أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/العدل/الذر والميثاق/الإمام الصادق (عليه السلام)
عن عمار بن أبي
الاحوص، عن أبي عبد الله عليه السلام: إن الله تبارك و تعالى
خلق في مبتدأ الخلق بحرين: أحدهما عذب فرات، والآخر ملح أجاج، ثم خلق تربة آدم
من البحر العذب الفرات ثم أجراه على البحر الاجاج فجعله حمأ مسنونا وهو خلق آدم، ثم
قبض قبضة من كتف آدم الايمن فذرأها في صلب آدم، فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، ثم
قبض قبضة من كتف آدم الايسر فذرأها في صلب آدم، فقال: هؤلاء في النار ولا أبالي ولا
أسأل عما أفعل، ولي في هؤلاء البداء بعد، وفي هؤلاء وهؤلاء سيبتلون : قال أبو
عبد الله عليه السلام: فاحتج يومئذ أصحاب الشمال وهم ذر على خالقهم فقالوا: يا
ربنا بم أوجبت لنا النار - وأنت الحكم العدل - من قبل أن تحتج علينا، وتبلونا بالرسل،
وتعلم طاعتنا لك ومعصيتنا ؟ فقال الله تبارك وتعالى: فأنا أخبركم بالحجة عليكم
الآن في الطاعة والمعصية، والاعذار بعد الاخبار. قال أبو عبد الله عليه السلام:
فأوحى الله إلى مالك خازن النار: أن مر النار تشهق، ثم تخرج عنقا منها فخرجت لهم، ثم
قال الله لهم: ادخلوها طائعين، فقالوا: لا ندخلها طائعين ! ثم قال: ادخلوها
طائعين، أو لأعذبنكم بها كارهين، قالوا: إنا هربنا إليك منها، وحاججناك فيها حيث
أوجبتها علينا، وصيرتنا من أصحاب الشمال، فكيف ندخلها طائعين ؟ ولكن أبدا أصحاب
اليمين في دخولها، كي تكون قد عدلت فينا وفيهم ; قال أبو عبد الله عليه السلام:
فأمر أصحاب اليمين وهم ذر بين يديه فقال: ادخلوا هذه النار طائعين قال: فطفقوا يتبادرون
في دخولها فولجوا فيها جميعا فصيرها الله عليهم بردا وسلاما، ثم أخرجهم منها
ثم إن الله تبارك وتعالى نادى في أصحاب اليمين وأصحاب الشمال: ألست بربكم ؟ فقال
أصحاب اليمين: بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك مقرين طائعين، وقال أصحاب الشمال:
بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك كارهين ! وذلك قول الله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } [آل عمران: 83] قال :
توحيدهم لله.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 5 / صفحة [ 255 ]
تاريخ النشر : 2024-02-03