المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

معنى كلمة لبس
7-7-2022
من مات وهو خائن للأمانة
6-5-2022
مفهوم النقل الجوي
12/12/2022
انواع بطلان الاستجواب
13-6-2018
Mary Celine Fasenmyer
9-11-2017
أساليب التربية الأخلاقية
16/11/2022


الرحمة  
  
1512   11:26 صباحاً   التاريخ: 11/12/2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص159 ــ 161
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن الحب في الله يكون باعثا لكل الدوافع النبيلة من الرحمة والعطف على الآخرين فبها يبر الولد أباه، ويصل المرء رحمه ويتآلف الزوجان ويكفل اليتيم ويشبع الجائع ويكسى العريان.. وكان الرسول (صلى الله عليه وآله)، قد بعث رحمة للعالمين حيث وصفه الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: 107]، {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}[التوبة: 128]، وان الإنسان المؤمن يعلم ان الذي ينزل رحمة الله تعالى هي ترسيخ صفة الرحمة في قلبه حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (ببذل الرحمة تستنزل الرحمة)(1)، وقال (أبلغ ما تستدر به الرحمة أن تضمر لجميع الناس من الرحمة)(2)، وان الرحمة تنزل على المؤمنين الذين ينصرون الحق ويحاربون الباطل من أجل إقامة العدل ونشر المعروف حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (رحم الله امرءاً أحيى حقاً وأمات باطلاً وأدحض الجور وأقام العدل)(3)، بل أن الرحمة تنزل على المطيع لله في أعماله والتارك للمعاصي حيث قال: (رحم الله امرءاً ألجم نفسه عن معاصي الله بلجامها وقادها إلى طاعة الله بزمامها)(4)، وان مجتمعاً تسود فيه هذه الخصال النبيلة يحيا أهله بسعادة وأخوة وينزل الله بركاته عليهم حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله): (الراحمون يرحمهم الرحمن يوم القيامة، ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء)(5).

ويحث النبي في وصيته على التراحم والمحبة حيث قال لعلي (عليه السلام): يا علي أربع من كن فيه بنى الله له بيتاً في الجنة، من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق بمملوكه، ثم قال: يا علي من كفى يتيما في نفقته حتى يستغني وجبت له الجنة البتة يا علي من مسح يده على رأس يتيم ترحماً له أعطاه الله بكل شعرة نوراً يوم القيامة)(6).

وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (اتقوا الله وكونوا أخوة بررة متحابين في الله متواصلين)(7).

وان الألطاف الإلهية والرحمة تنزل أكثر إذا كان المحسن يجد إساءة من الذي يحسن إليه ويصبر عليه حيث كان النبي (صلى الله عليه وآله)، يتكفل يتيماً، وكان كلما يجلس على طعامه يحضره ويأكل معه فلما مضى زمان مات اليتيم فلم يأكل النبي (صلى الله عليه وآله)، في الليلة طعاما، وكان قد تأسف على فوته فقال له أصحابه كم تحزن قلبك بفوته وحرمانك منه نحن نجيئك بيتيم آخر فتكفله قال (صلى الله عليه وآله)، هذا اليتيم كان سيء الخلق، وأنا كنت تحملت سوء أخلاقه فلا يحصل لي من غيره ما يحصل منه من الفيض)(8)، أي من الثواب والبركات وهذا عين ما قاله الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}[فصلت: 34]، وورد عن الإمام الصادق يصف الصبر على المكاره وعلى تحمل الإساءات حيث قال: من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد(9).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ غرر الحكم: ص246، ح5054.

2ـ المصدر السابق: ص450، ح10344.

3ـ المصدر السابق: ص69، ح980.

4ـ المصدر السابق: ص235، ح4720.

5ـ البحار: ج74، ص169، ح4.

6ـ الوسائل: ج16، ص237، ح21704.

7ـ الكافي: ج2، ص175، ح1.

8ـ لآلئ الأخبار: ج3.

9ـ الكافي: ج2، ص92، ح17. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.