أقرأ أيضاً
التاريخ: 18/12/2022
1654
التاريخ: 8-06-2015
17317
التاريخ: 11-4-2022
1531
التاريخ: 1-2-2016
2306
|
مصبا- زان الشيء صاحبه زينا من باب سار ، وأزانه ازانة : مثله ، والاسم الزينة. وزيّنته : مثله ، والزين نقيض الشين.
مقا- زين : أصل صحيح يدلّ على حسن الشيء وتحسينه. فالزين نقيض الشين ، يقال زيّنت الشيء تزيينا. وأزينت الأرض وازّيّنت وازدانت : إذا حسّنها عشبها.
مفر- الزينة الحقيقيّة ما لا يشين الإنسان في شيء من أحواله لا في الدنيا ولا في الآخرة ، فأما ما يزينه في حالة دون حالة : فهو من وجه شين. والزينة ثلاث : زينة نفسيّة كالعلم والاعتقادات الحسنة ، وزينة بدنيّة كالقوّة وطول القامة ، وزينة خارجيّة كالمال والجاه.
التهذيب 13/ 255- الزين نقيض الشين ، وسمعت صبيّا من بنى عقيل يقول لصبي آخر : وجهى زين ووجهك شين ، أراد أنّه صبيح الوجه وأنّ الآخر قبيحه ، والتقدير وجهى ذو زين ووجهك ذو شين ، فنعتهما بالمصدر كما يقال رجل صوم وعدل اي ذو عدل. وقال الليث : زانه الحسن يزينه زينا ، وازدانت الأرض بنباتها ازديانا وازيّنت وتزيّنت اي حسنت وبهجت ، قال : والزينة اسم جامع لكلّ شيء يتزيّن به.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو حسن في ظاهر ، سواء كان في أمر مادّي محسوس أو معنوي ، أو في اثر علاقة وتخيّل ، وسواء كانت الزينة عرضيّة أو ما يتظاهر من نفس الشيء وتكون من أجزائه.
فالزينة في المادّي كما في- {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [فصلت : 12] ، و{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ...} [الصافات : 6] ، {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ...} [يونس : 24] ، { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا...} [الكهف : 7] ، {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} [القصص : 79].
وفي المعنويّات كما في- {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ...} [الحجرات : 7] ، {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ...} [آل عمران : 14] ، {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ} [الرعد : 33]
وفي مقام التخيّل كما في- {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ..} [الأنعام : 43] ، {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ...} [النمل : 24] ، {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ} [النمل : 4] والزينة العرضيّة كما في-{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف : 31].
والزينة من نفس الشيء كما في تزيّن السماء بالكواكب والمصابيح ، حيث انّ الكواكب والمصابيح من السماء ومن أجزائها.
والزينة العامّة كما في- {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ...} [النور : 31] ، {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} [الحجر : 39] فتشمل الزينة العرضيّة والنفسيّة معا.
فظهر أنّ حقيقة الزينة : عبارة عن حسن في ظاهر شيء سواء كان بالعرض أو بالذات ، فالزينة في المرأة : كلّ ما يتراءى ويتظاهر ويتجلّى من محاسن المرأة ، فتشمل الوجه واليدين.
وسبق في الحلي انّه مخصوص بالزينة العرضيّة ، بخلاف الزينة.
وقد غفل عن هذه الحقيقة : بعض المؤلّفين وفسّروا الزينة بالحلية ، و قال بعضهم فرارا عن المحذور : بانّ المراد مواضع الزينة.
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ...} [النور : 31] {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور : 31] في هذه الآية الكريمة لطائف :
1- التعبير بالإبداء : فانّ الإبداء في قبال الإخفاء ، كما أنّ الظهور في مقابل البطون ، ويعتبر في البدوّ : الظهور القهري من دون قصد واختيار ، فيكون معنى عدم الإبداء : هو الإخفاء والستر.
2- قلنا انّ الزينة أعمّ من الحلية والزبرج : فتشمل الزينة العارضة من خارج والزينة والمحاسن التي في نفس البدن ، والمصداق الأتمّ الأعلى من هذا المفهوم هو الوجه المتجلّي فيه تمام الحسن والجمال وخصوصيّات مفاهيم بها ينجذب المرء ويتمايل ويشتهى اليها ، ثمّ اليد المتجلّي فيها صفات المرأة.
3- الّا ما ظهر منها : التعبير بالظهور دون البدوّ ، فانّ الظهور في مقابل البطون لا الخفاء ، والمراد ما يظهر من الزينة قهرا أو ضرورة ومن دون قصد ، بعد اخفائها ، كاللباس الظاهر والحذاء والجوراب وما يظهر من الزينة قهرا أو ضرورة من وراء حجاب أو من زوايا الحجاب أو غفلتا عند العمل بما يجب.
وهذا هو المراد فيما في بعض الروايات الشريفة من تفسيره بالوجه والكفّين ، اي ما يظهر قهرا أو ضرورة من الوجه واليد بعد اخفائها.
ثمّ انّ تفسير ما ظهر بالوجه والكفّين : يدلّ على شمول الزينة (المستثنى منه) حتّى يستثنى منه ما ظهر ، فالزينة تشمل الوجه والكفّين على أي حال.
4- وليضربن بخمرهنّ : تأكيد آخر بعد تكليف إخفاء الزينة ، فانّ الضرب بالخمر على الجيوب تأكيد وتشديد لإخفاء الزينة وتأييد وتقوية له ، ليكون الظهور في محالّ الزينة وموارد الحسن والجمال أقلّ.
5- ولا يبدين زينتهنّ الّا لبعولتهنّ : تأكيد وتكرير للإخفاء بالزينة ، واشارة الى تحديد موارد الاستثناء من هذه الجهة ، ليكون الحدود والخصوصيّات من جهة الناظر أيضا مشخصّة متعيّنة ، اشارة الى اهميّة الحكم.
6- او الطفل الّذين : في قيد الطفل بصفة- لم يظهروا ، وقيد التابعين بقوله غير اولى الإربة : اشارة ودلالة الى أهميّة الموضوع ولزوم الدقّة فيه.
7- ولا يضربن بأرجلهنّ : هذا الإرشاد والحكم بعد حكم إخفاء الزينة تأكيد آخر في الموضوع ، فانّ ضرب الرجل قد ينتهى الى ظهور الزينة وتحقّق جلب المرء الناظر الأجنبي من غير مستقيم.
والعجب العجيب ممّن يحكم باستثناء الوجه مع هذه التأكيدات الكثيرة وأدلّة اخرى من الآيات والروايات : من دون تحقيق وتدقيق- راجع الجلب.
{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ} [النمل : 4] ، {كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ} [الأنعام : 108] ، {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات : 7] انّ اللّه تعالى لا يريد للعباد الّا ما يقتضيه الصلاح والخير لهم ، وإذا لم يريدوا الصلاح وسلكوا في مسير الفساد وأعرضوا عن الخير والهداية ولم يسترشدوا بأي رسالة وهداية : فيريد اللّه لهم ما يحبّونه ويطلبونه ، فانّ الناس مختارون في اختيار الهداية والغواية والحياة الدنيويّة والاخرويّة ، وهذا معنى قوله تعالى- {زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}[الأنعام : 108] - اي نزيّن لكلّ امّة ما يأمّون ويقصدون ويحبّونه. وهكذا معنى قوله- سبقت رحمته غضبه.
فظهر أنّ مرجع التزيين الى حبّ النفس والعجب بالعمل والاعراض الكامل عن ما يخالف تمايله ومسيره ، فهذا يقتضى أن يزيّن عمله- {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا...} [البقرة : 212] ، {زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ...} [التوبة : 37] ، {زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [يونس : 12] . هذا آخر حرف الزاء وبتمامه يتمّ الجزء الرابع من كتاب التحقيق في كلمات القرآن الكريم ، ويتلوه الجزء الخامس وأوّله حرف السين.
ونسأل اللّه العزيز المتعال أن يوفّقنا في إتمام أجزاء الكتاب الباقية ، انّه ولي التوفيق وبيده القوّة والتأييد ، ولا حول ولا قوّة الّا باللّه العلي العظيم ، وبه استمدّ واستعين ، وهو نعم الوكيل.
وقد تمّ هذا الجزء ببلدة قم المشرّفة في تاريخ سلخ الربيع الثاني من شهور سنة 1399 القمريّة الهجريّة ، يطابق 9/ 1/ 1358 شمسيّة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|