المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28
تاريخ التنبؤ الجوي
2024-11-28
كمية الطاقة الشمسية الواصلة للأرض Solar Constant
2024-11-28

الحاجة الى الدين
4-1-2017
Dealing with Alternative Solutions
2024-10-05
المدينة العراقية القديمة والمدن المعاصرة
3-12-2019
الكروماتوغرافيا Chromatography
2023-11-28
Bacterial Viruses
11-10-2015
مدينة الاحساء
2-2-2016


رضا فاطمة ( سلام الله عليها ) رضا الله تعالى وغضبها غضبه تعالى  
  
2759   06:55 مساءً   التاريخ: 11/12/2022
المؤلف : الشيخ محمد السند
الكتاب أو المصدر : مقامات فاطمة الزهراء ( ع ) في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص 97-104
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

روى الفريقان أن رضا فاطمة رضا الله تعالى وغضبها غضبه ، فقد روي في عوالم العلوم عن المناقب : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " يا فاطمة انّ الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك "[1].

وعن كشف الغمة عن الحسين بن علي عن أبيه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : " يا فاطمة انّ الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك "[2].

وروى أهل السنّة بأسانيد مختلفة وطرق متكثرة مثل ما اخرجه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) انّ رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) قال : " يا فاطمة انّ الله عز وجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك "[3].

يُعد هذا الحديث من جملة الأدلّة على اثبات عصمتها ( عليها السلام ) ، فإضافة إلى آية التطهير التي تدلّ على عصمتها وحجيتها على الخلق ، إذ أن غضب فاطمة ورضاها دالّة على الرضا والغضب الإلهيين مما يعني أن غضب فاطمة ورضاها فرع غضب الله تعالى ورضاه ومتى ما كان الامر كذلك فإننا نستكشف بالدليل الاني عصمتها ( عليها السلام ) ، إذ لا يكون الرضا والغضب الصادرين من قبل شخص ، رضا وغضب الهي الا حينما يكون هذا الشخص بعينه معصوماً عن كل عيب ممتنعاً عن كل قبيح ليكون رضاه وغضبه في حدود الرضا والغضب الإلهيين .

وفاطمة ( عليها السلام ) حضيت بتلك المنزلة تدليلاً على عصمتها وطهارتها فضلاً عن حجيتها ومقامها الإلهيين .

كما انّ في الحديث دلالة كافية للزوم ولايتها وطاعتها على الخلق حتى يحصل بذلك رضاها ويتحقق عدم غضبها ( عليها السلام ) ، فإذا تحقق ذلك أمكن احراز الرضا الإلهي وتجنّب غضبه تعالى ، مما يؤكد أن هذه المواصفات لا تتوفر إلا لمن تمتع بمقام الحجية والتطهير الإلهيين الملازم لوجوب الطاعة على الخلق .

على أنه ( صلى الله عليه وآله ) عبّر عن حجيتها بماهية الحجية في العقل العملي لا بماهية الحجية في العقل النظري التي تبحث في علم المنطق كالأشكال الأربعة أو في علم أصول الفقه ، والسر في ذلك أن الحجية في العقل العملي تستلزم الحجية النظرية دون العكس ومما يدلل على مقام حجيتها وعصمتها العلمية والعملية .

وبيان ذلك : انّ خاصية الحجية النظرية تختلف عن خاصية وماهية الحجية في الحكمة العملية ، ففي بحث المنطق تذكر البراهين والأقيسة التي تشير إلى العقل العملي كما انّ في أصول الفقه تذكر الحجية بماهية كاشفية أي حاكية وموصلة . أما الحجية العملية فانّها تتميز بكون هويتها وخاصيتها أنها لازم عملي وليس المقصود منه العمل الجارحي وحده ، بل العمل الجوانحي كذلك ، أي الحجية العملية ترتبط بالصفات العملية في النفس ، بل هي ترتقي فوق الصفات العملية ولا تقتصر على الجوانح بل ترقى إلى القلب لتشمل الحب والبغض ، والرضاء والغضب ، والتولي والتبريء ، فخاصية الحجية العملية اذن ترتبط بالجانب العملي على مستوى القلب الذي يكون أعلى من الادراك الساذج البسيط ، ومن ثم فانّ التعبير للحجية العملية لا يعبر عنها بتعبيرات الحجية النظرية ، كما في التعبير عنها بالنور واليقين والبيان وغيرها . في حين يختلف الامر عما هو عليه في الحجية العملية كما في قوله ( صلى الله عليه وآله ) " علي مع الحق والحق مع علي " وقوله ( صلى الله عليه وآله ) " انّ الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها " أو ما عبّر عنه القرآن الكريم ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انّه من عبادنا المخلَصين )[4] وقوله تعالى ( ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلَصين )[5] وقوله تعالى ( انّه كان مخلَصا وكان رسولاً نبياً )[6] فالتعبير بالمخلَص تعبير عن الحجية لكن بما هي حجية عملية لا الحجية النظرية ، كما في عناوين التطهير والاصطفاء وصفاً للأنبياء كما في قوله تعالى ( انّهم عندنا من المصطفين الأخيار )[7] وقوله تعالى ( انّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )[8] وكما في عنوان " المقرّب " كقوله تعالى ( والسابقون السابقون أولئك المقربون )[9]  فهو تعبير عن الحجية العملية وهو وان كان عملاً إلا انّه على صعيد القلب ، كما انّ النور فوق الادراك مع أنه على صعيد العمل .

اذن فالحجة العملية ، هي حجية نظرية مشوبة بعمل . كما أنها أبلغ في البيان عن الحجية النظرية لأن الحجية النظرية والعصمة النظرية ( كلاهما بمعنى واحد ) تؤمنان لنا العصمة والأمن من الزلل في التلقي النظري ، في حين انها لا تشمل الأمن من الخطأ في السلوك العملي .

بينما الحجية العملية فهي التلقي النظري وعصمته مفروغ عنهما فضلاً عن الأمان والعصمة في التطبيق العملي ، ومن ثَمَ فتكون أبلغ في الأمان في علو درجة العصمة ومنزلتها من الحجية النظرية وحدها .

اذن فالرضا والغضب الذي أشار اليهما النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حديثه لابد أن يكونا تابعين لإرادة الله تعالى ، ومع هذا فانّ رضا فاطمة ( عليها السلام ) سيكون متبوعاً من قبل غضب ورضا الله تعالى ، لا أن هذه المتبوعية على مستوى الكشف أي كاشفة عن رضا وغضب الله تعالى ، على أن رضا الله تعالى وغضبه هو المتبوع أصلاً ومن هنا يمكن أن نستدل في ذلك على اطلاعها العلمي بإرادات الله تعالى ورضاه فضلاً عن موارد غضبه ، مما يؤكد وجود العلم اللدني لدى فاطمة ( عليها السلام ) للملازمة بين هذا العلم وبين الاطلاع على كل الجزئيات التي لا يتم الاطلاع عليها بدقائقها وأسرارها وغوامضها الا بالعلم اللدني الذي يخص الله به أوليائه وحججه المقربين والتي أظهر مصاديقها وأتمها فاطمة.

 

[1] عوالم العلوم : 116 .

[2] عوالم العلوم : 116 .

[3] ذخائر العقبى : 39 دار المعرفة بيروت .

[4] يوسف : 24 .

[5] الحجر : 40 .

[6] مريم : 51 .

[7] ص : 47 .

[8] الأحزاب : 33 .

[9] الواقعة : 11 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.