أسقاط حكومة الأمين وقتله
المؤلف:
باقر شريف القرشي
المصدر:
حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة:
ج2،ص238-239.
7-8-2016
3382
كان الأمين في تلك المحنة الحازبة مشغولا بلهوه وطربه وقد احاطت به جيوش المأمون ويروي المؤرخون أنه كان يصطاد سمكا مع جماعة من الخدم وكان من بينهم كوثر وكان مغرما به فخرج ينظر إلى الجيش المحيط بالقصر فأصابته شجة في وجهه فجعل يبكي فوجه الأمين من جاء به فجعل يمسح الدم من وجهه وهو يقول:
ضربوا قرة عيني ومن أجلي ضربوه أخذ اللّه من قلبي لأناس حرقوه
و كانت الانباء تتوافد عليه بهزيمة جيشه ومحاصرة قصره فلم يعن بذلك كله وكان مشغولا مع كوثر في صيد الأسماك التي جعلها في حوض كبير له وكان يقول: يصطاد كوثر ثلاث سمكات وما صدت الا سمكتين.
و كان بهذه الحالة المزرية مشغولا بلهوه حتى هجمت عليه طلائع جيش المأمون فأجهزت عليه وحمل رأسه إلى طاهر بن الحسين فنصبه على رمح وتلا قوله تعالى: {للَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} [آل عمران: 26] .
و هجاه بعض الشعراء بقوله:
اذا غدا ملك باللهو مشتغلا فاحكم على ملكه بالويل والخرب
أ ما ترى الشمس في الميزان هابطة لما غدا وهو برج اللهو والطرب
و بعث طاهر برأس الأمين إلى المأمون في (خراسان) فلما رآه حزن وتأسف فقال له الفضل:
الحمد اللّه على هذه النعمة الجليلة فان محمدا كان يتمنى أن يراك بحيث رأيته.
و أمر المأمون بنصب رأس أخيه في صحن الدار وقد وضع على خشبة واعطى الجند وأمر كل من قبض رزقة أن يلعنه فكان الجندي يقبض رزقه ويلعن الرأس وقبض بعض العجم عطاءه فقيل له: العن هذا الرأس فقال: لعن اللّه هذا ولعن والديه وادخلهم في كذا وكذا من امهاتهم فقيل له: لعنت امير المؤمنين وكان المأمون يسمعه فتغافل عنه وأمر بحط رأس أخيه ورده إلى العراق فدفن مع جثته .
و انتهت بذلك حياة الأمين وقد حكت عن قساوة المأمون وعدم رأفته على أخيه فقد سلبت الرحمة من نفسه وما ذاك إلّا لحرصه على الملك.
و لم تظهر لنا أية بوادر للامام الرضا (عليه السّلام) في عهد الأمين ولعل السبب في ذلك هو انشغاله في الحرب مع أخيه فقد اشغلته هذه الحرب عن التعرض للامام (عليه السّلام) بأيّ مكروه.
الاكثر قراءة في موقفه السياسي وولاية العهد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة