أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-14
409
التاريخ: 2023-12-16
1052
التاريخ: 2023-12-31
840
التاريخ: 9-6-2020
8341
|
ما كان في قريش من الرؤيا [1] الصادقة ومنها رؤيا عبد المطلب في حفر زمزم
ذكر عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر عن الزهري قال: بينا عبد المطلب نائم [2] وقد ولد له ابنه الحارث وأدرك أتي في المنام وقيل له احفر زمزم خبيئة [3] الشيخ الأعظم [4] ، فاستيقظ، وقال: اللهم بين لي، فأتى في المنام مرة أخرى فقيل له احفر تكتم [5] بين الفرث [6] والدم [في [7]] مبحث الغراب في قرية النمل مستقبلة الأنصاب الحمر، فقام عبد المطلب يمشي حتى جلس في المسجد الحرام ينتظر ما سمى له من الآيات فذبحت بقرة بالحزورة [8] فانفلتت [9] من جازرها بالحشاشة [10] حتى غلب عليها الموت في المسجد الحرام في موضع زمزم، فجزرت تلك البقرة في مكانها حتى إذا احتمل لحمها أقبل غراب يبحث فهوى [11] حتى وقع في الفرث [12] فبحث عن قرية النمل، فقام عبد المطلب يحفر فجاءت قريش فقالت لعبد المطلب: ما هذا الصنيع [13] ؟ إنا لم نكن نزنك [14] بالجهل، [لم [15]] تحفر في مسجدنا؟ وحكي عن عبد الأعلى بن أبي المساور [16] عن عكرمة عن ابن عباس قال: أتى عبد المطلب في المنام فقيل له احفر برة فقال وما برة [17] قال: مضنونة: ضن بها عن الناس وأعطيتموها، فلما أصبح جمع قومه فأخبرهم، قالوا: فهلا سألت ما هي؟ قال: فلما كان من الليل/ أتى في منامه فقيل له: احفر فقال: أي موضع وأين موضعها؟ قيل: مسلك الذر وموقع الغراب بين الفرث والدم، فلما أصبح جمع قومه وأخبرهم، فقالوا: هذا موضع نصب [18] خزاعة ولا يدعونك، كان ولده غيبا إلا الحارث فقام هو والحارث يحفران فحفرا حتى استخرجا سيوفا قلعية ملفوفة في عباء، ثم حفرا حتى استخرجا غزالا من ذهب في أذنيه قرطان، ثم حفرا حتى استخرجا حلية من ذهب، ثم حفرا حتى استنبطا الماء، فأتى قومه فقالوا: يا عبد المطلب! احذ الغنم، [19] فقال: ايتوني بقداح ثلاثة: أسود وأبيض وأحمر، فجعل الأسود لقومه والأبيض لنفسه والأحمر للبيت، فضرب بها فخرج الأسود على الغزال فصار لقومه، ويقال إنهم قالوا: احذنا مما وجدت، فقال عبد المطلب: بل هي لبيت الله، ثم حفر حتى بلغ القرار فأبحر [20] وخرق جبلها كيلا تنزح [21] ثم بنى عليها حوضا وجعل هو والحارث ينزعان فيملآن الحوض فيشرب عنه الحاج، فحسده ناس من قريش فجعلوا إذا كان الليل كسروا الحوض، فإذا أصبح عبد المطلب أصلحه، فلما أكثروا إفساده دعا عبد المطلب ربه فأتي في منامه فقيل له: قل: اللهم! إني لا أحلها لمغتسل ولكن هي لشارب حلّ وبلّ [22] ، ثم كفيتهم، فقام عبد المطلب حين اجتمعت قريش في المسجد فنادى كما أمر في المنام ثم انصرف، فلم يكن يفسد حوضه ذلك أحد من قريش إلا رمي في جسده بداء حتى تركوا حوضه وسقايته.
________________
[1] جمع الرؤيا رؤى كعلى، ومن سنن العرب أنهم لا يجمعون الرؤيا إلا قليلا نادرا ويستعملون الرؤيا للواحد والجمع معا.
[2] في الأصل: نايم- بالياء المثناة.
[3] في الأصل: جيد، والتصحيح من شرح نهج البلاغة 3/ 460 وأخبار مكة ص 282، والخبيئة ما خبئ والجمع خبايا.
[4] لعله يعني بالشيخ الأعظم مضاض بن عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي فإنه كما زعم الأزرقي كان الذي دفن غزالين من ذهب وأسيافا قلعية في بئر زمزم التي نضب ماؤها حين أحدثت جرهم في الحرم ما أحدثت حتى خبي مكان البئر ودرس، فقام مضاض بن عمرو وبعض ولده في ليلة مظلمة فحفر في موضع زمزم وأعمق ثم دفن فيه الأسياف والغزالين- انظر أخبار مكة ص 51- 53، وفي تاريخ اليعقوبي 1/ 204: احفر زمزم تروي الحج الأعظم، وفي سيرة ابن هشام ص 91: تسقي الحجيج الأعظم.
[5] في الأصل: تكم، والتصحيح من أخبار مكة ص 282، وفي شرح نهج البلاغة 3/ 460:
يكتم، وتكتم بضم التاء وفتح التاء الثانية من أسماء زمزم سميت بذلك لأنها كانت مكتومة قد اندفنت منذ أيام جرهم حتى أظهرها عبد المطلب- معجم البلدان 2/ 399.
[6] في الأصل: الغرب- بالغين المعجمة والباء الموحدة.
[7] الزيادة من أخبار مكة ص 282.
[8] في الأصل: بالجزورة- بالجيم المعجمة، والحزورة كمقبرة اسم سوق مكة- معجم البلدان 3/ 271.
[9] في الأصل: فانقلت.
[10] في الأصل: بالحساسة- بالسينين المهملتين، والحشاشة بضم الحاء والشينين المعجمتين: بقية الروح في الجريح.
[11] يهوي- بالياء المثناة.
[12] في الأصل الفرب.
[13] في الأصل: لصنيع.
[14] في الأصل: فزنك- بالفاء، وزنه وأزنه بخير أو شر: ظنه به، ونزنك بالجهل: نتهمك به وفي شرح نهج البلاغة 3/ 460: نراك بالجهل، وهو خطأ.
[15] ليست الزيادة في الأصل.
[16] في الأصل: الميسارور، والمساور كمسافر الزهري الكوفي نزيل المدائن، جرّحته عامة أصحاب الجرح والتعديل وضعفوه- انظر تهذيب التهذيب 6/ 98.
[17] في الأصل: بره، والتصحيح من سيرة ابن هشام ص 91.
[18] بالضم وبضمتين ما عبد من دون الله من الأصنام والتماثيل، جمعه الأنصاب.
[19] في الأصل: احذوا غنم، ومعنى أحذ أعط من حذا يحذو، والغنم بمعنى الغنيمة- انظر سيرة ابن هشام ص 94.
[20] أبحر: كثر تجمع الماء فيه.
[21] تنزح: يقل أو ينفذ ماؤها.
[22] البل بكسر الباء وتضعيف اللام: الشفاء.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|