أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2016
2093
التاريخ: 7-3-2020
2317
التاريخ: 8-1-2016
2178
التاريخ: 31-8-2020
2542
|
كيف يمكن ايجاد جهاز للعلاقات العائلية قائم على أساس تبادل المشاعر والأحاسيس؟ وما الذي ينبغي فعله من أجل اقامة علاقات صحيحة؟
إن العلاقات الصحيحة والجيدة هي التي تتقوم بطرفين يتبادلان بينهما الآراء والمشاعر، ويحترم كل منهما الآخر ويقدره، ويهتم كل منهما بما يبديه الآخر من رأي، ويتعاملان بانسجام تام من أجل حل مشاكلهما. ويتقاسمان آلامهما وأفراحهما وآمالهما. ولذلك الاثر البالغ في الحد من الآلام في الظروف الصعبة عند هجوم المشاكل، وينتهي بهما الى سبل حلٍ صحيحة لتلك المشاكل.
ومن خصائص العائلة المؤمنة والمتزنة هو حسن الاستماع(1)، لأفرادها بعضهم لبعض، والترفع بالغض عن الأخطاء فيما بينهم(2)، وتحسّس بعضهم آلام البعض الآخر في الصراع مع المشاكل، وهذه العائلة - التي يظل العلاقات الزوجية بين الرجل والمرأة الجوَّ الهادئ، والمليء بالحب والغبطة، المقرون بالود والاحترام المتقابل - هي المصداق لقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الروم: 21]، فإن من أجلى وأهم وأفضل مصاديق العلاقة الصحيحة بين الزوج والزوجة هو علاقات الأبناء الودية مع بعضهم، برعايتهم للاحترام المتبادل بينهم، الذي يضمن سلامة النفس ويكون بمثابة الدواء لجرح عواطف ومشاعر كل واحدٍ من افراد العائلة.
ومما يؤدي الى الودّ واستقامة البناء العائلي المقدس، ودوام واستحكام شبكة العلاقات العائلية وضمانها هو تبادل المشاعر والعواطف، واثبات العلاقة الصادقة والحب في جوٍ من المعنوية، بحيث يعتبر كل واحد منهم الآخر سبباً لكماله ورقيه وآية من الآيات الإلهية.
والتعرف على الاصول الصحيحة لإقامة العلاقات، والتبادل الفكري والعاطفي، يمكن كل واحد من أفراد العائلة في أن يستعمل الالفاظ المحبوبة التي تصان بها شخصية كل منهم، والتي تزيد من الاحترام المتقابل لهم، وهذه الالفاظ تكون سبباً في زيادة العلاقة القلبية يوماً بعد آخر، فتؤتي ثمارها كل حين، وتزيد من رقعة السلوك المؤدّب لأبنائهم ايضاً، ومن نماذج ما ينبغي ان يقول الزوج لزوجته من الالفاظ، ما ورد في قوله (صلى الله عليه وآله): (إذا قال أحدكم لامرأته اني أحبك لم يخرج ذلك من قلبها أبداً)(3)، إن الإعراب عن الحب الباطني والقلبي، واحترام الزوجة، عن طريق المحاورة الهادئة، يكون سبباً في شدة علاقة الزوجة بالحياة المشتركة في ظل القيم الاخلاقية والمعنوية الرفيعة، وذلك لما لها من الميثاق الغليظ على زوجها، قال تعالى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}[النساء: 21]، وقال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}[النساء: 34]، وقد كان النبي الكريم (صلوات الله عليه وآله)، خير الناس لأهله في إقامة العلاقات على اساس الاحترام وتبادل المشاعر والروابط القوية، وأوصانا بذلك حيث قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)(4)، وعلى الازواج أن يكنّ كما وصف الله في كتابه العزيز في قوله: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[النساء: 34].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام): انه قال: (عود أذنك حسن الاستماع) غرر الحكم: 6234.
2ـ وعنه (عليه السلام) أيضاً أنه قال: (أشرف خصال الكرم غفلتك عمّا تعلم)، بحار الانوار: ج71، ص417.
3ـ وقال (صلى الله عليه وآله): (أكمل المؤمنين ايماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائه)، نهج الفصاحة: الكلمة رقم 454.
4ـ نهج الفصاحة: الكلمة رقم 1520.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|