى اجتهاد بلحاظ العصر والمستجدات فقد يكون هذا المصطلح أوسع مفهوماً من المتعارف أي المنقطع عن وطنه، فقد يشمل أبناء سبيل الحق الذين لا يستطيعون ضرباً في الأرض من أجل السعي للرزق والاكتساب).
ج- التوسّط في الإنفاق وعدم التبذير أو التقتير:
وهو مقتضى الاعتدال الذي يساوي الفضائل ويؤسس لها، فالفضائل كلها هي حالة توازن بين الإفراط والتفريط، فالكرم مثلاً هو بين الإسراف (الإفراط) والبخل (التفريط) والشجاعة هي بين التهور (الإفراط) والجبن (التفريط) وهكذا باقي الفضائل. (وإن كان الاعتدال أيضاً هو من مقتضيات الحكمة التي تلحظ خصوص المواقف التي قد تفرض الميل نحو الإفراط أحياناً، أو نحو التفريط أحياناً، مع البقاء على حالة الاعتدال التي هي مؤدّى الفضيلة ولازمها؛ فضابطة الاعتدال هي ما يقرب من التقوى، بحسب الموقف وطبيعته، فقد يظهر على إنسان ما الجبن في مقام يستدعي عدم الإقدام لمصلحة فيكون هذا الظاهر على أنه جبن فضيلة وهو الاعتدال، وهكذا، فالمعيار في الاعتدال في السلوك هو ما يقرب من التقوى) (أي التكليف) بحسب الحال. وهذا هو مفاد قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].
د- الإعراض عن بعض الناس من أجل الرحمة الإلهية وابتغاء وجه الله تعالى:
لا يعني الإساءة إلى من يتم الإعراض عنه، فلا ملازمة بين أن تعرض عن شخص لأنك ترى فيه سوءاً وترى في تجنبه مصلحة وبين أن تسيء إليه فلعل فيه مواصفات ومزايا لا تعرفها، كما أنه ليس بالضرورة أن يكون حكمك على الشخص كاشفاً عن حقيقته وواقعه؛ فلأجل ذلك يجب أن يبقى الخطاب مع المعرض عنه خطاباً ميسوراً وقولاً ليناً غير مسيء.
وهذا الإعراض إن كان مطلوباً لمنع التأثر بمزايا المحيط إلا أنه يجب أن لا يؤدي إلى النظرة السلبية تجاه المجتمع والمحيط، فلا تصوّف ولا انعزال ولا إلغائية في الإسلام.
هـ- عدم القتل المعنوي أو المادي للأولاد:
القتل المادي كما كان يحصل في الجاهلية بوأد البنات والقتل المعنوي الذي يمكن أن يحصل في كل حين عندما يتخلى المرء عن مسؤولياته تجاه أولاده فلا ينفق عليهم ولا يحسن تربيتهم ولا يحسن تعليمهم فيخرجوا إلى المجتمع أذلاء ضعفاء لا يتسلحون بالعلم أو بالحكمة، فيكون واقعهم الموت وليس الحياة، ويكون الإهمال لهم وعدم تربيتهم أو تعليمهم بمثابة القتل الذي قد ينتج من الفقر أو مخافته فيحرمهم العلم وأسبابه لأنه لا يملك القدر الكافي من المال أو خشية أن يقع في الإملاق جراء ذلك. وبسبب القتل المعنوي يتخرج إلى المجتمع متسولون أو مجرمون أو سارقون أو منحرفون وغيرهم من أصحاب الآفات والمساوئ.
د- الابتعاد عن الزنى:
وعن مقدماته وعن أجوائه وعن مسبباته، فالسبيل إلى الزنا الاختلاط والغناء وارتياد أماكن الفسق والفجور والنظر الحرام وغير ذلك من المقدمات؛ فالتربية الموصلة إلى احتراز الزنى وتجنبه يجب أن تلحظ مقدماته، كما أن الآية القرآنية تلحظ نتائجه التي يجب أن تراعى في التربية حيث يمثل ذكر الآفات والعواقب الوخيمة أحد الأسباب الرادعة عن الزنا، فالزنا يسبب المقت، وهو فاحشة، وهو سبيل سيئ لتلبية الاحتياجات الجسدية، كما أنه يورث سواد الوجه ويورث الفقر والذل ولو بعد حين، وهو من حيث كونه رذيلة تعد من حدود الله، فالحدود موسعة والخيارات متاحة، والزنا هو تجرؤ على تجاوز حدود ما أحل الله تعالى إلى سوء السبيل.
ز- احترام النفس الإنسانية واحترام حياتها ووجودها:
فالله خلق الإنسان ليحيا لا ليموت هو صاحبه والمسيطر على روحه وعلى وجوده، ولا يرضى الله لأحد أن يقتل أحداً إلا بإذنه؛ فالذي أعطى الحياة للإنسان هو وحده من يحق له أن يسلب هذه الحياة منه والله الواهب للحياة فرض سبيلاً وحيدة لقتل الإنسان، هي سبيل الحق، أي من أجل الحق الذي هو فوق كل شيء؛ فالأصل هو احترام حياة كل إنسان إلا من خرج بالدليل الخاص أو أجاز الله قتله لأنه مضر للحق ولمشروعه في الحياة، فيتنافى عندها الوجود بالحق والوجود المضر للحق وبما أن الحق هو الأصيل فيجاز إعدام الحياة الفردية من أجل أن لا يضار الحق ويتضرر.
ح- التحوط من مال اليتيم وعدم الاقتراب منه:
ومن باب أولى عدم سرقته أو التعدي عليه، فاليتيم ضعيف والله سبحانه يريد له أن يحيا حياة طبيعية بعد أن فقد معيله وهو يدعو الناس إلى خدمته ورعايته وإلى البذل له، فمن باب أولى أن يرفض الاعتداء على ماله، والله سبحانه، توعد الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً بأنهم سوف يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً.
والمنع من الاقتراب من مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن أي أن الباب المتاح هو استثمار هذا المال بما يعود بالفائدة على اليتيم.
ط- الوفاء بالعهد والوعد والارتباطات:
لا سيما بالعهد مع الله بطاعته والعبودية له، وصولاً إلى أقل العهود التي تعني الصدق في الوعد مع الناس وهي فضيلة وكرامة، وقد مدح الله بعض أنبيائه بأنه كان صادق الوعد.
ي- الوفاء في الكيل والميزان
والدقة في الحساب مع الناس، سواء كان كيلاً أم مكيلاً، لنفسه أو للآخرين، فالتطفيف في الكيل والميزان من الآفات والرذائل الاجتماعية التي تساعد على الغش والفساد وتؤدي إلى الاضطراب في التجارات وفي الأسواق وتؤدي لاحقاً إلى الخسران والكساد، فمن النتائج الاجتماعية التي أدت إلى هلاك أمم وتتبيرها هي الخسران في المكيال والميزان كما حصل مع أمة نبي الله شعيب (عليه السلام) كما أن الله سبحانه، توعد المطففين بالويل ووصفهم بالذين إذا اكتالوا على الناس (لأنفسهم) يستوفون، وإذا كالوهم (أي للناس) يخسرون. وإن كان التطفيف يشمل كل ذي حكم، حيث يحكم الإنسان غالباً الصالح نفسه مع الزيادة وللآخرين مع الخسران والنقصان.
ك- القول بالعلم والبينّة والأدلة وعدم القول بالشبهة والظن والاحتمالات خصوصاً في الحكم على القضايا وفي الحكم على الناس، لأن ذلك سيحملك مسؤولية النتائج المترتبة على هذا القول سواء كان غيبة أو بهتاناً أو افتراء أو شهادة زور أو رمي محصنة أو ذكر لعيوب الناس كل ذلك سيحمل القائل تبعات القول إلى يوم القيامة.
ل- التواضع وعدم الكبر ومشي الهدوء والسكينة وعدم المرح في الأرض والاتعاظ بالماضين والغابرين من الذين تكبروا وتجبروا وعتوا وأفسدوا وظلموا، وفي النهاية أصبحوا رميماً وأجساداً بالية وأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم، وباتت قصورهم مشاهد وهياكل وآثاراً وأطلالاً يأكلها الصدى والنسيان.
ـ ثانياً، ما ورد في سورة الحجرات: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4].
م- التربية على احترام المقامات:
التربية والتعليم في القرآن الكريم
فالحديث والخطاب مع النبي (صلى الله عليه وآله) ليس كخطاب بعضنا لبعض وليس النبي (صلى الله عليه وآله) كأحدنا، يمكننا أن نخاطبه من وراء الحجرات وبصوت عال ومن دون ذكر الألقاب والأوصاف ومن دون المجاملات واللياقات؛ لأن ذلك مدعاة لنفي احترام السادة والقادة والولاة، ومدعاة أيضاً لنفي احترام الآخر أي آخر فالشارع المقدس أكد بعدم نسيان الفضل بينكم..... فهناك فضل يعبر عن مسافة في المقام تفصل الواحد عن الآخر حتى مع الأخوة والانسجام، وهذا الفضل يجب لحاظه في التعامل وفي التخاطب وفي التواصل (والنبوة هي فضل وشأن ومقام إلهي).
ن- التربية على التحقق من الأخبار قبل إذاعتها وخصوصا إذا جاءت من فاسق مخافة الظلم ودرءاً للإساءة ولإصابة الناس بالجهالة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].
س- التربية على اجتناب سوء الظنّ والغيبة والتجسس والبهتان ولمز الأنفس والسخرية، وكلها من الآفات الاجتماعية والسلوكيات الرذيلة التي تؤدي إلى تفكك المجتمعات وتمزيقها كما تؤدّي إلى سوء العاقبة وإلى العذاب يوم القيامة: {وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [الحجرات: 12].
كما أن هذا إشارة واضحة إلى التنادي بالاسم الصريح الفعلي، وعدم التنادي بالألقاب، خصوصاً الألقاب المسيئة التي تؤدي إلى الإساءة والأذية للمنادى، كما قد تكون كاشفة عن سوءات وعيوب. كما أن الله سبحانه الذي كرم الإنسان وأراد له أن يحافظ على هذه الكرامة فلا يسيء لنفسه بأن يلمز نفسه ويسبها ويشتمها ويهينها ولا يقبل لأحد أن يهين الآخر أو يشينه أو يلمزه أو يسخر منه أو يعيبه: {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11].
ـ ثالثاً، ما ورد في سورة لقمان: بالإضافة إلى دعواه وموعظته لابنه بعدم الشرك، ولأن الشرك لظلم عظيم، ظلم للنفس بحرفها عن الصراط المستقيم وبتحميلها ما لا تطيق من آثار الشرك وعذاباته:
ع- التربية على إقامة الصلاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على المصيبة فهي من أساسيات الدين والإنسانية.
ـ فالصلاة تجسيد للعبودية وللأخلاق والتعبد لله، وهي ذكر الله تعالى وانقطاع إليه وحضور بين يديه.
ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجسيد للرسالية والالتزام الفعلي بالدين والسعي لإقامته وهو الجهاد بالمعنى الاجتماعي.
- والصبر على المصيبة تجسيد للتسليم بأمر الله والرضا بقضائه.
وقد عبر عن ذلك كله بعزم الأمور: {إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17]، ولعل في هذا التعبير إشارة إلى دور هذه السلوكيات والأخلاق في تنمية العزم والإرادة لدى الإنسان.
ف- التربية على التوازن في الحياة وفي السلوك والمعاملة مع الناس، وعدم الذل أو الخضوع أمام الناس ولا التكبر عليهم، والتوازن في السير والمشي وإطلاق الأصوات، وفي ذلك إشارة إلى سلوك عام يجب أن يتربى عليه الإنسان ويمتاز بالاعتدال والاتزان: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].
فالإسلام يدعو أتباعه إلى أن يكونوا طبيعيين غير نافرين وأن يكونوا متواضعين.
بالإضافة إلى العناوين التربوية التفصيلية الآتية:
ص- التربية على قبول الآخر أياً كان: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]، فالتعارف مبني أساساً على القبول إذ لولاه ينتفي التعارف ويحل محله التنافي والتنافر والتخاصم.
ق- التربية على ردّ التحية والسلام: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء: 86]، وهي متضمنة لابتداء السلام وإفشاء السلام، حتى ورد أن يسلم الإنسان على نفسه إذا دخل مكاناً خالياً، فكيف إذا التقى بأناس آخرين؟ وكما أن رد التحية يتضمن التواضع وعدم الكبر على الناس فضلاً عن احترامهم ومحبتهم لأنه دعاء لهم بالسلام.
ر- التربية على الجدية في الحياة: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72]، الابتعاد عن اللهو الحرام، حيث المطلوب تربوياً التمييز بين اللهو المحلل والآخر المحرم، وهو أي المحرّم الذي يصرف عن ذكر الله وعن فعل الخير.
ش- التربية على المسؤولية في الحياة: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف: 18]، أي أن الدلال الزائد، وتوفّر الاحتياجات والكماليات من دون عناء، والعيش على الريع وعلى حلو الحياة وعلى الرخاء وعدم التعرض للشدائد أو المرور بها وعدم التعب في تحصيل المعاش، كل ذلك من أسباب الشخصية الضعيفة الواهية التي لا تصلح للمواجهة في حالات الخصام والمنازعة، لا الخصام المعنوي الفكري الجدالي، ولا الخصام المادي، أي الصراع والقتال والنزال.
ت- التربية على عدم السباب والشتم: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الأنعام: 108]، وهي مطلوبة ذاتاً، وكذلك بهدف عدم تعريض الله والمقدسات للسباب من قبل الآخرين، ففي ذلك حفظ للسان، وصيانة للمقدسات وحؤول دون وقوع الآخر في محظور السب لله تعالى. وإذا كان سب الذين يدعون من دون الله محظوراً فمن باب أولى السب لبقية الناس ومنهم المؤمنون والمسلمون.
ث- التربية على اختيار المجالس المنتجة والمفيدة: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114]، أي أن المعيار في المجالس والسهرات واللقاءات والمنتديات التي يتم اختيارها والحضور فيها هو أن تكون لأحد أمور ثلاثة:
الأمر بالمعروف، وهو مفهوم واسع.
الأمر بالصدقة أو الإنفاق على من هو بحاجة لذلك.
الإصلاح بين الناس المتخاصمين.
هذا في غير الواجب من اللقاءات كصلة الرحم وزيارة الوالدين وعيادة المريض وصلة الأخوان والجيران وغيرها.
وهذا يشير إلى أهمية الوقت الذي يشكل رأسمال الإنسان الأساسي الذي لا يجب أن يهدر باللهو واللغو والتفاهات والسهرات التي لا طائل منها.
خ- التربية على العدل في الفعل وفي القول ومع الجميع: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]، التربية على العدالة لذاتها، لأنها فضيلة بغض النظر عن موضوعها وعن جهة الحكم وعن المحكوم عليه والمحكوم لأجله.
ذ- التربية على الوحدة والاتحاد وليس على التفرقة: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، فالله يحب المصلحين، ويحبّ الله المتوادّين، ويحب الله الذين يقاتلون في سبيله صفاً، ويعتبر أنّ الفرقة تضعف الصفوف وتذهب بالريح.
ض- التربية على إصلاح ذات البين وعدم الفتنة: {وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1]، لأن الإسلام دين الجمع والألفة والتواد والتراحم والتناصف والتواصي، وليس دين الفرقة والخلاف والنزاع والأحقاد والأضغان.
ظ- التربية على الصدق في القول والشهادة بالحق وعدم قول الزور وعدم اللغو (مواصفات المؤمنين وعباد الرحمان).
غ- التربية على احترام الملكيات الخاصة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النور: 27]، والاستئناس هنا، المقصود منه إما وجود الإنس أو الاستئذان منهم.
والتربية على الحياء والعفة: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30].
هذا بالإضافة إلى جملة من السلوكيات التي تشكل في مجموعها الأهداف التربوية التي يجب أن يجعل بإزائها مخططات موصلة ومنهجيات مؤدية إلى تحقيق هذه الأهداف وترسيخها في النفوس وتحويلها إلى سلوكيات.
وفي محاولة لتوزيع الأهداف على المراحل العمرية تبعاً لماهيتها:
- تلاوة آيات
- تزكية نفوس
- تعليم كتاب
- تعليم حكمة
ووضعها بإزاء المراحل العمرية التي تناسبها:
7 - 12 / تلاوة
12 - 17 / تزكية
17 - 22 / کتاب
22 - 27 / حكمة
أو إسقاطاً على الواقع التعليمي الحالي:
الحلقة الثانية والثالثة (من التعليم)
- المتوسط والثانوي
- الجامعي
- الدراسات العليا
وفي ضوء هذا التوزيع يمكننا أن نصل إلى الجدول التالي: (الذي يقارب هذه العناوين إجمالاً) مع التأكيد على عدم الانقطاع بين المراحل حيث تبقى التلاوة مستمرة وكذلك التزكية والتعليم وصولاً إلى الحكمة، لكن بذور الحكمة يؤسس لها منذ المرحلة الأولى وكذلك التعليم حيث العمل على تطوير القدرات الذهنية بما يساهم لاحقاً في تعليم الأحكام وهكذا....
|
|
هل يمكن أن تكون الطماطم مفتاح الوقاية من السرطان؟
|
|
|
|
|
اكتشاف عرائس"غريبة" عمرها 2400 عام على قمة هرم بالسلفادور
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تقيم ندوة علمية عن الاعتماد الأكاديمي في جامعة جابر بن حيّان
|
|
|