التفسير بالمأثور/تأويل الآيات والروايات/الإمام الصادق (عليه السلام)
حميد بن زياد، عن محمد بن الحسين، عن محمد
بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما
السلام في هذه الآية " الله نور السموات والارض " قال:
بدأ بنور نفسه تعالى " مثل نوره " مثل هداه في قلب المؤمن، قوله: "
كمشكوة فيها مصباح " المشكاة: جوف المؤمن،
والقنديل: قلبه، والمصباح: النور الذي جعله الله فيه.
" يوقد من شجرة مباركة " قال: الشجرة: المؤمن. " زيتونة لا شرقية ولا
غربية " قال: على سواء الجبل لا غربية أي لا شرق
لها، ولا شرقية أي لا غرب لها، إذا طلعت الشمس
طلعت عليها وإذا غربت غربت عليها " يكاد زيتها " يعني يكاد النور الذي جعله الله
في قلبه " يضيئ " وإن لم يتكلم " نور على نور " فريضة على فريضة،
وسنة على سنة " يهدي الله لنوره من يشاء "
يهدي الله لفرائضه وسننه من يشاء " ويضرب الله الامثال للناس
" وهذا مثل ضربه الله للمؤمن. ثم قال: فالمؤمن من يتقلب في خمسة من النور "
مدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومصيره يوم القيامة إلى الجنة نور.
قلت: لجعفر عليه السلام: جعلت فداك يا سيدي إنهم يقولون: مثل نور الرب، قال: سبحان
الله، ليس لله بمثل ما قال الله: فلا تضربوا لله الامثال ؟.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 4 / صفحة [ 17 ]
تاريخ النشر : 2024-05-13