أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-8-2016
3387
التاريخ: 2-8-2016
7054
التاريخ: 2-8-2016
3323
التاريخ: 19-05-2015
3504
|
كان الرضا (عليه السلام) يكثر وعظ المأمون إذا خلا به و يخوفه بالله و تقبح له ما يرتكبه من خلافه و كان المأمون يظهر قبول ذلك و يبطن كراهته و استثقاله و دخل الرضا (عليه السلام) يوما و هو يتوضأ للصلاة و الغلام يصب على يده الماء فقال لا تشرك يا أمير المؤمنين بعبادة ربك أحدا فصرف المأمون الغلام و تولى تمام الوضوء بنفسه و زاد ذلك في غيظه و وجده عليه .
وكان (عليه السلام) يزري على الحسن و الفضل ابني سهل عند المأمون إذا ذكرهما و يصف له مساويهما و ينهاه عن الإصغاء إلى قولهما و عرفا ذلك منه فجعلا يخطيان عليه عند المأمون و يذكران له عنه ما يبعده منه و يخوفانه من حمل الناس عليه فلم يزالا كذلك حتى قلبا رأيه فيه و عمل على قتله فاتفق أنه أكل هو و المأمون طعاما فاعتل منه الرضا (عليه السلام) و أظهر المأمون تمارضا. فذكر محمد بن علي بن حمزة بن منصور بن بشير عن أخيه عبد الله بن بشير قال أمرني المأمون أن أطول أظفاري على العادة و لا أظهر لأحد ذلك ثم استدعاني فأخرج لي شيئا يشبه التمر الهندي و قال لي اعجن هذا بيديك جميعا ففعلت ثم قام و تركني و دخل على الرضا (عليه السلام) فقال ما خبرك قال له أرجو أن أكون صالحا قال له و أنا اليوم بحمد الله صالح فهل جاءك أحد من المترفين في هذا اليوم قال لا فغضب المأمون و صاح على غلمانه قال فخذ ماء الرمان الساعة فإنه مما لا يستغني عنه ثم دعاني فقال ايتنا برمان فأتيته به فقال لي اعتصره بيديك ففعلت و سقاه المأمون للرضا (عليه السلام) بيده فكان ذلك سبب وفاته و لم يلبث إلا يومين حتى مات (عليه السلام) .
وذكر عن أبي الصلت الهروي قال دخلت على الرضا (عليه السلام) و قد خرج المأمون من عنده فقال لي يا أبا الصلت قد فعلوها و جعل يوحد الله و يمجده.
و روي عن محمد بن الجهم أنه قال كان الرضا (عليه السلام) يعجبه العنب فأخذ له منه شيء فجعل في مواضع أقماعه الإبر أياما ثم نزعت منه و جيء به إليه فأكل منه و هو في علته التي ذكرناها فقتله وذكر أن ذلك من ألطف السموم ؛ فلما توفي الرضا (عليه السلام) كتم المأمون موته يوما و ليلة ثم أنفذ إلى محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام) و جماعة من آل أبي طالب الذين كانوا عنده فلما حضروه نعاه إليهم و بكى و أظهر حزنا شديدا و توجعا و أراهم إياه صحيح الجسم و قال يعز علي أن أراك يا أخي في هذه الحال و قد كنت آمل أن أقدم قبلك فأبى الله إلا ما أراد ثم أمر بغسله و تكفينه و تحنيطه و خرج مع جنازته يحملها حتى انتهى إلى الموضع الذي هو مدفون فيه الآن فدفنه و الموضع دار حميد بن قحطبة في قرية يقال لها سناباذ على دعوة من نوقان بأرض طوس و فيها قبر هارون الرشيد و قبر أبي الحسن (عليه السلام) بين يديه في قبلته ؛ ومضى الرضا (عليه السلام) و لم يترك ولدا نعلمه إلا ابنه الإمام بعده أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) و كان سنه يوم وفاة أبيه سبع سنين و أشهرا آخر كلام الشيخ المفيد (رحمه الله تعالى) .
قال العبد الفقير إلى الله تعالى عبد الله علي بن عيسى بلغني ممن أثق به أن السيد رضي الدين علي بن الطاوس (رحمه الله) كان لا يوافق على أن المأمون سقى عليا (عليه السلام) و لا يعتقده و كان (رحمه الله) كثير المطالعة و التنقيب و التفتيش على مثل ذلك و الذي كان يظهر من المأمون من حنوه عليه و ميله إليه و اختياره له دون أهله و أولاده مما يؤيد ذلك و يقرره و قد ذكر المفيد (رحمه الله) شيئا ما يقبله نقدى و لعلي واهم و هو أن الإمام (عليه السلام) كان يعيب ابني سهل عند المأمون و يقبح ذكرهما إلى غير ذلك و ما كان أشغله بأمور دينه و آخرته و اشتغاله بالله عن مثل ذلك و على رأي المفيد (رحمه الله) أن الدولة المذكورة من أصلها فاسدة و على غير قاعدة مرضية فاهتمامه (عليه السلام) الوقيعة فيهما حتى أغراهما بتغيير رأي الخليفة عليه فيه ما فيه ؛ ثم إن نصيحته للمأمون و إشارته عليه بما ينفعه في دينه لا يوجب أن يكون سببا لقتله و موجبا لركوب هذا الأمر العظيم منه و قد كان يكفي في هذا الأمر أن يمنعه عن الدخول عليه أو يكفه عن وعظه ؛ ثم إنا لا نعرف أن الإبر إذا غرست في العنب صار العنب مسموما و لا يشهد به القياس الطبي و الله تعالى أعلم بحال الجميع و إليه المصير و عند الله تجتمع الخصوم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|