أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-5-2020
4820
التاريخ: 27-4-2020
3429
التاريخ: 1-5-2020
12948
التاريخ: 1-5-2020
2947
|
قال تعالى : {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُو عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } [الزمر : 22 - 24] .
تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1)
{أ فمن شرح الله صدره للإسلام} أي : فسح صدره ووسع قلبه لقبول الإسلام والثبات عليه وشرح الصدر يكون بثلاثة أشياء ( أحدها ) بقوة الأدلة التي نصبها الله تعالى وهذا يختص به العلماء ( والثاني ) بالألطاف التي تتجدد له حالا بعد حال كما قال سبحانه والذين اهتدوا زادهم هدى ( والثالث ) بتوكيد الأدلة وحل الشبهة وإلقاء الخواطر {فهو على نور} أي على دلالة وهدى {من ربه} شبه الأدلة بالنور لأن بها يعرف الحق كما بالنور تعرف أمور الدنيا عن الجبائي وقيل النور كتاب الله عز وجل فيه نأخذ وإليه ننتهي عن قتادة وحذف كمن هو قاسي القلب يدل على المحذوف قوله {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} وهم الذين ألفوا الكفر وتعصبوا له وتصلبت قلوبهم حتى لا ينجع فيها وعظ ولا ترغيب ولا ترهيب ولا ترق عند ذكر الله وقراءة القرآن عليه {أولئك في ضلال} أي عدول عن الحق {مبين} أي ظاهر واضح .
{الله نزل أحسن الحديث} يعني القرآن سماه الله حديثا لأنه كلام الله والكلام سمي حديثا كما يسمى كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) حديثا ولأنه حديث التنزيل بعد ما تقدمه من الكتب المنزلة على الأنبياء وهو أحسن الحديث لفرط فصاحته ولإعجازه واشتماله على جميع ما يحتاج المكلف إليه من التنبيه على أدلة التوحيد والعدل وبيان أحكام الشرع وغير ذلك من المواعظ وقصص الأنبياء والترغيب والترهيب .
{كتابا متشابها} يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا ليس فيه اختلاف ولا تناقض وقيل معناه أنه يشبه كتب الله المتقدمة وإن كان أعم وأجمع وأنفع وقيل متشابها في حسن النظم وجزالة اللفظ وجودة المعاني {مثاني} سمي بذلك لأنه يثني فيه بعض القصص والأخبار والأحكام والمواعظ بتصريفها في ضروب البيان ويثني أيضا في التلاوة فلا يمل لحسن مسموعة .
{تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} أي تأخذهم قشعريرة خوفا مما في القرآن من الوعيد {ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} إذا سمعوا ما فيه من الوعد بالثواب والرحمة والمعنى أن قلوبهم تطمئن وتسكن إلى ذكر الله الجنة والثواب فحذف مفعول الذكر للعلم به وروي عن العباس بن عبد المطلب أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال ((إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت(2) عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها)) وقال قتادة هذا نعت لأولياء الله بنعتهم الله بأن تقشعر ، جلودهم وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم إنما ذلك في أهل البدع وهومن الشيطان .
{ذلك} يعني القرآن {هدى الله يهدي به من يشاء} من عباده بما نصب فيه من الأدلة وهم الذين آتاهم القرآن من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن الجبائي وقيل يهدي به من يشاء من الذين اهتدوا به إنما خصهم بذلك لأنهم المنتفعون بالهداية ومن لم يهتد لا يوصف بأنه هداه الله إذ ليس معه هداية {ومن يضلل الله} عن طريق الجنة {فما له من هاد} أي لا يقدر على هدايته أحد عن الجبائي وقيل معناه من ضل عن الله ورحمته فلا هادي له يقال أضللت بعيري إذا ضل عن أبي مسلم وقيل معناه من يضلله عن زيادة الهدى والألطاف لأن الكافر لا لطف له .
{أ فمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة} تقديره أ فحال من يدفع عذاب الله بوجهه يوم القيامة كحال من يأتي آمنا منا لا تمسه النار وإنما قال بوجهه لأن الوجه أعز أعضاء الإنسان وقيل معناه أ من يلقى في النار منكوسا فأول عضو منه مسته النار وجهه عن عطاء ومعنى يتقي يتوقى كما قال عنترة :
إذ يتقون بي الأسنة لم أخم *** عنها ولكني تضايق مقدمي (4)
أي : يقدمونني إلى القتال فيتوقون بي حرها ثم أخبر سبحانه عما يقوله خزنة النار للكفار بقوله {وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون} أي جزاء ما كسبتموه من المعاصي .
__________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج8 ، ص394-396 .
تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1)
{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُو عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} . من توكل على اللَّه كفاه ، ومن طلب الهداية هداه ، فإذا علم الخير من عبده وانه يطلب معرفة الحق للعمل به أخذ سبحانه بيده وأرشده إلى بغيته وجعله على بينة من أمره :
{ومَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها ومَنْ يُرِدْ ثَوابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها} - 145 آل عمران .
{فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} . قست ولم تمل لهداية على الرغم من العظات والعبر والتحذير والتبشير {أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} وعذاب مهين . قال الحافظ محمد بن أحمد الكلبي في كتاب التسهيل لعلوم التنزيل : (روي أن الذي شرح اللَّه صدره للإسلام علي بن أبي طالب وحمزة ، والمراد بالقاسية قلوبهم أبو لهب وأولاده) .
ثم وصف سبحانه القرآن بالأوصاف التالية :
1 - {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} في عقيدته وشريعته ومواعظه وحكمه وجميع مبادئه وتعاليمه .
2 - {كِتاباً مُتَشابِهاً} أسلوبا ومحتوى ، ولا تهافت بين معانيه لأنها من إله عليم حكيم .
3 - ( مثاني ) أي تثنى أحكامه ومواعظه ، فهو يجمع بين الأمر والنهي ، وبين الوعد والوعيد وما إلى ذلك ، وفي كتاب (النواة في حقل الحياة) للشيخ العبيدي : (في القرآن صور الكائنات أمثالا وأضدادا ، ثم يهيب بك فيما يخص الفضائل بصوت الآمر المشفق ، وفيما يخص الرذائل بصوت الزاجر الجبار ، وفيه طمأنينة العابد وزمجرة القائد) .
4 - {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} هذا كناية عن خوف المؤمنين حين يسمعون وعيد اللَّه وتهديده بالجحيم ، ومثله قول الإمام علي في وصف المتقين :
وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون .
5 - {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ} كناية عن اطمئنانهم حين يسمعون وعد اللَّه وبشارته بالنعيم ، ونحوه قول الإمام علي (عليه السلام) : وهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون .
{ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ ومَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ} . يدع اللَّه سبحانه الإنسان وما يختار ، فمن اختار لنفسه الموت والانتحار بأحد أسبابه أماته اللَّه ، ومن اختار لها الحياة بأسبابها أحياه لأجل مسمى ، وكذلك من اختار لنفسه الهدى وسلك سبيله هداه اللَّه وشمله بعنايته ، وما له من مضلّ ، ومن اختار لها الضلال وسلك مسلكه أضله اللَّه ، وما له من هاد ، وكفى دليلا على ذلك قوله تعالى : {فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ واللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ} - 5 الصف أي لا يهدي الذين اختاروا لأنفسهم بأنفسهم الفسق والفساد ، وقوله : {وأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى} - 17 فصلت وقوله : {والَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وآتاهُمْ تَقْواهُمْ} - 17 محمد أي طلبوا الهدى والتقوى بإخلاص فأرشدهم اللَّه إليه .
{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ} . ليس سواء من يغمره العذاب من فرع إلى قدم ، ومن هو في أمان منه . . وانما ذكر سبحانه الوجه بالخصوص لأنه أعز الأعضاء على الإنسان وأشرفه ، وبه يتميز عن غيره {وقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} . تماما كما تدين تدان ، وكما تزرع تحصد ، وما قدمت اليوم تقدم عليه غدا ، كما قال الإمام علي (عليه السلام) .
______________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج6 ، ص406-407 .
تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1)
قوله تعالى : {أ فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} إلخ لما ذكر في الآية السابقة أن فيما ذكره من إنزال الماء وإنبات النبات ذكرى لأولي الألباب وهم عباده المتقون وقد ذكر قبل أنهم الذين هداهم الله ذكر في هذه الآية أنهم ليسوا كغيرهم من الضالين وأوضح السبب في ذلك وهو أنهم على نور من ربهم يبصرون به الحق وفي قلوبهم لين لا تعصي عن قبول ما يلقى إليهم من أحسن القول .
فقوله : {أ فمن شرح الله صدره} خبره محذوف يدل عليه قوله : {فويل للقاسية قلوبهم} إلخ أي كالقاسية قلوبهم والاستفهام للإنكار أي لا يستويان .
وشرح الصدر بسطه ليسع ما يلقى إليه من القول وإذ كان ذلك للإسلام وهو التسليم لله فيما أراد وليس إلا الحق كان معناه كون الإنسان بحيث يقبل ما يلقى إليه من القول الحق ولا يرده ، وليس قبولا من غير دراية وكيفما كان بل عن بصيرة بالحق وعرفان بالرشد ولذا عقبه بقوله : {فهو على نور من ربه} فجعله بحسب التمثيل راكب نور يسير عليه ويبصر ما يمر به في ساحة صدره الرحب الوسيع من الحق فيبصره ويميزه من الباطل بخلاف الضال الذي لا في صدره شرح فيسع الحق ولا هو راكب نور من ربه فيبصر الحق ويميزه .
وقوله : {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} تفريع على الجملة السابقة بما يدل على أن القاسية القلوب - وقساوة القلب وصلابته لازمة عدم شرح الصدر وعدم النور - لا يتذكرون بآيات الله فلا يهتدون إلى ما تدل عليه من الحق ، ولذا عقبه بقوله : {أولئك في ضلال مبين} .
وفي الآية تعريف الهداية بلازمها وهو شرح الصدر وجعله على نور من ربه ، وتعريف الضلال بلازمه وهو قساوة القلب من ذكر الله .
وقد تقدم في تفسير قوله : {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام : 125] كلام في معنى الهداية فراجع .
قوله تعالى : {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني} إلى آخر الآية كالإجمال بعد التفصيل بالنسبة إلى الآية السابقة بالنظر إلى ما يتحصل من الآية في معنى الهداية وإن كانت بيانا لهداية القرآن .
فقوله : {الله نزل أحسن الحديث} هو القرآن الكريم والحديث هو القول كما في قوله تعالى : {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ } [الطور : 34] ، وقوله : {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } [الأعراف : 185] فهو أحسن القول لاشتماله على محض الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو كلامه المجيد .
وقوله : {كتابا متشابها} أي يشبه بعض أجزائه بعضا وهذا غير التشابه الذي في المتشابه المقابل للمحكم فإنه صفة بعض آيات الكتاب وهذا صفة الجميع .
وقوله : {مثاني} جمع مثنية بمعنى المعطوف لانعطاف بعض آياته على بعض ورجوعه إليه بتبين بعضها ببعض وتفسير بعضها لبعض من غير اختلاف فيها بحيث يدفع بعضه بعضا ويناقضه كما قال تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } [النساء : 82] .
وقوله : {تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} صفة الكتاب وليس استئنافا ، والاقشعرار تقبض الجلد تقبضا شديدا لخشية عارضة عن استماع أمر هائل أو رؤيته ، وليس ذلك إلا لأنهم على تبصر من موقف نفوسهم قبال عظمة ربهم فإذا سمعوا كلامه توجهوا إلى ساحة العظمة والكبرياء فغشيت قلوبهم الخشية وأخذت جلودهم في الاقشعرار .
وقوله : {ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} {تلين} مضمنة معنى السكون والطمأنينة ولذا عدي بإلى والمعنى ثم تسكن وتطمئن جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله لينة تقبله أو تلين له ساكنة إليه .
ولم يذكر القلوب في الجملة السابقة عند ذكر الاقشعرار لأن المراد بالقلوب النفوس ولا اقشعرار لها وإنما لها الخشية .
وقوله : {ذلك هدى الله يهدي به من يشاء} أي ما يأخذهم من اقشعرار الجلود من القرآن ثم سكون جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله هو هدى الله وهذا تعريف آخر للهداية بلازمها .
وقوله : {يهدي به من يشاء} أي يهدي بهداه من يشاء من عباده وهو الذي لن يبطل استعداده للاهتداء ولم يشغل بالموانع عنه كالفسق والظلم وفي السياق إشعار بأن الهداية من فضله وليس بموجب فيها مضطر إليها .
وقيل : المشار إليه بقوله : {ذلك هدى الله} القرآن وهوكما ترى ، وقد استدل بالآيات على أن الهداية من صنع الله لا يشاركه فيها غيره ، والحق أنها خالية عن الدلالة على ذلك وإن كان الحق هو ذلك بمعنى كونها لله سبحانه أصالة ولمن اختاره من عباده لذلك تبعا كما يستفاد من مثل قوله : { قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى } [البقرة : 120] وقوله : {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى} [الليل : 12] ، وقوله : {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } [الأنبياء : 73] ، وقوله : {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى : 52] .
فالهداية كلها لله إما بلا واسطة أو بواسطة الهداة المهديين من خلقه وعلى هذا فمن أضله من خلقه بأن لم يهده بالواسطة ولا بلا واسطة فلا هادي له وذلك قوله في ذيل الآية : {ومن يضلل الله فما له من هاد} وسيأتي الجملة بعد عدة آيات وهي متكررة في كلامه تعالى .
قوله تعالى : {أ فمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون} مقايسة بين أهل العذاب يوم القيامة والآمنين منه والفريقان هما أهل الضلال وأهل الهدى ولذا عقب الآية السابقة بهذه الآية .
والاستفهام للإنكار وخبر {من} محذوف والتقدير كمن هو في أمن منه ، ويوم القيامة متعلق بيتقي ، والمعنى أ فمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة لكون يده التي بها كان يتقي المكاره مغلولة إلى عنقه كمن هو آمن من العذاب لا يصيبه مكروه .
كذا قيل .
وقيل : الاتقاء بوجهه بالمعنى المذكور لا وجه له لأن الوجه ليس مما يتقى به بل المراد الاتقاء بكليته أو بخصوص وجهه سوء عذاب يوم القيامة ويوم القيامة قيد للعذاب والمراد عكس الوجه السابق ، والمعنى أ فمن يتقي سوء العذاب الذي يوم القيامة في الدنيا بتقوى الله كالمصر على كفره ، ولا يخلو من التكلف .
وقوله : {وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون} القول لملائكة النار ، والظاهر أن الجملة بتقدير قد أو بدونه والأصل وقيل لهم ذوقوا {إلخ} لكن وضع الظاهر موضع الضمير للدلالة على علة الحكم وهي الظلم .
________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج17 ، ص207-210 .
تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1)
وكتتمة لهذا الدرس الكبير في التوحيد والمعاد ، تنتقل الآيات إلى المقارنة بين المؤمنين والكافرين ، كي توضح حقيقة أنّ القرآن والوحي السماوي هما كقطرات المطر التي تهطل على الأرض ، وكما أنّ الأرض التي لها الإستعداد هي التي تستفيد من قطرات المطر ، فكذلك القلوب المستعدة لبناء ذاتها بالاستعانة بلطف الله ، هي ـ فقط ـ التي تستفيد من آيات الله ، وذلك طبقاً لقوله تعالى : {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربّه}(2) كمن هو قاسي القلب لا يهتدي بنور!!
أمّا القاسية قلوبهم ، فهم الذين لا تؤثر بهم المواعظ ولا الوعيد ولا البشرى ، ولا الآيات القرآنية المؤثرة ، ولا ينمي مطر الوحي الباعث للحياة عندهم ثمار التقوى والفضيلة ، وبصورة موجزة يمكن القول بأنّهم كالنباتات التي لا طراوة فيها ولا أوراق ولا ثمار ولا ظلّ .
نعم {أولئك في ظلال مبين} .
«القاسية» مشتقّة من (قسوة)وتعني الخشونة والصلابة والتحجر ، لذلك تطلق صفة (قاسية) على الأحجار الصلبة ، ويقال للقلوب التي لا تظهر أي استجابة لنور الحق والهداية ، ولا تلين ولا تستسلم لها ، ولا تسمح بنفوذ نور الحقّ والهداية إليها (قلوب قاسية) .
على أية حال ، فإنّ هذه العبارة جاءت في مقابل (انشراح الصدر) وسعة الروح ، لأنّ الرحابة والإتساع كناية عن الإستعداد للإستقبال ، فالشارع والبيت الواسع يمكنهما أن يضمّا أناساً كثيرين ، وكذلك الصدر الواسع والروح المنشرحة ، فإنّها مستعدّة لتقبّل حقائق أكثر .
ونقرأ في إحدى الرّوايات أنّ ابن مسعود قال : سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تفسير هذه الآية : {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} فقال(صلى الله عليه وآله وسلم) : «إذا دخل النور في القلب انشرح وانفتح» .
ثم قلنا : يا رسول الله ما هي علامات انشراح الصدر؟ فقال : «الإنابة إلى دار الخلود ، والتجا في عن دار الغرور ، والإستعداد للموت قبل نزوله»(3) .
أمّا علي بن إبراهيم فيقول في تفسيره أن عبارة : (أفمن شرح الله صدره للإسلام) نزلت في حقّ أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب(عليه السلام) . وقد ورد في تفاسير اُخرى أنّ عبارة : (فويل للقاسية قلوبهم) نزلت بحقّ (أبي لهب وأبنائه)(4) .
ومن الواضح أنّ أسباب النّزول هنا هي في الحقيقة من باب تطبيق المفهوم العام على المصاديق الواضحة .
إنّ ما يلفت النظر في عبارة : {فهو على نور من ربه} أنّ النور والضياء جعل هنا بمثابه مركبة يركبها المؤمنون تفسير بهم بسرعة عجيبة ومسير واضح وقدرة على طواف العالم كلّه .
وقوله تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } [الزمر : 23 ، 24]
الآيات السابقة تحدثت عن العباد الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه ، كما تحدثت عن الصدور الرحبة المستعدة لتقبل الحقّ .
الآيات التي يدور حولها البحث تواصل التطرق إلى هذا الأمر ، كي تكمل حلقات البحوث السابقة الخاصة بالتوحيد والمعاد مع ذكر بعض دلائل النبوّة ، إذ تقول الفقرة الأُولى من الآية : {الله نزّل أحسن الحديث} .
ثم تستعرض خصائص القرآن الكريم ، حيث تشرح الخصائص المهمّة للقرآن من خلال بيان ثلاث صفات له :
أمّا الخاصية الاُولى فهي{كتاباً متشابهاً} .
المقصود من (متشابه) هنا هو الكلام المتناسق الذي لا تناقض فيه ويشبه بعضه البعض ، فلا تعارض فيه ولا تضادّ ، وكلّ آية فيه أفضل من الأُخرى والمتماثل من حيث اللطف والجما ل والعمق في البيان .
وهذا بالضبط على عكس العبارات التي يصوغها الإنسان ، والتي مهما اعتنى بصياغته فإنّها لن تخلو من الاخطاء والإختلافات والتناقضات ، خصوصاً عندما يتسع مجالها وتأخذ أبعاداً أوسع ، إذ تلاحظ أنّ بعضها في قمّة البلاغة ، والبعض الآخر عادي وطبيعي ، ودراسة آثار الكتّاب الكبار المعروفين في مجالي النثر والشعر هي خير شاهد على هذا الموضوع .
أمّا كلام الله المجيد فليس كذلك ، إذ نرى فيه انسجاماً خارقاً ، وتناسقاً لا نظير له في المفاهيم والفصاحة والبلاغة ، وهذا بحدّ ذاته يجعل آيات القرآن تحكم وتشهد بأنّه ليس من كلام البشر .
أما الخاصية الثّانية فهي (مثاني) ـ أي المكرر ـ
وهذه الكلمة تشير إلى تكرار بحوثه المختلفة وقصصه ومواعظه ، التكرار الذي لا يملّ منه الإنسان ، وإنّما على العكس من ذلك ، إذ يتشوق لتلاوته أكثر ، وهذه إحدى أُسس الفصاحة ، إذ يعمد الإنسان أحياناً إلى التكرار وبصور مختلفة وأساليب متنوعة ، وذلك إذا أراد التأكيد على أمر ما وجلب الإنتباه إليه والتأثّر به ، كي لا يملّ السامع أو يضجر منه .
إضافة إلى أنّ مواضيع القرآن المكررة تفسّر إحداها الأُخرى ، وتحل الكثير من ألغازه عن هذا الطريق .
بعضهم اعتبرها إشارة إلى تكرار تلاوة القرآن وبقائه غضاً طرياً من جراء تكرار تلاوته .
والبعض الآخر اعتبرها إشارة إلى تكرار نزول القرآن ، فمرّة نزل دفعة واحدة على صدر الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك في ليلة القدر ، ومرّة اُخرى بصورة تدريجية استمرت لفترة (23) عاماً .
ومن المحتمل أن يكون المراد من التكرار هو ملاءمة القرآن لكلّ زمان ، وانكشاف بعض الأُمور الغيبية فيه بمرور السنوات .
والتّفسير الأوّل أنسب من بقية التفاسير ، رغم عدم وجود أيّ تعارض بين الجميع ، بل من الممكن أن تكون جميعها صحيحة (5) .
أمّا الخاصية الثّالثة فهي (تقشعر منه الجلود)
وهذه الخاصية للقرآن فهي مسألة نفوذه وتأثيره العميقين والخارقين {تقشعر منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} .
إنّه لوصف وتجسيد لطيف وجميل لنفوذ آيات القرآن العجيب إلى أعماق القلوب ، إذ أنّه في بداية الأمر يبعث في القلب شيئاً من الخوف والرهبة ، الخوف الذي يكون أساساً للصحوة ولبدء الحركة ، والرهبة التي تجعل الإنسان يتحسس مسؤولياته المختلفة . ثمّ تأتي مرحلة الهدوء وقبول آيات الله وتتبعها السكينة والإستقرار .
هذه الحالة التدريجية التي تبيّن مراحل (السلوك إلى الله) المختلفة ، يمكن إدراكها بسهولة ، فالقلوب تقشعر فور ما تسمع آيات التهديد والتحذير النازلة على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، ثمّ تهدأ فور ما تسمع آيات الرحمة .
التفكير بذات الله ومسألة أبديته وأزليته وعدم محدوديته يوجد عند الإنسان حالة من الرهبة في كيفية معرفة الله ، إلاّ أنّ دراسة آثار ودلائل ذاته المقدسة في الآفاق والأنفس تمنح الإنسان نوعاً من الإرتياح والهدوء(6) .
والتأريخ الإسلامي مليء بالشواهد على التأثير العجيب للقرآن في قلوب المؤمنين ، وحتى غير المؤمنين من أصحاب القلوب المستعدة لتقبل الإيمان ، فالجاذبية أو النفوذ الخارق للقرآن دليل واضح على أنّ القرآن كتاب نزل من السماء بواسطة الوحي .
وقد ورد حديث عن (أسماء) ، جاء فيه (كان أصحاب النّبي حقاً إذا قرىء عليهم القرآن ـ كما نعتهم الله ـ تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم) (7) .
أمير المؤمنين (عليه السلام) وصف هذه الحقيقة بأفضل وجه في الخطبة الخاصة بالمتقين ، إذ قال : «أمّا الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلا ، يحزنون به أنفسهم ، ويستثيرون به دواء دائهم ، فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً ، وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً ، وظنوا أنّها نصب أعينهم ، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، وظنوا أنّ زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم» .
وفي نهاية الآية يقول تعالى بعد أن بيّن تلك الخصائص : {ذلك هدى الله يهدي به من يشاء} .
حقاً إنّ القرآن نزل لهداية الجميع ، لكن المتقين وطلاب الحقّ والحقيقة هم المستفيدون ـ فقط ـ من نوره ، أمّا أُولئك الذين تعمدوا إغلاق كافة نوافذ قلوبهم أمام نور القرآن الكريم ، والذين تتحكم بأرواحهم ظلمات التعصب والعناد فقط لا يستفيدون من نور القرآن ، وإنّما يزدادون ضلالة من جراء عنادهم وعدائهم ، لذلك فإن تتمة الآية تقول : {ومن يضلل الله فما له من هاد} .
فهذه الضلالة هي التي يضع الإنسان حجر أساسها بيده ، ويحكم بناء أساسها بواسطة أعماله الخاطئة والسيئة ، ولذلك لا تتنافى اطلاقاً مع إرادة الإنسان وحريته .
الآية التالية تقارن بين مجموعة من الظالمين والمجرمين ، ومجموعة من المؤمنين الذين استتعرضت أوضاعهم فيما قبل ، وذلك كي تجعل الحقيقة أكثر وضوحاً في هذه المقارنة ، إذ تقول : {أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة}(8)كمن هو آمن في ذلك اليوم ولا تمسّه النّار أبداً؟! .
الملاحظة التي ينبغي الإلتفات إليها ، هي قوله تعالى : {يتقي بوجه سوء العذاب} وكما هو معروف فإنّ الوجه أشرف أعضاء جسم الإنسان ، لأنّ فيه (العينان والفم والأذنان) التي هي أهم حواسّ الإنسان ، وأساساً فإنّ تشخيص الإنسان إنّما يتمّ عن طريق وجهه ، ولهذه الخصائص الموجودة في الوجه ، فإنّ الإنسان عندما يحسّ أنّ هناك خطراً سيصيب وجهه ، فإنّه يضع يديه وما يمكن من أعضاء جسمه أمام وجهه كدرع لدرء ذلك الخطر .
إلا أن أوضاع الظالمين في جهنم في ذلك اليوم تجبرهم على استخدم وجوههم كوسيلة دفاعية ، لأنّ أيديهم وأرجلهم مقيدة بالسلاسل ، كما ورد في الآية (8) من سورة يس : {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ} [يس : 8] .
قال البعض : بما أنّ أهل جهنم يرمون على وجوههم في النّار ، لذا فإنّ الوجه هو أوّل عضو من أعضا الجسم يحترق في نار جهنم ، كما ورد في الآية (90) من سورة النمل : {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [النمل : 90] .
والبعض الآخر قال : إنّ هذه العبارة كناية عن عجز أهل جهنم من الدفاع عن أنفسهم مقابل نار جهنم .
التفاسير الثلاثة ـ هذه ـ لا تتعارض مع بعضها ، ويمكن أن تعطي جميعها مفهوم الآية .
ثم تضيف نهاية الآية : {وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون} .
نعم ، إنّ ملائكة العذاب هي التي توضح لهم هذه الحقيقة المرّة والمؤلمة ، إذ يقولون لهم : إنّ أعمالكم ستبقى معكم وستعذبكم ، وهذا التوضيح هو تعذيب روحي آخر لهؤلاء .
وممّآ يلفت النظر أنّ هذه العبارة لا تقول : ذوقوا عقاب ما كنتم تكسبون ، وإنّما تقول لهم : ذوقوا ما كنتم تكسبون ، وهذا شاهد آخر على مسألة تجسيد الأعمال يوم القيامة .
إنّ ما قيل لحدّ الآن هو إشارة بسيطة لعذابهم الأليم في يوم القيامة .
___________________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج11 ، ص492
2 ـ هذه الآية تتضمّن جملة محذوفة تتضح من خلال الجملة التي تليها وعند تقديرها تصبح الآية {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربّه كمن هو قاسي القلب لا يهتدي بنور} .
3 ـ تفسير القرطبي ، المجلد الثامن ، الصفحة 5691 (تفسير سورة الزمر ذيل آيات البحث) نقل هذا الحديث مع اختلاف جزئي عن (روضة الواعظين) للشيخ المفيد .
4 ـ تفسير الصافي ذيل آيات البحث .
5 ـ قال الزمخشري في الكشاف : إن (مثاني) يمكن أن تكون جمع (مثنى) على وزن (مصلّى) وتعني المكرّر ، ويمكن أن تكون جمع (مثنى) على وزن (مبنى) من التثنية بمعنى التكرار ، الكشاف ، المجلد الرابع ، الصفحة 123 .
6 ـ (تقشعر) من مادة (قشعريرة) وقد ذكر اللغويون والمفسّرون معاني مختلفة ومتقاربة بعض الشيء ، فالبعض قال : إنّها تعني انكماش جلد البدن (حالة تصيب الإنسان أثناء خوفه) والبعض قال : إنّها الرجفة التي تصيب الإنسان في حالة الخوف ، والبعض الآخر قال : إنّها تعني وقوف شعر البدن ، وفي الحقيقة فإنّ كلّ حالة من هذه الحالات ملازمة للاُخرى .
7 ـ تفسير القرطبي ، المجلد الثامن ، الصفحة 5693 ، عن التأثير العميق والخارق لآيات القرآن ، أوردنا روايات عديدة في ذيل الآية 92 من سورة آل عمران .
8 ـ هذه العبارة فيها محذوف ، التقدير (أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة كمن هو آمن لا تمسه النار) .
9 ـ كلمة (خزي) تعني الذلّ والهوان كما تعني الفضيحة (يراجع لسان العرب) .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|