أحاديث وروايات حول القرآن الكريم/الدعاء في القرآن الكريم/الإمام الصادق (عليه السلام)
عدة
من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: ما من شئ إلا وله حد ينتهي إليه إلا الذكر فليس له حد ينتهي
إليه فرض الله عز وجل الفرائض فمن أداهن فهو حد هن ; و شهر رمضان فمن صامه فهو حده
والحج فمن حج فهو حده إلا الذكر فإن الله عز وجل لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له
حدا ينتهي إليه ثم تلا هذه الآية { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا
* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41، 42]
فقال: لم يجعل الله عز وجل له حد اينتهي إليه ، قال: وكان أبي عليه السلام كثير
الذكر لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله ولقد كان
يحدث القوم [و] ما يشغله ذلك عن ذكر الله وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول: لا إله
إلا الله.
وكان
يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس ويأمر بالقراء ة من كان يقرأ منا ومن كان لا
يقرأ منا أمره بالذكر.
والبيت
الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره
الشياطين ويضئ لأهل السماء كما يضئ الكوكب الدري لأهل الارض والبيت الذي لا يقرأ
فيه القرآن ولا يذكر الله فيه تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين، وقد قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا اخبركم بخير أعمالكم لكم أرفعها في درجاتكم
وأزكاها عند مليككم وخير لكم من الدينار والدرهم وخير لكم من أن تلقوا عدو كم
فتقتلوهم ويقتلوكم؟ فقالوا : بلى، فقال: ذكر الله عز وجل كثيرا، ثم قال: جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: من خير أهل المسجد؟ فقال: أكثر هم لله ذكرا.
وقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من اعطي لسانا ذاكرا فقد اعطي خير الدنيا والآخرة.
وقال:
في قوله تعالى : {وَلَا
تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر: 6] قال: لا تستكثر
ما عملت من خير لله .
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
المصدر : أصول الكافي
الجزء والصفحة : ج2 ، ص 498