المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28

استقرارية بعض نماذج الانحدار الذاتي اللاخطية
6-8-2017
الحكم الشرعي وتقسيمه
2-9-2016
استحباب الدعاء في طلب الولد بالمأثُورِ
2024-11-06
Pi Digits
29-1-2020
التركيب السكاني - التركيب الزواجي
6-11-2021
نظرية المرونة elastic theory
4-11-2018


ولادة الامام الرضا (عليه السلام)  
  
3937   04:19 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص333-334.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / الولادة والنشأة /

وقع الخلاف في تاريخ ولادته و الأشهر أنّه (عليه السلام)  ولد في الحادي عشر من شهر ذي القعدة سنة 148 هـ في المدينة المنوّرة و قيل في الحادي عشر من شهر ذي الحجة سنة 153هـ بعد وفاة الامام الصادق (عليه السلام) بخمس سنين، و على الرواية الأولى المشهورة تكون ولادته بعد وفاة الامام الصادق (عليه السلام) بأيام قليلة، و كان الصادق (عليه السلام) يتمنّى رؤيته كما روي عن الامام موسى الكاظم (عليه السلام) انّه قال:  سمعت أبي جعفر بن محمد (عليه السلام) غير مرّة يقول لي : انّ عالم آل محمد لفي صلبك و ليتني أدركته فانّه سميّ أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) .

روى الشيخ الصدوق عن يزيد بن سليط انّه قال: لقينا أبا عبد اللّه (عليه السلام) في طريق مكة و نحن جماعة فقلت له: بأبي أنت و أمّي أنتم الأئمة المطهرون و الموت لا يعري منه أحد، فأحدث إليّ شيئا ألقيه إلى من يخلفني .

فقال لي: نعم هؤلاء ولدي و هذا سيّدهم و أشار إلى ابنه موسى (عليه السلام)  و فيه علم الحكم، و الفهم، و السخاء، و المعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، و فيه حسن الخلق و حسن الجوار، و هو باب من أبواب اللّه عز و جل و فيه أخرى هي خير من هذا كلّه، فقال له أبي: و ما هي بأبي أنت و أمّي؟

 قال: يخرج اللّه منه غوث هذه الأمة و غياثها و علمها و نورها و فهمها و حكمها، خير مولود و خير ناشئ، يحقن اللّه به الدماء، و يصلح به ذات البين، و يلمّ به الشعث، و يشعب به الصدع، و يكسو به العاري، و يشبع به الجائع، و يؤمن به الخائف، و ينزل به القطر، و يأتمر له العباد،

خير كهل، و خير ناشئ، يبشّر به عشيرته قبل أوان حمله، قوله حكم، و صمته علم، يبيّن للناس ما يختلفون فيه .

قال العلامة المجلسي (رحمه اللّه) : في جلاء العيون عند ذكر احوال الإمام الرضا (عليه السلام) : اسمه الشريف عليّ و كنيته أبو الحسن و أشهر ألقابه الرضا و قيل أيضا الصابر و الفاضل و الرضيّ و الوفيّ و قرة أعين المؤمنين و غيظ الملحدين .

و روى ابن بابويه بسند حسن عن البزنطي انّه قال : قلت لأبي جعفر محمد بن عليّ بن موسى (عليه السلام) : إنّ قوما من مخالفيكم يزعمون أنّ أباك (عليه السلام) إنمّا سمّاه المأمون  الرضا  لما رضيه لولاية عهده، فقال (عليه السلام) : كذبوا و اللّه و فجروا، بل اللّه تبارك و تعالى سمّاه  الرضا لأنّه كان رضيّا للّه تعالى في سمائه و رضيّا لرسوله و الأئمة من بعده (صلوات اللّه عليهم) في أرضه .

قال: فقلت له: أ لم يكن كلّ واحد من آبائك الماضين (عليهم السّلام) رضيّا للّه تعالى و لرسوله و الأئمّة (عليهم السّلام) ؟ فقال: بلى، فقلت : فلم سمّي أبوك (عليه السلام) من بينهم الرضا ؟ قال : لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه و لم يكن ذلك لأحد من آبائه (عليهم السّلام) فلذلك سمّي من بينهم الرضا (عليه السلام) ‏ .

 و روى أيضا عن سليمان بن حفص بسند معتبر أنّه قال : كان موسى بن جعفر (عليه السلام) يسمّي ولده عليّا الرضا و كان يقول: ادعوا لي ولدي الرضا، و قلت لولدي الرضا، و قال لي ولدي الرضا، و إذا خاطبه قال يا أبا الحسن‏ .

و أبوه الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) و امّه أم ولد و لها أسماء منها: تكتم و نجمة و أروى و سكن‏ و سمانة  و أمّ البنين و قيل أيضا خيزران و صقر و شقراء .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.