أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/العدل/القضاء والقدر والمشيئة والارادة/الإمام علي (عليه السلام)
روى الحسن بن أبي
الحسن البصري قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام بعد انصرافه
من حرب صفين فقال له: يا أمير المؤمنين خبرني عما كان بيننا وبين هؤلاء القوم
من الحرب أكان بقضاء من الله وقدر ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ما علوتم تلعة ولا هبطتم واديا
إلا ولله فيه قضاء وقدر، فقال الرجل: فعند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين،
فقال له: ولم ؟ قال: إذا كان القضاء والقدر ساقانا إلى الع مل فما الثواب لنا على
الطاعة، وما وجه العقاب على المعصية ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أو ظننت يا
رجل أنه قضاء حتم وقدر لازم لا تظن ذلك فإن القول به مقالة عبدة الاوثان وحزب الشيطان
وخصماء الرحمن وقدرية هذه الامة ومجوسها، إن الله جل جلاله أمر تخييرا ونهى
تحذيرا، وكلف يسيرا، ولم يطع مكرها، ولم يعص مغلوبا، ولم يخلق السماوات والارض وما
بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار، فقال الرجل فما
القضاء والقدر الذي ذكرته يا أمير المؤمنين ؟ قال: الامر بالطاعة، والنهى عن المعصية،
والتمكين من فعل الحسنة وترك السيئة، والمعونة على القربة إليه، والخذلان
لمن عصاه، والوعد والوعيد والترغيب والترهيب، كل ذلك قضاء الله في أفعالنا وقدره
لأعمالنا، فأما غير ذلك فلا تظنه فإن الظن له محبط للأعمال. فقال الرجل: فرجت عني يا
أمير المؤمنين فرج الله عنك، وأنشأ يقول: أنت الامام الذي نرجو بطاعته إلى آخر البيتين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 5 / صفحة [ 125 ]
تاريخ النشر : 2024-02-05