المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرحلـة خلـق الرغبـة علـى الشـراء فـي سلـوك المـستهـلك 2
2024-11-22
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22

أربد العامري
16-1-2023
مواعيد زراعة الشمام والقاوون
24-9-2020
الفقه الرضوي‏
30-7-2016
Space Curvature
12-11-2016
بشاعة التفرقة وزرع الاختلاف
5-10-2014
اليوم التاسع من الشهر والدعاء فيه.
2023-11-18


فضل زيارة الامام الرضا  
  
7045   09:13 صباحاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص386-387.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /

اصبح مرقد الامام الرضا (عليه السّلام) في (خراسان) من أعز المراقد في الاسلام فقد حظي بهالة من الاكبار و التقديس بما لم يحظ به مرقد من مراقد اولياء اللّه تعالى فقد تهافتت على زيارته ملايين المسلمين متقربين بذلك إلى اللّه تعالى يقول محمد بن المؤمل : خرجنا مع امام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة و عديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا و هم إذ ذاك متوافدون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس فرأيت من تعظيم ابن خزيمة لتلك البقعة و تواضعه لها و تضرعه عندها ما حيرنا .

ان اللّه تعالى خص قبر وليه الامام الرضا (عليه السّلام) بفضيلة فقد جعله ملاذا للمنكوبين و ملجأ لذوي الحاجات و قد شاعت هذه المكرمة عند جميع الأوساط و قد كتب على بعض جوانب القبر الشريف بيتين من الشعر.

من سره أن يرى قبرا برؤيته يفرج اللّه عمن رآه كربه فليأت ذا القبر ان اللّه أسكنه سلالة من رسول اللّه منتجبة .

و قد تواترت الأخبار بفضل زيارة الامام الرضا (عليه السّلام) و هذه بعضها:

1- روى جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت وصي الأوصياء و وارث علم الأنبياء أبا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) يقول: حدثني سيد العابدين علي بن الحسين عن سيد الشهداء الحسين بن علي عن سيد الأوصياء امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): ستدفن بضعة مني بارض (خراسان) ما زارها مكروب إلّا نفس اللّه كربته و لا مذنب إلّا غفر اللّه ذنوبه‏ .

2- روى محمد بن عمارة عن أبيه عن الامام الصادق (عليه السّلام) عن آبائه عن الامام امير المؤمنين (عليه السّلام) قال : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): ستدفن بضعة مني بارض (خراسان) لا يزورها مؤمن إلّا اوجب اللّه عزّ و جلّ له الجنة و حرم جسده على النار .

3- روى الحسن بن علي الوشاء قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السّلام): إني سأقتل بالسم مظلوما فمن زارني عارفا بحقي غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر .

4- روى سليمان بن حفص المروزي قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السّلام) يقول: إن ابني عليا مقتول بالسم ظلما و مدفون إلى جنب هارون بطوس من زاره كمن زار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) .

5- روى الصقر بن دلف‏  قال: سمعت سيدي علي بن محمد بن علي الرضا (عليه السّلام) يقول: من كانت له إلى اللّه حاجة فليزر قبر جدي الرضا (عليه السّلام) بطوس و هو على غسل و ليصل عند رأسه ركعتين و ليسأل اللّه حاجته في قنوته فانه يستجيب له ما لم يسأل في إثم أو قطيعة رحم و ان موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن إلّا اعتقه اللّه من النار و أحله إلى دار القرار .

الى غير ذلك من الاخبار التي أثرت عن أئمة الهدى (عليهم السّلام) و هي تحث على زيارة مرقد الامام الرضا (عليه السّلام) و تذكر المزيد من الأجر لمن حظي بزيارته.

و لمرقد الامام (عليه السّلام) أهمية بالغة عند ملوك المسلمين فقد قام الملك الشاه عباس بتذهيب القبة الشريفة التي هي على القبر و قد بذل لها من خالص ماله و قد استغرق مدة بنائها ست سنين و لما تم بناؤها في سنة 1016هـ مضى شاه عباس ماشيا من (اصفهان) الى (خراسان) لزيارة المرقد الطاهر .

و قد حظي المرقد المعظم بعناية بالغة من قبل الملوك الايرانيين و وزرائهم و سائر المحسنين من ذوي الثراء العريض فاوقفوا له العمارات و الأراضي الواسعة و ارصدوا له بنوكا خاصة تدر بملايين الأموال و قد تولى فريق من الجيش الايراني حراسة المرقد و القيام بخدمته كما اقيمت بالقرب من المرقد مكتبة نفيسة تعد في طليعة مكتبات الشرق الأوسط فقد حفلت بما يزيد على اربعين الف مخطوط اما الكتاب المطبوعة فتعد بمئات آلاف و قد حوت جميع أنواع العلم القديمة و الحديثة و بالقرب من المرقد الشريف أقيم مضيف للامام الرضا (عليه السّلام) يتولى اطعام الزائرين و ينفق على جميع ذلك من المصارف و البنوك التي هي وقف للامام الرضا (عليه السّلام) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.