المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الشاب والحس الديني  
  
995   11:40 صباحاً   التاريخ: 2023-04-08
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص290 ــ 293
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-24 1046
التاريخ: 2023-05-10 1038
التاريخ: 10-5-2022 2404
التاريخ: 29-3-2022 2498

قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين: 4 - 6].

القاعدة التربوية للشاب :

تعتبر معرفة الميول والرغبات الفطرية التي تكمن في ذات الشباب ، ومحاولة إرضاء كل منها بشكل معتدل وصحيح ، من أهم قواعد التربية لجيل الشباب. والمري الكفوء هو من يستطيع تحليل التركيبة النفسية الطبيعية للشاب من جميع الجهات ، ومعرفة ما يختلج في صدره من رغبات وميول، ومن ثم العمل على إرضاء كل منها بصورة سليمة ومنطقية.

إن تربية كهذه تتوافق ونظام التكوين وتتماشى مع قانون الخلقة، هي من أفضل أنواع التربية وأكثرها تأثيراً واستقراراً ، وبفضل هذه التربية يمكننا أن نصنع جيلاً صالحاً وكفؤاً من الشباب ، ونوفر لهم أسباب سعادتهم في الحياة.

منشأ انحراف الشاب :

ثمة عاملان رئيسيان يعتبران منشأ معظم انحرافات الشباب التي تودي بهم في النهاية إلى التعاسة والشقاء . العامل الأول ، هو قمع بعض من ميوله الفطرية وعدم الاهتمام بها . والعامل الثاني ، هو تمادي الشباب في إرضاء بعض من ميولهم ورغباتهم .

«يقول الدكتور كارل : ينبغي علينا أن نهتم من الآن فصاعداً بمسألة إحياء التعاليم العامة . فالمدارس والثانويات والكليات لم تستطع أن تبني رجالاً ونساء يكونون مؤهلين لإدارة دفة الحياة بشكل سليم ، والمدنية الغربية سائرة نحو الرذيلة والانحطاط ، فلا المدرسة ولا الأسرة قادرتان على تربية جيل يمكن اعتباره متمدناً» .

عدم الاهتمام بمبادئ الأخلاق:

«إن سبب فشل التربية والتعليم في عصرنا هذا يعود إلى ندرة الآباء والأمهات الذين يتمتعون بوعي كبير وثقافة عالية ، واهتمام المربين بالقضايا الفكرية للشباب دون الاهتمام بقضاياهم الفيزيولوجية ومبادئ الأخلاق. وقد تجلى النقص التربوي لدى الشباب من خريجي المدارس والجامعات بوضوح خلال الأحداث التي شهدتها الأعوام الأخيرة ، ونحن نتساءل هنا، ما فائدة العلم والأدب والفن والثقافة والفلسفة لمجتمع يعصف به التشتت والضياع» .

إدراك الحقائق :

«ولكي تبقى حضارتنا ومدنيتنا متواصلة، ينبغي على كل فرد من أفراد مجتمعنا أن يشمر عن ساعده ليواكب الحياة ليس وفقاً للأيديولوجيات بل حسب النظام الطبيعي للأشياء. ومن هنا تأتي أهمية إحلال مبدأ التعليم الشامل والجامع محل التعليم الذي لا يخرج عن إطار الفكر. وبعبارة أخرى نقول: يجب ان نسعى لإحياء وتنشيط كل الأساليب والمناهج والوسائل التربوية الموروثة ، لكي تساعدنا في تربية جيل يدرك حقيقة مجتمعه والعالم .

إننا نفتقر اليوم لمربين يعملون في مجال التربية والتعليم الشاملين. لذلك علينا وقبل أي شيء آخر أن نفكر بإيجاد مراكز ومعاهد لإعداد مربين يتعلمون فيها أساليب التربية الصحيحة ومنهاجها .

لأن من واجب المربي الناجح تكريس كل ما تعلمه لتفجير كامل الطاقات الكامنة في نفوس الأفراد من أدب ووقار وصدق وحس جمالي وديني وصور البطولة والشجاعة ، وعليه أيضاً أن يكون على اتصال مباشر ودائم بالأطباء النفسيين وأساتذة التربية البدنية والتنمية الفكرية وعلماء الدين الحقيقيين وأولياء أمور التلاميذ، وذلك من أجل العمل بكل ما يستحصل عليه من استشارات وآراء تخوله لأن يجعل من كل طفل كائناً متزناً ، عندها فقط تبرز أهمية المربي وتسمو مكانته في المجتمع»(1) .

احياء كل الرغبات:

يقوم المنهاج التربوي لجيل الشباب في الشريعة الإسلامية على قاعدة إحياء كل الرغبات والميول الفطرية ، وهدايتها نحو مسارها الطبيعي . فقد أولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهمية بالغة لما في نفوس الشباب من رغبات وميول مادية ومعنوية، وحرص في كل توجيهاته ووصاياه ومواعظه على أن يوازن وينسق فيما بينها، ويعطي كلا منها حقها في بلوغ الإشباع وفق معيار صحيح .

__________________________________

(1) سبل الحياة، ص170. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.