أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2022
1613
التاريخ: 28-12-2021
2135
التاريخ: 21-5-2022
1406
التاريخ: 4-1-2022
1726
|
- الشكل المنخرق Perforated States:
احيانا توجد بعض الدول محصورة في داخل دولة أخرى أشبه بجزيرة محاطة بالدولة الأخرى من جميع الجهات بحيث لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الدولة المحيطة بها مثل الفاتيكان في إيطاليا وغامبيا في السنغال وسان مارينو في إيطاليا وسوازيلاند وليسوتو في جنوب أفريقيا.
والدولة التي تكون في مثل هذا الوضع عادة تكون في موقف ضعيف، وتقع دائما تحت تهديد الدولة المحيطة بها، ولذلك ينبغي أن تكون دائما على علاقة طيبة بها، ولذا اضطرت غامبيا إلى إقامة اتحاد مع السنغال في عام ١٩٨٢ باسم سنغامبيا، تجنبا لما تعانيه من جراء هذا الموقع.
واحيانا توجد أجزاء من دولة في داخل دولة أخرى وتأخذ صورا مختلفة، فقد تكون منفصلة تماما عن الدولة الأم وتحاط بدولة أخرى من جميع الجهات بحيث لا يمكن الوصول إليها إلا بالمرور في الدولة المحيطة بها مثل برلين الغربية التي كانت محاطة بألمانيا الشرقية رغم تبعيتها لألمانيا الغربية قبل أن تتحد المانيا بشقيها الشرقي والغربي.
وقد تأخذ شكل جيب أو لسان او نتوء يمتد من الدولة في دول أخرى مثل جيب واخان 30^ص١ الممتد من أفغانستان شرقا ليفصل بين روسيا والباكستان (مناطق نفوذ الاستعمار البريطاني سابقا(، ومثل الكمرون الممتد حتى بحيرة تشاد، والنتوء اليوناني الممتد من بلغاريا وبحر إيجة. ومثل اللسان الذي يطلق عليه قرن الماعز Caprivis Finger في الشمال الشرقي لجنوب غرب افريقيا الذي يمتد شرقا حتى نهر الزمبيزي والذي يفصل بين أنجولا وزامبيا في الشمال وبتسوانا لاند في الجنوب.
ويطلق على الجزء الذي يقع في دولة رغم تبعيته لدولة أخرى اسم مكتنف Exclave وبالنسبة للدولة المحيطة به يسمى مكتنف Enclave ومن هذه المكتنفات لليفليا Llivia الواقعة في فرنسا وتتبع إسبانيا، وكذلك كامبيونى التابعة لسويسرا وتقع في إيطاليا، وأكبر المكتنفات عددا توجد على طول الحدود بين الهند وبنجلاديش.
وتسبب هذه المكتنفات شكل (20) والجيوب الكثير من المشكلات بين الدول المشتركة فيها مما يوجب عقد اتفاقات بينها بخصوص الاتصال بها وإدارتها نظرا الصعوبة موقعها بالنسبة للدولة الام والدولة التي تحيط بهذا المكتنف أو الجيب.
شكل (20) المكتنفات والجيوب
وهناك علاقة وثيقة بين شكل الدولة وموقع العاصمة. فمن المعروف أن معظم عواصم الدول تحرص على وجودها في مكان مركزي في مكان وسيط من كل أراضي الدولة. أو بالتحديد من كل الأراضي ذات النشاط الاقتصادي والاجتماعي وذات الكثافة السكانية، فالثقل وأقطاب الثقل السكاني والاقتصادي لاشك تجذب إليها المراكز الإدارية وبالتالي العاصمة. والموقع الوسطى للعواصم هام جدا لأن العاصمة هي قلب الدولة النابض وعقلها المفكر والمدبر، ولذا وجب أن تكون في أكثر المواقع أمانا وكفاءة في الحماية. وليس هناك أفضل من الموقع المركزي لتحقيق هذا الفرض.
ومدريد في اسبانيا وبرن في سويسرا ووارسو في بولندا عواصم مثالية لموقعها المتوسط بالنسبة لشكل الدول التابعة لها على الترتيب.
والعواصم ليست ثابتة فهي تتغير بل وتتحرك من مكان لآخر داخل الدولة وقد نقلت تركيا عاصمتها من استنبول إلى أنقرة بعد تقلص وزوال الإمبراطورية العثمانية، ونقل الاتحاد السوفيتي عاصمته من موسكو إلى لينينجراد مرة ثم إلى موسكو مرة أخرى ونقلت البرازيل عاصمتها من ريودي جانيرو إلى برازيليا في داخل البلاد.
وعندما تنقل الدولة عاصمتها من جهة داخلية إلى جهة ساحلية يدل ذلك على أن الدولة تتجه اتجاها بحريا. وعندما يحدث العكس يدل ذلك على أن الدولة تتجه اتجاها داخليا.
واشنطن بموقعها في شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية انما جاء ذلك التوجيه بسبب تركز النشاط الاقتصادي والصناعي والثقل السكاني في الولايات المتحدة في شمال شرق الولايات المتحدة.
وان تماسك و اتصال أجزاء الدولة أو ظهورها ككتلة واحدة يعتبر من ميزاتها، فكلما كانت ملتئمة كلما قصرت أطول الحدود بالنسبة إلى المساحة. ومن الناحية النظرية البحتة يعتبر الشكل الدائري مثاليا، وخاصة إذا كانت عاصمتها تمثل مركز هذه الدائرة، ويمكن معرفة الانحراف عن هذا الشكل المثالي عن طريق عمل نسبة بعد الحدود الحقيقية عن أقصر طول للحدود، أي عن محيط هذه الدائرة، فكلما كان الرقم صغيرا كانت الدولة أقرب إلى الشكل المثالي، وكلما كان كبيرا كلما بعدت عن هذا كما يتضح من جدول (8).
جدول (8) الانحراف عن الشكل المثالي
الدولة |
أورجواي |
رومانيا |
المجر |
المكسيك |
شيلي |
% طول الحدود إلى أقصر طول لها |
105 |
137 |
146 |
258 |
310 |
ويظهر الشكل المثالي على سبيل المثال في رومانيا، والمجر كلهما اشكال اقرب الى المثالية، بينما تعد شيلي مثلا تقليديا للدول ذات الامتداد الطولي الكبير، إذ تمتد من الشمال إلى الجنوب مسافة ٣٩٠٠ ميل، على حين ان عرضها قد لا يتجاوز المائة ميل، فإذا أضفنا إلى هذا وجود جبال الانديز التي تزيد المواصلات تعقيدا وصعوبة، ادركنا أن مشكلة الدفاع في مثل هذه البلاد من الصعوبة بمكان، كذلك الحال في النرويج التي أمكن للألمان شل حركتها بالاستيلاء على المدن والموانئ الساحلية، التي تتحكم في طرق المواصلات مع الداخل، ولا يمتد في شيلي أو النرويج خط حديدي بطول الدولة بالكامل، وإذا كانت النرويج يمتد فيها طريق طولي صالح طول العام فهذا ما لا يتوفر في شيلي التي تعتمد بالدرجة الأولى في تجارتها ونقل سلعها على السفن الساحلية، كما اضطرت شيلي أيضا إلى تخفيف التعريفة الجمركية في الأقاليم المتطرفة شمالا وجنوبا، كذلك كان لاستطالة تشيكوسلوفاكيا بالإضافة إلى ظهور الحواجز
الجبلية اثره في صعوبة المواصلات، وبالتالي كان من عوامل ظهور الروح الانفصالية علد السلوفاك والتي أدت في النهاية إلى انقسام الدولة إلى دولتين تشيك وسلوفاك.
كما تعد الدولة غير مثالية الشكل حين تظهر فيها أجزاء منفصلة عن الكتلة الرئيسة فألمانيا قبل الحرب الثانية حين كان يشطرها الممر البولندي، او الباكستان التي كان يفصل شطريها عن بعضها مسافة الف ميل بالبر، بينما يبعد ميناء شيتاجونج عن كراتشي نحو 3 آلاف ميل، وكان هذا من عوامل ضعف الدولة، وانفصال باكستان الشرقية باسم دولة بنجلادش.
والأمثلة واضحة ايضا في خريطة افريقية السياسية، حيث جمهورية مالي التي تختنق في الوسط وتترك على الجانبين كتلتين شبه منفصلين يسهل قطعها نظريا عن بعضهما البعض من الخارج، أي من بوركينافاسو وموريتانيا، كذلك الحال في الصومال التي تمتد على هيئة شكل 7 الإفرنجي فهي مفرطة في الطول مما يضعف من التماسك الداخلي، كما يمكن لاسفين أوجادين هرر الذي يتعمق في الصومال شطر هذه البلاد إلى شطرين، وتكرر زامبيا صورة مالي، كما تكرر موزمبيق صورة الصومال، أما مالاوي فليست إلا اسفينا في موزمبيق، وفي جمهورية جنوب أفريقية نجد أن الترنسفال تمتد بعيدا إلى الشمال، حتى أنها تقع في دائرة نفوذ مابوتو.
شكل (21) شكل وموقع دول منتقاه
وكان من نتائج عدم الانتظام في اشكال الدول الأفريقية، فرط طول حدودهما السياسية فتكاد حدود أفريقية السياسية (٢٩٠٠٠ ميلا ) تعادل كل حدود العالم الجديد او ضعف حدود أوربا (15000ميلا).
ولكن يجب أن نستدرك ونقول بان المشكلات السياسية لا تتوقف على عنصر واحد فقط، فهناك دول أجزاؤها متباعدة مثل نيوزلندا والدانمرك ومع ذلك لا يظهر فيها عدم التماسك أو عدم الترابط الاجتماعي.
شكل (22) نماذج لأشكال الدول
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|