أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/المعاد/الميزان/الإمام الصادق (عليه السلام)
أخبرنا محمد بن
محمد، قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله) قال: حدثني أبو علي
محمد بن همام الإسكافي (رحمه الله) قال: حدثني أحمد بن موسى النوفلي، قال: حدثني محمد
بن عبد الله بن مهران، عن معاوية بن حكيم، قال: حدثني عبد الله بن سليمان التميمي،
قال: لما قتل محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن بن الحسن صار إلى المدينة رجل يقال
له " شبة بن عقال " ولاه المنصور على أهلها، فلما قدمها وحضرت الجمعة صار
إلى مسجد النبي (صلى الله عليه وآله)، فرقا المنبر وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما
بعد، إن علي بن أبي طالب شق عصا المسلمين، وحارب المؤمنين، وأراد الامر لنفسه، ومنعه
من أهله، فحرمه الله أمنيته وأماته بغصته، وهؤلاء ولده يتبعون أثره في الفساد وطلب
الامر بغير استحقاق له، فهم في نواحي الأرض مقتلون وبالدماء مضرجون.
قال: فعظم هذا الكلام
منه على الناس، ولم يجسر أحد منهم أن ينطق بحرف ، فقام إليه رجل عليه إزار قومسي سحق فقال: فنحن نحمد الله ونصلي على محمد خاتم النبيين
وسيد المرسلين، وعلى رسل الله وأنبيائه أجمعين، أما ما قلت من خير، فنحن أهله، وما
قلت من سوء فأنت وصاحبك به أولى وأحرى، يا من ركب غير راحلته، وأكل غير زاده ارجع مأزورا،
ثم أقبل على الناس فقال: ألا أنبئكم بأخف الناس يوم القيامة ميزانا، وأبينهم خسرانا؟
من باع آخرته بدنيا غيره وهو هذا الفاسق.
فأسكت الناس، وخرج
الوالي من المسجد لم ينطق بحرف، فسألت عن الرجل فقيل لي، هذا جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم).
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 50
تاريخ النشر : 2023-04-18