المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

خطر أشعة جاما
4-12-2019
نماذج من مشاعر أبي طالب
4-5-2017
تركيب الجزيئات البروتينية Compasition
23-3-2016
جاهلية الأمويين الخبيثة -
5-03-2015
مصرف الكفارة
6-12-2016
epistemic (adj.)
2023-08-24


من تراث الإمام السجّاد في رحاب أصول العقيدة ومباحث الكلام  
  
1490   04:34 مساءً   التاريخ: 30/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص169-172
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

كان الإمام ( عليه السّلام ) في زمانه وحيد عصره في الإجابة على الأسئلة العقائدية المعقّدة ولا سيّما ما تعرضت له الامّة الإسلامية من تيارات فكرية مستوردة أو دخيلة تحاول زعزعة كيان العقيدة الخالصة كمباحث القضاء والقدر والجبر والاختيار التي ظهرت بوادرها في حياة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وأخذت بالنمو والانتشار بحيث شكّلت ظاهرة فكرية تستدعي الانتباه وتتطلّب العلاج .

وبرز الإمام عليّ بن الحسين ( عليهما السّلام ) على الصعيد العلمي بروزا جعله منارا يشار إليه ، وآمن به المسلمون جميعا حتى قال الزهري عنه : ما رأيت هاشميا أفضل من عليّ بن الحسين ولا أفقه منه .

وقد اعترف بهذه الحقيقة حكّام عصر الإمام من خلفاء بني اميّة - وهم لا يعترفون بالفضل لمن يطاولهم في الخلافة والسلطان - حتى قال عبد الملك ابن مروان للإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) : ولقد أوتيت من العلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثلك قبلك إلّا من مضى من سلفك . ووصفه عمر بن عبد العزيز بأنّه سراج الدنيا وجمال الإسلام .

وممّا ورد عنه في القضاء والقدر أنّ رجلا سأله : جعلني اللّه فداك ، أبقدر يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل ؟

فأجابه ( عليه السّلام ) : « إنّ القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد ، فالروح بغير جسد لا تحسّ ، والجسد بغير روح صورة لا حراك بها ، فإذا اجتمعا قويا وصلحا ، كذلك العمل والقدر ، فلو لم يكن القدر واقعا على العمل لم يعرف الخالق من المخلوق ، وكان القدر شيئا لا يحسّ ، ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر ؛ لم يمض ولم يتمّ ولكنهما باجتماعهما ، وللّه فيه العون لعباده الصالحين » ثم قال ( عليه السّلام ) :

« ألا إنّ من أجور الناس من رأى جوره عدلا وعدل المهتدي جورا ، ألا إنّ للعبد أربعة أعين : عينان يبصر بهما أمر آخرته ، وعينان يبصر بهما أمر دنياه ، فإذا أراد اللّه عز وجل بعبد خيرا ؛ فتح له العينين اللّتين في قلبه فأبصر بهما العيب ، وإذا أراد غير ذلك ترك القلب بما فيه » ثمّ التفت إلى السائل عن القدر فقال : « هذا منه ، هذا منه »[1].

وقال ( عليه السّلام ) في بيان استحالة أن يوصف اللّه تعالى بالمحدودية التي هي من صفات الممكن :

« لا يوصف اللّه تعالى بالمحدودية عظم اللّه ربّنا عن الصفة ، وكيف يوصف بمحدودية من لا يحدّ ، ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير »[2] ؟

الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) ينصّ على الأئمّة من بعده ويبشّر بالمهدي ( عليه السّلام ) :

1 - روى ( عليه السّلام ) عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري حديثا طويلا جاء فيه : أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أشار إلى سبطه الحسين قائلا لجابر : « ومن ذرّيّة هذا رجل يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا . . . »[3].

2 - وقال ( عليه السّلام ) عن المهديّ ( عليه السّلام ) : « إنّ الإسلام قد يظهره اللّه على جميع الأديان عند قيام القائم »[4].

3 - وقال ( عليه السّلام ) : « إذا قام القائم ؛ أذهب اللّه عن كلّ مؤمن العاهة وردّ اليه قوّته »[5].

4 - وذكر ( عليه السّلام ) أنّ سنن الأنبياء تجري في القائم من آل محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) :

فمن آدم ونوح طول العمر ، ومن إبراهيم خفاء الولادة واعتزال الناس ، ومن موسى الخوف والغيبة ، ومن عيسى ( عليه السّلام ) اختلاف الناس فيه ، ومن أيّوب الفرج بعد البلوى ، ومن محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) الخروج بالسيف[6].

5 - وقال عن خفاء ولادته على الناس : « القائم منّا تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا لم يولد بعد ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة »[7] .

6 - وعن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي[8] قال :

دخلت على سيّدي عليّ بن الحسين زين العابدين ( عليه السّلام ) فقلت له : يا بن رسول اللّه ! أخبرني بالذين فرض اللّه طاعتهم ومودّتهم ، وأوجب على خلقه الاقتداء بهم بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

فقال لي : « يا أبا كنكر ! إنّ اولي الأمر الذين جعلهم اللّه أئمّة الناس وأوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، ثم انتهى الأمر إلينا » ، ثم سكت .

فقلت له : يا سيّدي ! روي لنا عن أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) أنّه قال : « لا تخلو الأرض من حجّة للّه على عباده » فمن الحجّة والإمام بعدك ؟

قال : « ابني ( محمّد ) واسمه في التوراة ( باقر ) يبقر العلم بقرا ، هو الحجّة والإمام بعدي ، ومن بعد محمّد ابنه ( جعفر ) اسمه عند أهل السماء ( الصادق ) » .

فقلت له : يا سيّدي فكيف صار اسمه : ( الصادق ) ، وكلّكم صادقون ؟

فقال : « حدّثني أبي عن أبيه أنّ رسول اللّه قال : « إذا ولد ابني جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فسموه الصادق ، فإنّ الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراء على اللّه وكذبا عليه ، فهو عند اللّه ( جعفر الكذّاب ) المفتري على اللّه ، المدّعي لما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه ، والحاسد لأخيه ، ذلك الذي يكشف سرّ اللّه عند غيبة وليّ اللّه » .

ثم بكى عليّ بن الحسين بكاءا شديدا ، ثمّ قال :

« كأنّي بجعفر الكذّاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليّ اللّه ، والمغيّب في حفظ اللّه ، والتوكيل بحرم أبيه جهلا منه بولادته ، وحرصا على قتله إن ظفر به ، طمعا في ميراث أبيه حتى يأخذه بغير حقّه » .

قال أبو خالد : فقلت له : يا بن رسول اللّه وإنّ ذلك لكائن ؟

فقال : « أي وربّي إنّه المكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) » .

قال أبو خالد : فقلت : يا ابن رسول اللّه ثمّ يكون ماذا ؟

قال : « ثمّ تمتد الغيبة بوليّ اللّه الثاني عشر من أوصياء رسول اللّه والأئمة بعده ، يا أبا خالد ! إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل أهل كلّ زمان ، لأنّ اللّه تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول اللّه بالسيف ، أولئك المخلصون حقّا ، وشيعتنا صدقا ، والدعاة إلى دين اللّه سرّا وجهرا » . وقال ( عليه السّلام ) : « انتظار الفرج من أعظم الفرج »[9].

 

[1] التوحيد للشيخ الصدوق : 366 - 367 منشورات جامعة المدرّسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة ، الطبعة السادسة .

[2] حياة الإمام زين العابدين : 304 .

[3] معجم أحاديث الإمام المهدي ( عج ) : 3 / 190 .

[4] المصدر السابق : 3 / 191 .

[5] المصدر السابق : 3 / 193 .

[6] معجم أحاديث الإمام المهدي ( عج ) : 3 / 194 .

[7] المصدر السابق .

[8] في الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي : 1 / 60 قال : « قال الفضل بن شاذان : ولم يكن في زمن عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) في أول أمره إلّا خمسة أنفس : سعيد بن جبير ، سعيد بن المسيّب ، محمد بن جبير بن مطعم ، يحيى بن أم الطويل ، أبو خالد الكابلي واسمه وردان ولقبه كنكر . ثم قال : وفي خبر الحواريّين أنّه من حواري عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) وقد شاهد كثيرا من دلائل الأئمّة ( عليهم السّلام ) .

[9] الاحتجاج : 2 / 48 - 50 احتجاجات الإمام عليّ بن الحسين ( عليه السّلام )




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.