التفسير بالمأثور/المعاد/الإمام الرضا (عليه السلام)
بإسناده عن إبراهيم بن العباس الصولي
قال: كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضا عليه السلام فقال: ليس في الدنيا نعيم
حقيقي، فقال له بعض الفقهاء ممن حضره: فيقول الله عزوجل: " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم
" أما هذا النعيم في الدنيا وهو الماء البارد، فقال له الرضا عليه السلام - وعلا
صوته -: كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب، فقالت طائفة: هو الماء البارد، وقال
غيرهم: هو الطعام الطيب، وقال آخرون: هو طيب النوم، ولقد حدثني أبي، عن أبيه،
عن أبي عبد الله عليه السلام أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عزوجل: " ثم لتسئلن
يومئذ عن النعيم " فغضب عليه السلام وقال: إن الله عزوجل لا يسأل عباده عما
تفضل عليهم به ولا يمن بذلك عليهم، والامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين، فكيف
يضاف إلى الخالق عزوجل ما لا يرضى للمخلوقين به ؟ ولكن النعيم حبنا أهل البيت
وموالاتنا، يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة، لان العبد إذا
وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة التي لا تزول،
ولقد حدثني بذلك أبي، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه
الحسين بن علي، عن أبيه علي عليهم السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: يا علي إن أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله، وأن
محمدا رسول الله، وأنك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك، فمن أقر بذلك وكان
يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له، الخبر.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 7 / صفحة [ 272 ]
تاريخ النشر : 2024-05-05