المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تقليم أشجار المشمش
21-2-2020
أسقاط حكومة الأمين وقتله
7-8-2016
نقد فكرة تفكيك علم الامام أمير المؤمنين(عليه السلام)
13-3-2019
وحدات الطول والزمن
27-1-2016
معنى كلمة ثمّ
9-12-2015
نهاية الكون
23-11-2014


علاقات الابوين الصحيحة والبنّاءة مع بعضهما  
  
1696   09:44 صباحاً   التاريخ: 14-7-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص23 ـ 25
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2016 2093
التاريخ: 7-3-2020 2317
التاريخ: 8-1-2016 2178
التاريخ: 31-8-2020 2542

كيف يمكن ايجاد جهاز للعلاقات العائلية قائم على أساس تبادل المشاعر والأحاسيس؟ وما الذي ينبغي فعله من أجل اقامة علاقات صحيحة؟

إن العلاقات الصحيحة والجيدة هي التي تتقوم بطرفين يتبادلان بينهما الآراء والمشاعر، ويحترم كل منهما الآخر ويقدره، ويهتم كل منهما بما يبديه الآخر من رأي، ويتعاملان بانسجام تام من أجل حل مشاكلهما. ويتقاسمان آلامهما وأفراحهما وآمالهما. ولذلك الاثر البالغ في الحد من الآلام في الظروف الصعبة عند هجوم المشاكل، وينتهي بهما الى سبل حلٍ صحيحة لتلك المشاكل.

ومن خصائص العائلة المؤمنة والمتزنة هو حسن الاستماع(1)، لأفرادها بعضهم لبعض، والترفع بالغض عن الأخطاء فيما بينهم(2)، وتحسّس بعضهم آلام البعض الآخر في الصراع مع المشاكل، وهذه العائلة - التي يظل العلاقات الزوجية بين الرجل والمرأة الجوَّ الهادئ، والمليء بالحب والغبطة، المقرون بالود والاحترام المتقابل - هي المصداق لقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الروم: 21]، فإن من أجلى وأهم وأفضل مصاديق العلاقة الصحيحة بين الزوج والزوجة هو علاقات الأبناء الودية مع بعضهم، برعايتهم للاحترام المتبادل بينهم، الذي يضمن سلامة النفس ويكون بمثابة الدواء لجرح عواطف ومشاعر كل واحدٍ من افراد العائلة.

ومما يؤدي الى الودّ واستقامة البناء العائلي المقدس، ودوام واستحكام شبكة العلاقات العائلية وضمانها هو تبادل المشاعر والعواطف، واثبات العلاقة الصادقة والحب في جوٍ من المعنوية، بحيث يعتبر كل واحد منهم الآخر سبباً لكماله ورقيه وآية من الآيات الإلهية.

والتعرف على الاصول الصحيحة لإقامة العلاقات، والتبادل الفكري والعاطفي، يمكن كل واحد من أفراد العائلة في أن يستعمل الالفاظ المحبوبة التي تصان بها شخصية كل منهم، والتي تزيد من الاحترام المتقابل لهم، وهذه الالفاظ تكون سبباً في زيادة العلاقة القلبية يوماً بعد آخر، فتؤتي ثمارها كل حين، وتزيد من رقعة السلوك المؤدّب لأبنائهم ايضاً، ومن نماذج ما ينبغي ان يقول الزوج لزوجته من الالفاظ، ما ورد في قوله (صلى الله عليه وآله): (إذا قال أحدكم لامرأته اني أحبك لم يخرج ذلك من قلبها أبداً)(3)، إن الإعراب عن الحب الباطني والقلبي، واحترام الزوجة، عن طريق المحاورة الهادئة، يكون سبباً في شدة علاقة الزوجة بالحياة المشتركة في ظل القيم الاخلاقية والمعنوية الرفيعة، وذلك لما لها من الميثاق الغليظ على زوجها، قال تعالى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}[النساء: 21]، وقال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}[النساء: 34]، وقد كان النبي الكريم (صلوات الله عليه وآله)، خير الناس لأهله في إقامة العلاقات على اساس الاحترام وتبادل المشاعر والروابط القوية، وأوصانا بذلك حيث قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)(4)، وعلى الازواج أن يكنّ كما وصف الله في كتابه العزيز في قوله: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[النساء: 34].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام): انه قال: (عود أذنك حسن الاستماع) غرر الحكم: 6234.

2ـ وعنه (عليه السلام) أيضاً أنه قال: (أشرف خصال الكرم غفلتك عمّا تعلم)، بحار الانوار: ج71، ص417.

3ـ وقال (صلى الله عليه وآله): (أكمل المؤمنين ايماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائه)، نهج الفصاحة: الكلمة رقم 454.

4ـ نهج الفصاحة: الكلمة رقم 1520. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.