أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/التوحيد/صفات الله تعالى/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
أبو المفضل الشيباني، عن أحمد
بن مطوق بن سوار، عن المغيرة بن محمد بن المهلب، عن عبد الغفار بن كثير، عن إبراهيم
بن حميد، عن أبي هاشم، عن مجاهد، عن ابن عباس قال. قدم يهودي على رسول الله صلى
الله عليه وآله - يقال له: نعثل - فقال: يا محمد إني سائلك عن أشياء تلجلج في صدري
منذ حين، فإن أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك قال:
سل يا أبا عمارة. فقال: يا محمد صف لي ربك، فقال عليه السلام: إن الخالق لا يوصف
إلا بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي يعجز الحواس أن تدركه، و الأوهام أن تناله،
والخطرات أن تحده، والابصار عن الاحاطة به، جل عما يصفه الواصفون، نأى في قربه،
وقرب في نأيه كيف الكيفية فلا يقال له: كيف، وأين الاين فلا يقال له: أين، هو منقطع
الكيفوفية والاينونية، فهو الاحد الصمد كما وصف نفسه والواصفون لا يبلغون نعته،
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. قال: صدقت يا محمد أخبرني عن قولك: إنه واحد
لا شبيه له، أليس الله واحد والانسان واحد ؟ فوحدانيته اشبهت وحدانية الانسان. فقال
عليه السلام: الله واحد و وأحدي المعنى، والانسان واحد ثنوي المعنى، جسم وعرض، وبدن
وروح، فإنما التشبيه في المعاني لا غير، قال: صدقت يا محمد.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 3 / صفحة [ 303 ]
تاريخ النشر : 2023-04-15